بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمينشــفــاكــم الله عقار حير العلماء.. الأسبرين دواء أضراره تفوق فوائدهلعل تاريخ الدواء لم يعرف جدلاً بين أوساط المرضى والأطباء مثلما أثاره الأسبرين، ذلك العقار الساحر رخيص الثمن الذي يوصف لمائة مرض، فبين الآراء المتباعدة بين أهمية الأسبرين من جانب وبين أضراره ومساوئه الناجمة عنه من جانب آخر، حاولنا إلقاء الضوء على ما للأسبرين وما عليه كي يتمكن كل فرد من التوصل لما يفيده بشأن تعاطيه أو تجنبه.فمن جانب نرى علماء يتوصلون إلى مزيد من الأدلة التي تفيد أن تناول الأسبرين يساعد في الحماية من مشكلات صحية كبيرة، غير أن الغرض الحقيقي من مدح فوائد الأسبرين وتناوله بالعديد من الدراسات يكتنفه الغموض، خاصةً مع ازدياد أرباح شركات الدواء المنتجة له في أعقاب نشر هذه النوعية من الدراسات ...
وفي دراسة تكشف الكثير من الحقائق الغائبة حول عقار الاسبرين، أظهرت دراسة حديثة أن استعمال الأسبرين عبارة عن سيف ذو حدين، فرغم أنه قادر على مقاومة تخثر الدم، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فإن الجرعات العالية من الدواء الواسع الانتشار، من شأنها أن تزيد من نسبة الإصابة بنزيف داخل الجهاز الهضمي والسكتات الدماغية المتأتية عن حدوث نزيف داخل الجسم.
كما نشرت دراسة طبية جديدة نتائجها عن تناول حبة واحدة من الاسبرين يومياً للوقاية من الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، وتوصلت الدراسة إلى أن منافع تناول الاسبرين للوقاية تقابلها مضار احتمال تسببه في نزيف داخلي.
وأوضح راو سيشاساي من مستشفى سان جورج بجامعة لندن الذي قاد فريق البحث "أن منافع الاسبرين للأشخاص الذين لا يعانون من عوارض قلبية معروفة أقل بكثير مما كان يعتقد سابقاً بل أن الاسبرين قد يعود بضرر كبير نظراً لتسببه في النزف الداخلي".
وتوصلت الدراسة إلى أنه بينما نجح تناول الاسبرين في تجنيب الإصابة بحالة جلطة قلبية واحدة لكل 120 شخص تناول الاسبرين أصيب واحد من 73 بنزف معوي أو معدي خطير خلال نفس الفترة، طبقاً لما ورد بجريدة "الأنباء القطرية".
يذكر أن العديد من الأطباء يوصون بتناول حبة واحدة من الأسبرين 75 ملج يومياً للوقاية بالنسبة للأشخاص الذين ليس لهم تاريخ سابق بالإصابة بالجلطات القلبية والدماغية ولكنهم يعانون من عوامل ترجح الإصابة كارتفاع ضغط الدم أو السمنة المفرطة، كما توصلت الدراسة إلى أن الأسبرين ليس له تأثير على معدلات الوفيات جراء الإصابة بالأمراض السرطانية.
وأوضح مارك جونسون رئيس الكلية الأمريكية للطب الوقائي، أنه لا يجب استعمال الأسبرين بصورة عبثية، بل يجب على المرضى الانتباه إلى طرق استعماله وضرورتها، فالمسألة في غاية الجدية، وقد يكون لها تبعات خطيرة.
وأكد جونسون أن فكرة أن يوصف المرء لنفسه أخذ حبة أسبرين في اليوم من تلقاء نفسه هي عملية طائشة، رغم انتشارها الواسع بين الناس.
وأضاف جونسون أن الحل الأفضل لهذه المسألة هو تناول الأسبرين للرجال، ما بين 45 و 79 عاماً، والنساء اللاتي تتراوح أعمارهن، ما بين 55 و79 سنة، في حالة أن كانت فوائد استعماله، مثل منع حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية، تفوق المخاطر الصحية التي يمكن وقوعها مثل الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي.
ونبه جونسون إلى أنه بينما يكون أخذ الأسبرين أثناء إصابة أحد الأشخاص بألم في الصدر، أمراً إيجابياً في منع وقوع نوبة قلبية، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق عند الإصابة بالصداع، إذ يمكن أن يسبب نزيفاً في دماغ صاحبه، إن لم تتم استشارة طبيب لذلك.
وكشفت الدراسة أنه عندما يتناول الأشخاص الأسبرين دون استشارة الأطباء، وهم يتناولون عقاقير أخرى، قد تتعارض معها، مما يؤدي إلى عدم فعاليته، إضافة إلى أنه يضاعف إمكانية تعرضهم لنوبات قلبية بنسبة أربع مرات.
دراسات تؤكد اضراره
الأسبرين يصيبك بأمراض القلب
ويؤكد الباحثون أن كثرة تعاطي مسكن الآلام المعروف باسم "آيبوبروفين" دون أي استشارة أو "روشتة" بكثرة، اعتماداً على أنه يقي من أمراض القلب يعني زيادة مخاطر التعرض للأمراض القاتلة.
أما آثار الأسبرين في مجال خفض الإصابة بأمراض القلب والشرايين فكانت محل تضارب أكبر بين الدراسات، ففي وقت أوضحت دراسة طبية أن تناول جرعة بسيطة بصورة منتظمة من الأسبرين يفيد في تخفيض الإصابة بنزيف أو انسداد في الشرايين لدى النساء، فقد نوهت نفس الدراسة إلى أن تناول الأسبرين لا يخفض مخاطر الإصابة بأزمات قلبية.
