( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) التوبة 71 - الحلقة 5
كاتب الموضوع
رسالة
موضوع: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) التوبة 71 - الحلقة 5 الخميس نوفمبر 10, 2011 12:06 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين رومانيا بين الشيوعية والإسلام مما لا شك فيه أنه بات لزاماً إثارة أوضاع الأقليات المسلمة في الأقطار غير العربية لما تواجهه من تحديات للإبقاء على هويتها الإسلامية.وحيث اختلفت أسباب الهجرة وتزامنها مع الأنظمة التي سادت تلك البلاد في تلك الفترة والقوانين التي شكلت كل معها بدورها تحدياً على الأقليات المسلمة مواجهته,إضافة للتحدي الداخلي بينها والذي تمثّل بإختلاف الأعراق والمذاهب والخلفيات الثقافية لكل منها،مما أثر على سياسة كل أقلية تجاه أبنائها، إلا أن حاجة هذه الأقليات لتساوي أفرادها بغيرهم من الأفراد في الدولة من حيث الحقوق الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية خلقت تحديا آخر ضاعف من جهود هذه الأقليات لتحقيقه,ونحن اليوم بصدد فتح ملف أحد تلك الأقليات التي تقع في أوروبا الشرقية,تلك جمهورية رومانيا. رومانيا إحدى دول أوروبا الشرقية,وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية على البحر الاسود. كما تحيط بها جبال الكار بات بسهول ترنسلفانيا وتمتد الأراضي الواسعة من الجنوب إلى الشرق ويقع نهر الدانوب على الحدود الجنوبية من البلاد. وهي توجد شمالى شبه جزيرة البلقان ، يحدها أوكرانيا ومولدافيا من الشمال والشمال الشرقي ، وبلغاريا من الجنوب ، والمجر من الغرب ، وصربيا من الجنوب الغربي ، والبحر الأسود من الشرق. هذا ويرجع أصل تسمية رومانيا إلى مدينة روما أما سبب التسمية فهو لأن رومانيا كانت تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية.و رومانيا مقسمة إداريا إلى 41 مقاطعة إضافة إلى بلدية بوخارست. على مر التاريخ كانت رومانيا ضمن أراضي دولة داقية,الإمبراطورية الرومانية، الدولة العثمانية،الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية النمساوية المجرية.و قد نتجت رومانيا عن اتحاد الدولة الرومانية و مولدوفيا بقيادة اليكساندروا ايوان كوزا، وفي عام 1918م إنضمت كل من ترانسيلفانيا، بوكوفينا وباسارابيا وسميت آنذاك رومانيا الكبرى بأكبر مساحة لدولة رومانيا في التاريخ وهي 295,641كم2. رومانيا العاصمة:بوخاريست. المساحة:تبلغ مساحة رومانيا 238,391 كم2 . عدد السكان: تعداد الرومانيين هو 24,680,974 نسمة تقريباً. عدد المسلمين: بلغ عدد المسلمين في رومانيا حسب إحصائيات عام 2002م (790) ألف مسلم. الديانة: رومانيا هي دولة علمانية،أي أن الدين الرسمي اللا دينية. أما الهيئة الدينية المهيمنة هي الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية،والكنيسة الأورثوزكسية و أعضائها يشكلون 86،7 ٪ من السكان وفقا لتعداد عام 2002.وهناك بعض الطوائف المسيحية كالكاثوليكية الرومانية و تشكل 4.7 ٪، البروتستانتية 3.7 ٪، خمسينيه 1.5 ٪ والرومانية اليونانية الكنيسة الكاثوليكية 0.9 ٪.بينما تشكل نسبة ديانات أخرى 15%منها الإسلام يمثل حوالى0.05%. اللغة:اللغة الرسمية الرومانية, التي هي لغة رومانسية من العائلة اللاتينية ضمن اللغات الهندوأوروبية. هذه اللغات تشمل اللغات الإيطالية، الإسبانية،الفرنسيةالبرتغالية و الكاتالانية وغيرها.هناك حوالي 26 مليون شخص في العالم يتكلمون الرومانية، معظمهم يعيش في رومانيا ومولدافيا. و بعض الأقليات العرقية الأخرى، خاصة الألمان والمجر يتكلمون لغتهم الأصلية. حوالي 5 مليون روماني يتكلمون اللغة الإنجليزية، 4-5 مليون يتكلمون الفرنسية. المجموعات العرقية: 89.5% من سكان رومانيا هم رومانيون،6.6% هم مجريون 1,400,00 نسمة، 2.5% روما (غجر) 535,250 نسمة والباقي إما جرمانيون، أو أوكرانيون، أو روس أو أتراك 0,3% أو تتار 0,3% ,كما يوجد في رومانيا أقلية مسلمة تتركز في دوبروجا، ومعظمهم من العرق التركي,و هناك غيرهم. عدد المساجد:حسب إحصائيات عام 2002م في رومانيا 74 مـسـجداً، منها 24 مسجداً تاريخياً أثرياً. نبذة تاريخية:- تتمثل رومانيا الحالية في "داسيا" القديمة وهي الدولة التي أسسها الجيت في القرن الثاني قبل الميلاد. والجيت شعب من منطقة الثراس التي تقع بشمال اليونان.و في القرن الثاني الميلادي أصبحت داسيا إقليماً رومانيا تحت حكم الإمبراطور تراجان. أثناء الفترة الممتدة من القرن الثالث إلى القرن الثالث عشر ميلادي عرفت المنطقة غزوات متتالية من طرف : الغوث, الجيبيس, الهونس, الأفار, السلاف, البلغار والمغو.وفي القرن الرابع عشر تم إنشاء إمارتين مستقلتين : فلاشيا و ملدافيا.
