بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

ويلٌ لإيران من شرٍّ قد اقترب / سلمان الدوسري

هي السياسة الإيرانية التي اعتمدتها ركيزة أساسية لها منذ ثورتها عام ١٩٧٩، فالتصعيد الكلامي هو ديدن نظام الملالي طوال عقود من الزمن، غير أن اللعب بنار إغلاق مضيق هرمز، يبدو أنه هو الذي سيدخل إيران في نفق مظلم لن تخرج منه إلا بحرب تدك معاقلها، فيصحو حكامها بعد ذلك وهم يعون أنهم لعبوا بالنار طويلا لكنها أحرقتهم هم أولا، إن صدقوا فعلا في تهديدهم هذا.

التهديد الإيراني الأخير بإغلاق المضيق الأهم عالميا لصادرات النفط، لم يكن الأول الذي يصدر من نظام الملالي، الجديد أن هذا التهديد لم يعد مقرونا بأي حرب عليها، كما كان سابقا، بل بأي عقوبات تقر ضد قطاعها النفطي، كما أنه صدر من قبل نائب الرئيس، وهو ما يعني أن إيران مصممة على استفزاز العالم بأسره، متناسية أن الغرب قد يقبل بأي شيء، إلا تهديدهم بمنع وصول النفط لموانئهم، والجهلاء فقط يغيب عنهم ماذا يعني ذلك.

ولأن إيران صوتها أعلى بكثير من فعلها، فهي تثبت مجددا أن الصراخ هو المحرك الرئيس لسياستها، ويكفي العودة لتصريح نائب القائد العام للثورة الإسلامية العميد حسين سلامي، الذي اعترف بصورة واضحة وصريحة بأنهم يعتمدون على ملء الدنيا ضجيجا، قائلا: ''إذا ما تعرضت المصالح الحيوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتهديد، فإننا سنعمد لاستراتيجية التهديد إزاء ذلك أيضا''، أي أن كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين يعترفون ويقرون بأنهم يعتمدون على استراتيجية التهديد، فأي سياسة محنكة تلك التي تعتمد في مصالحها على التهديد والصراخ؟

لا يغيب عن إيران وملاليها أن العالم بأسره لن يسمح بأن يتوقف تصدير نحو نصف الإنتاج العالمي اليومي من النفط، بسبب سياسة حمقاء تتبعها طهران، فنتيجة هذا الفعل ستكون كارثية على نظام الملالي، لكن إيران تريد أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد عبر هذا التهديد الأجوف، فهي تريد رفع أسعار النفط العالمية، ورفع الضغط عن حليفها في دمشق، وكذلك كسب مزيد من الوقت لإكمال مشروعها النووي، إضافة إلى تثبيت حلمها التاريخي بأنها شرطي المنطقة، ومثل هذا التهديد تعتبره إيران بوابة لتفاوض الغرب معها على هذا الأساس.

بقى أن نشير إلى ما قاله قائد البحرية الإيرانية العميد سياري، في سياق تهديده بأن ''إغلاق مضيق هرمز أسهل من شرب الماء بالنسبة لنا''، عندما تعدّى على السيادة الدولية، والعُمانية بشكل خاص، حيث قال بصلف وغرور ''المضيق بالكامل تحت سيطرتنا''، ولا أظن أن هناك أكثر من هذا الاستفزاز، والجميع يعلم أن إيران لا تملك المضيق بالكامل، بقدر إشرافها عليه هي وعُمان، بينما المسؤول الإيراني في هذا التصريح ألغى وجود دولة أخرى لها مسؤولية أيضا، فهذا هو ديدن سياسة الملالي في طمس حقوق الآخرين والتعدي على جيرانهم. المثير أن طهران تعتدي قولا وفعلا كيفما تشاء، بينما الآخرون يتفرجون بإعجاب على تكرار تعديها على سيادتهم وحدودهم، ولا تستغربوا لو استمروا في مساندتهم ورفع الضغوط عنهم.
المصدر: الاقتصادية