بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والد العولقي يتعرف على جثته بخنجره.. ودفنه قرب مكان مقتله
مفكرة الاسلام: صرَّح أحد أفراد عائلة اليمني أنور العولقي يوم الثلاثاء بأن أشلاء رجل الدين أمريكي المولد دُفنت مطلع الأسبوع الجاري بالقرب من المكان الذي قتل فيه مع عدد من رفاقه في هجوم بطائرة بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وأخبر قريب العولقي وكالة رويترز أن والد العولقي وصل إلى محافظة الجوف الشمالية قادمًا من صنعاء يوم السبت وتعرف على خنجر ابنه الذي كان ملقى بين أشلاء جثته التي دفنت في مكان قريب.
وكان مسؤولون أمريكيون والحكومة اليمنية قد قالوا: إن العولقي قتل يوم الجمعة ولكن القاعدة لم تعترف رسميًّا بعد بمقتله. وعادة ما يؤكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل أفراده أو المرتبطين به من خلال منتديات على شبكة الإنترنت بعد أيام من وقوع الحادث.
وقال المصدر نفسه: إن والد العولقي استقبل المعزين في منزل العائلة في صنعاء في الأيام التالية لمقتل ولده.
وقتل العولقي الذي كانت تعده واشنطن عدوًّا لدودًا تساويه بأسامة بن لادن، في منطقة صحراوية في شرق اليمن مع ستة أشخاص آخرين بينهم الأمريكي الباكستاني الأصل سمير خان.
وكان العولقي قد نجا في 20 سبتمبر الماضي من غارة استهدفته في المحفد بمحافظة أبين الجنوبية، وبعد ذلك غادر الجنوب متجهًا إلى الجوف في الشمال، وهي منطقة صحراوية قريبة من الحدود السعودية. وقبل ذلك في مطلع مايو الماضي، نجا من غارة أمريكية أخرى بعد أيام قليلة من قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأفاد شيخ قبلي بأن العولقي كان يتنقل في الأشهر الأخيرة بحرية بين مناطق أبين وشبوة في الجنوب ومأرب في الشرق، وهي مناطق قبلية تتحصن فيها القاعدة وتفلت بشكل كبير من سيطرة الدولة المركزية.
وقال أحد سكان شبوة لوكالة فرانس برس: "شاركت في محاضرات ألقاها العولقي في المساجد"، وأضاف أن العولقي "كان يدعو في المحاضرات إلى الجهاد في سبيل الله وإلى قتال الأميركيين"، مشيرًا إلى أن "عددًا كبيرًا من الشباب كانوا يبدون تأثرًا واضحًا بأفكار العولقي".
حرج أمريكي:
وامتنع البيت الأبيض يوم الجمعة عن الرد على أسئلة دستورية محرجة تتعلق بقتل أنور العولقي، بينما يتصاعد الجدل في الولايات المتحدة حول الحقوق التي كان يتمتع بها كمواطن أمريكي.
وانعكس الحرج الذي تشعر به الإدارة الأمريكية لقيامها بقتل مواطن أمريكي دون مسوغ قضائي في الردود التي أدلى بها الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني على أسئلة الصحافيين.
فقد رفض كارني تأكيد أن العولقي قتل في غارة نفذتها طائرة أمريكية أصلاً، إذ قال: "لن أتكلم عن ظروف مقتل العولقي، ولن أؤكد التلميحات التي تتضمنها بعض الأسئلة".
وكانت الجماعات التي تناصر الحقوق المدنية في الولايات المتحدة قد احتجت على اغتيال العولقي قائلةً: إنه من غير القانوني أن تقوم القوات الأمريكية بقتل مواطن أمريكي في ساحة المعركة دون إصدار لائحة اتهام قضائية بحقه.
وأقامت الجماعات المدافعة عن الحريات المدنية العام الماضي دعوى قضائية نيابة عن ناصر العولقي والد أنور أكدت فيها أن قرار وكالة المخابرات المركزية بقتل العولقي دون مسوغ قضائي يعتبر منافيًا للدستور. وكان القاضي الذي نظر في الدعوى قد أبطلها، ولكنه قال: إنها تثير قضايا دستورية مهمة.