وبعد ذلك أي من النصف الثاني من القرن الرابع عشر إلى بداية القرن التاسع عشر سيطر العثمانيون على منطقة رومانيا الحالية. وتم توحيد كل الرومانيين مرتين أثناء توحيد ملدافيا وفلاشيا وترنسيلفانيا تحت حكم إيتيان السادس الأكبر 1457-1504 م ثم تحت حكم ملك فلاشيا ميشال الباسل1593-1601.وفي عام 1859م تم انتخاب إسكندر كوزا أميرا لفلاشيا وملدافيا الذي وحد رومانيا.
أما في عام 1878م بعد انعقاد مؤتمر برلين حصلت رومانيا على استقلالها وأصبحت ملكية سنة 1881م. حاربت رومانيا ضد بلغاريا في حرب البلقان الثانية عام 1913. بقيت رومانيا محايدة في الحرب العالمية الأولى حتى عام 1916 عندما دخلت الحرب إلى جانب الحلفاء. كافأ الحلفاء رومانيا بمضاعفة مساحة البلاد وعدد السكان بعد انتهاء الحرب، حصلت على أراضي هنغارية وروسية وبلغارية عام 1941م.وهذه الأقاليم التي كانت تطالب بها هي بيكوفين, ترنسيلفانيا, بنات الشرقية و بيسارابيا.
وقد سهل انضمام رومانيا إلى قوى المحور في الحرب العالمية الثانية وصول الشيوعيين إلى السلطة سنة 1945م, وتنازل الملك ميشال الأول سنة 1947 عن عرشه. وتم إعلان الجمهورية الشعبية الرومانية سنة 1948 ووضع دستور مطابق لدستور الاتحاد السوفييتي.مع بداية نظام نيكولاي تشاوسيسكو من عام 1965م- 1989م ابتعدت رومانيا عن الجار السوفييتي وفضلت إتباع الشيوعية الأرثودكسية على المستوى الاقتصادي تأميم, تصنيع سريع, تشييع الأراضي.
استمر عهد تشاوشيسكو كما ذكرنا إلى عام 1989 م، حيث لوحق ثم أُعدم هو وزوجته أمام عدسات التلفزيون. اتسم حكمه بالشدة والدموية. انتخب إيون إيليسكو خلفاً له، الذي بقي بالسلطة حتى عام 1996 عندما أصبح اميل كونستانتينسكو رئيسا للبلاد. ثم عاد انتخاب إيون إيليسكو عام 2000 وبقي حتى عام 2004 حيث تم انتخاب ترايان باسيسكو رئيسا للبلاد وُوفق على انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي ابتداءاً من العام 2007، بعد سلسلة من الإصلاحات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية التي قامت بها الحكومة في الفترة الأخيرة. كيف وصل الإسلام إلى رومانيا بدأت الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة بجهود فردية . وكان معظم الدعاة من العناصر التركية وكان أول استقرار لأميرين من أمراء السلاجقة هما عز الدين وساروسلطين سنة 661هـ - 1262م وأقاما مع جيوشهما في بلده باباداغ وباشرا الدعوة للإسلام في النطاق الساحلي الشرقي من رومانيا وظلت الدعوة قائمة على جهود الأفراد مدة قرنين من الزمان هاجر خلالها العديد من الأتراك المسلمين إلى ما يعرف حالياً باسم رومانيا. وفي سنة 814هـ - 1411م استولى العثمانيون على منطقة دبروجة التي تشكل ساحل رومانيا ، ثم فتح العثمانيون والاشيا في سنة 819 هـ - 1416م ثم ترانسلفانيا . وهكذا أصبحت الأراضي الرومانية تحت النفوذ العثماني ، وذلك في حركة توسعية شملت البلقان وما يجاورها. وأخد الإسلام ينتشر بين سكان المناطق المفتوحة في معظم شرق أوروبا وتحولت أسر ، وقرى ومدن بأكملها إلى الإسلام ، ونتيجة حرية العقيدة ، فضلت شعوب هذه المنطقة الخضوع لحكم الأتراك على الخضوع لحكم المسيحين ، فقد قبل أهل ترانسلفانيا الحكم التركي على الخضوع لحكم أسرة هابسبرغ المسيحية المتعصبة ، وكذلك فعل أهل المجر . هذا وقد تعرض المسلمين بعد الحرب العالمية الأولى للاضطهاد فهاجر الآلاف إلى تركيا وهاجر العديد أيضاً بعد الحرب العالمية الثانية بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم واستيلاء روسيا وبلغاريا على أجزاء من رومانيا ويتكون المسلمون من الأتراك والغجر والتتار ويقدر عددهم بحوالي 790ألف نسمة حسب إحصائيات 2002م. ويوجد المسلمين في شرقي رومانيا في منطقة دبروجة على ساحل البحر الأسود في مقاطعتي فنسطنطة وتولسيه وفي مدينة بوخارست وتحمل بعض المدن أسماء إسلامية مثل مدينة المجيدية في جنوب رومانيا على البحر الأسود وباباداغ في الشمال . إلى هنا نتوقف ونستكمل المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله فإلى اللقاء.