بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الثورة السورية التي يراد غدرها / غسان المفلح المختصر / منذ بداية هذه الثورة الاسطورة, والتي ارخت لمرحلة مفصيلة ليس في تاريخ المنطقة الشرقأوسطية فقط بل في تاريخ العالم, وفي وقت ما عندما تصبح الأمور جاهزة لكييتم كشف كل الأوراق السياسية, وتخرج الدول ارشيفها عن هذه الثورة, ومجرياتها سنكتشف نحن السوريون, أننا كنا نصنع اسطورة.لا أحد في المعارضةالسورية حتى اللحظة استطاع تقديم أجابات شافية عن سر الموقف الروسي أوالصيني أو الهندي, ولا عن أسباب تقاعس القوى الغربية والعربية, عن دعم هذه الثورة, ومنع ابشع جريمة ترتكب بتاريخ الشرق الأوسط على مرأى من هذاالعالم. كشفت الثورة كيفية تبادل المواقع والمصالح, وحجم التواطؤات في هذا الشرق الأوسط"مواقف روسيا والصين والهند وتقاعس الدول الغربية والعربية تلتقي معالمصلحة الاسرائيلية في استمرار النظام, أو تحويل سورية إلى مقبرة لشعبها, أو أن تدخل في نفق حرب أهلية طويلة المدى مثقفوا الممانعة من منير شفيق إلىنهلة الشهال للقسم الغالب من كتاب السفير اللبنانية ل¯ "حزب الله" لإيرانل¯ "حماس" للقوى القومية, لمدعي العلمانية يلتقون مع المصلحة الإسرائيليةفي استمرار النظام- الجريمة. قوى المعارضة السورية التي تدعو للحوار مع القاتل, وتقف بصولاتها وجولاته التقول" انها ضد التدخل الاجنبي تسكت عن التدخل الروسي والإسرائيلي فياستمرار آل الأسد وتسكت عن القاعدة الروسية في طرطوس.بوعي منهم أم من دونوعي. احزنني جدا وأنا أرى ابتسامة خالد العبود عضو مجلس شعب النظام القاتل على قناة العالم, وهو يبتسم شامتا بينما المعارض هيثم مناع يهاجم بقية أطياف المعارضة التي لاتريد الحوار مع النظام. ويتهمها بالتمويل الاجنبي وخلافه سؤالي الى هيثم مناع لماذا ذهب إلى الدوحة, وقبل دعوة الدكتور عزمي بشارة? ولماذا يدخل ويخرج من سورية, ومعه من معه? هذا ليس تشكيكاً أمنياً ابدامعاذ الله, لكنه تعبير عن نهج سياسي يلاقي الترحيب من قبل نظام قتل شقيقه. أنا أعرف أن لدى هيثم مناع من الاعتداد بذاته وبتاريخه ما يمنعه من القيامبأي علاقة أمنية مع هذا النظام. كان هيثم ومعه كثر من معارضي الخارج ومنهممن هو داخل المجلس الوطني ومنهم من هو مع هيئة التنسيق, يدينوني لأننيانضممت إلى جبهة الخلاص وكنت داعما لها, وهم في اللحظة نفسها ينزلون لسوريةويخرجون معززين مكرمين. مع ذلك لتلك المرحلة كتاباتها وسجالاتها,يمكنللقارئ ان يعود اليها, والمجموعة نفسها التي تنضوي الآن حول هيئة التنسيق, كانت ضد جبهة الخلاص التي كان يمكن أن تحظى بدعم دولي كما اعتقدوا لحظتها, وتصرح بذلك من دمشق! والآن السيناريو نفسه على صعيد هذه المعارضة يعاد! أناكنت اتفهم واحترم موقف الصديق صبحي حديدي عندما كان ينقدني في جلساتنا, أن موقفي من جبهة الخلاص كان خاطئا, لكن صبحي رغم أنه كتب أكثر من مرة رافضا انضمام عبد الحليم خدام للمعارضة, ويرفض تحالف إعلان دمشق مع جبهة الخلاص الذي كنت اسعى إليه لحظتها من خلال حواري مع الجميع,لكن صبحي لم يكن ينزل إلى سورية ويخرج. كان موقفه منسجما,والآن يعاد السيناريو نفسه يريدون الحوار مع النظام, وينزلون إلى سورية, يشتمون من يريد اسقاط النظام ويشككون بوطنيتهم السورية! يجب ان يعرف الأصدقاء قبل غيرهم لم أكن انتظر شرعية منأحد من هذه المعارضة بيمينها ويسارها ولن انتظر شرعية منها. أنا أعرف أنني لا استطيع مجاراة احد من رموز المعارضة السورية ومثقفيها الأشاوس, وقياداتها التي يتساقط العته الأيديولوجي المصلحي الضيق منادمغتهم قبل البستهم لكنني ابدا سأبقى أقول كلمتي ولا يهمني في ذلك سوى ماأراه واعرفه, عما يجري من تواطؤات بحق شعبنا ودمائه الطاهرة. هؤلاء ينفذوناجندة إسرائيلية بوعي منهم أم من دون وعي, برفضهم طلب الحماية الدوليةللمدنيين, أو بدعوتهم للحوار مع النظام أو بإقامتهم مؤتمرات تحت سقف هذاالنظام, من يخاف السجن مجددا مثلي بعد أن جربته لأكثر من عقد ونيف منالسنين, يفضل أن يلتزم الصمت ويترك شباب الثورة يقررون مصيرنا جميعا, نعيشاليوم محنة لاقبل لها ولايمكن أن يكون بعدها, في المجلس الوطني السوري الذيانطلق في اسطنبول, كنت اتمنى ألا ينطلق من تركيا, هذه ملاحظتي الأساس منذبداية الثورة لكنه انطلق وأنا معه,ويمثلني كمواطن سوري,لكن بانفتاح علىالجميع. كانت هذه المقدمة ضرورية لكي اكمل ما أود قوله هنا: الثورة السلمية والنظام القاتل الذي يستخدم كل الأسلحة من أجل استمرارجريمته, رغم كل ما قدمته من دماء طاهرة وتضحيات لم تستطع كسب موقع, لأن النضال السلمي يعتمد على كسب المواقع الموقع تلو الموقع, لكن ما يجري وعلى مرأى من هيئة التنسيق والناطقين باسمها في الخارج, أن النظام يجتاح المدينةتلو المدينة ويرتكب المجزرة تلو المجزرة, ويرفض أن يغطي وجوه من يدعوللحوار معه, ولو بورقة توت, كأن يخرج الجيش من مدينة حماه مثلا أو تنازلما, أو كأن يقبل بقيام إعلاميي هيئة التنسيق بنقل الصورة الحقيقية لما يحدثعلى الارض, لكي يحفظوا ماء وجوههم, لكن النظام يعرفهم جيدا, ويعرف عتهمالأيديولوجي منذ أربعين عاما. الثورة ليس لديها مكانا آمنا ولم تستطع حتىاللحظة حماية مدينة واحدة, كما حدث في بنغازي ليبيا, لماذا? لأن الجيش... والجيش المتماسك حول العصابة وحول المعارضة التي تعتبره وطنيا!!! ولذا هيلاتريد التدخل الخارجي, يجتاح المدن السورية بلا رحمة ولا شفقة ولا ذرةانتماء سوري. مع ذلك مع رؤيتي هذه كنت دعوت المجلس الوطني إلى أن يحاول من أجل ضم هيئةالتنسيق له, لكن هم كانوا ولايزالوا يرفضون, ولم يهاجمهم احداً من المجلس, ولكوني من خارج ما تم في تركيا بالمعنى التنظيمي المباشر, أقول أنه" لوكانلدى بعض رموز هذه الهيئة حرصا على ثورة شعبنا ودماءه كان من الاجدى لهمالتزام الصمت حيال الموقف من المجلس, أو أن يعلقوا على تشكيله بلغة غيرتخوينية ولاتحتوي الغمز واللمز, لأنني لم أقرأ أو أسمع لأحد من المشاركينفي هذا المجلس أن خون هيئة التنسيق, ربما افراد ممن يتحلقون حول هذا المجلسقاموا بذلك لكن لم يصدر عن قوى المجلس اي تصريح يخون قوى هيئة التنسيق, لكنهم مجرد أن خرج البيان التأسيسي للمجلس وهم لا يوفرون فرصة لتخوينالمشاركين فيه, مع أنني لدي من التحفظات على بعض مارافق تشكيل هذا المجلسولكن هذه التحفظات تحل بالحوار وبعدم التخوين. لماذا? لماذا كل هذا الضجيج التخويني من الأصدقاء في هيئة التنسيق? مع ذلكأقول للأصدقاء في هيئة التنسيق الوطنية: حسنا تريدون الحوار مع النظام, رغمأنكم لا تمونون على الشارع, مع ذلك اقبل بحوار باشراف دولي وتحت مظلةدولية من الأمم المتحدة, تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة خلال مدة اقصاها ستةاشهر ينسحب خلالها الجيش ويعود لثكناته, وخلالها يكون هناك ضامن آخر هو اذاأراد شعبنا استمرار التظاهر فليتظاهر شرط ألا تطلق عليه طلقة واحدة, ومندون أن يحاكم أحد من السلطة ولا من رموزها, بعد أن يسلموها لكم, كفترةانتقالية. يعود الجيش لثكناته, وتختار عائلة الرئاسة أي مكان تود اللجوءإليه. عندها اقبل بسلطتكم كفترة انتقالية تنقلون فيها البلاد إلى الحالةالديمقراطية التي تريدونها. وبذلك تريحوننا من المطالبة بحمايةالمدنيين.ولكي لاتشاركوا بالغدر في هذه الثورة. ان يستمر المجرم في امتلاكالقوة, لايعني بأي حال من الاحوال أن امنحه شرعية سياسية ما مهما كانت ومنأي نوع كان! وللحديث بقية...
المصدر: السياسة
|