وفي نفس الوقت لوحظ الأثر الأكبر للأسبرين على النساء في سن 65 عامًا، وما فوق حيث أدى تناوله إلى خفض إصابتهن بأزمات خطيرة في القلب والشرايين بنسبة 26% مقارنة مع من تناولن دواء وهمياً.
وعلى الرغم من أنه قد ثبتت فوائد جرعات الأسبرين الضئيلة علمياً في حالات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى كلا الجنسين، فإن الأمر لا يزال غامضاً بالنسبة للأشخاص الذين لا يتعرضون سوى إلى خطر معتدل من تلك الأمراض.
والتهاب الكبد
وكشفت نتائج الدراسة العلمية التي أجراها أخيرا فريق من الباحثين الفرنسيين على قرص الأسبرين إلى ضرورة توخي الحذر في تناول الأسبرين خاصةً للأطفال الذين ترتفع لديهم درجة الحرارة بسبب الجديري المائي والانفلونزا أو الحصبة لانه يصيب الطفل بعواقب في الجهاز العصبي والتهاب الكبد.
ونصحت الدراسة بعدم تناول الأسبرين للشباب الذين يعانون من التهاب مفاجئ في الدماغ لان ذلك يمكن ان يسبب نزيفا ويزيد االاسبرين من هذا النزيف مما يجعل الحالة اكثر خطورة، مؤكدة أن الاسبرين يمكن أن يؤدي إلى الحساسية في بعض الحالات على الرغم من تعود الشخص عليه.
وفي نفس السياق، حذرت لجنة فيدرالية صحية أمريكية المرضى الذين قد يعانون من خطر الإصابة بسرطان القولون من تناول الأدوية المخففة للآلام، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وذلك بسبب خطر حدوث النزيف وأعراض صحية أخرى. وشملت توصية اللجنة الأمريكية لخدمات الوقاية من الأمراض، الأسر التي لديها تاريخ بالإصابة بسرطان القولون.
وأوضحت اللجنة أن احتمالات الخطر الناجمة عن تناول أكثر من 300 ميلليجرام من الأسبرين يومياً أو العقاقير الأخرى المثبطة للآلام مثل الإيبوبروفين ونابروكسين، تشمل زيادة خطر حدوث الذبحات الصدرية والنزيف في الأمعاء والفشل الكلوي، وأن هذه الأخطار تفوق الفوائد المحتملة للوقاية من السرطان.
وقالت اللجنة "إنه بينما ثمة دلائل مشجعة على أن الجرعات الصغيرة من الأسبرين، والتي تقل عن 100 ميلليجرام يمكنها أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن هذه الجرعات لا تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون".
دراسات تؤكد فوائده
يخلصك من الصداع
ورغم ما سبق فلم يتوقف العلم عند هذا الرأي وإنما ناقضه بدراسات أخرى، فقد أكد بحث طبي أن الأسبرين يساعد على معالجة وتخفيف آلام الصداع النصفي"الشقيقة" وبنفس النسبة التي يصفها الأطباء لأدوية أخرى، حيث أثبت البحث أن مادة "آستل ساليسلك أسيد " الموجودة بالأسبرين لها نتائج إيجابية وذات تأثير مؤثر وفعال في معالجة الصداع النصفي والتخفيف من آلامه.
وأشار الدكتور هانز كريستوفر الأستاذ بجامعة أسبن بألمانيا والمتخصص بأبحاث الصداع بصفته مديراً لمستشفى للأعصاب، إلى أن الأسبرين ومنذ اكتشافه في السادس من شهر مارس عام 1899 اشتهر كعلاج لكافة أنواع الصداع وخصوصاً الصداع النصفي " الشقيقة " واستخدمه الأطباء مؤخراً للوقاية من النوبات القلبية.
ولتشجيع العلماء والباحثين حول العالم على إجراء البحوث والدراسات الخاصة بالأسبرين خصصت شركة باير العالمية ومنذ عام 1995 هذه الجائزة وشكلت لها لجنة مكونة من 8 أشخاص متخصصين في مختلف الأمراض مثل القلب والمخ والأعصاب والسرطان وغيرها مهمتهم الحكم على الأبحاث والدراسات المقدمة لنيل الجائزة وذلك تكريماً وتشجيعاً للبحث والدراسة في كل ما يفيد ويخفف من آلام البشر.
ويجنبك الربو
كما أكدت نتائج دراسة حديثة أن تناول أقراص الأسبرين يوما بعد يوم يمكن أن يساعد الكبار على تجنب الإصابة بالربو.
ووجدت دراسة أمريكية شملت 22 ألف شخص أن الاسبرين خفّض مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 22% ربما لأنه يعمل ضد الالتهابات.
ومن ناحية أخرى، تبين للباحين من خلال الدراسة أن الاسبرين يقلل أيضاً من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 44% بينما تناول جرعات قليلة من الأسبرين يوماً بعد يوم يقلل الإصابة بالربو بنسبة 22%.
ونمو الأورام السرطانية
توصل فريق علمي بريطاني إلى أن الأسبرين له تأثير فعال مضاد للسرطان وخاصة سرطـان المبيض.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسبرين يساعد على وقف أحد أنواع البروتينات، والتي تساعد على نمو الأورام السرطانية الخاصة بالمبيض.
وأضاف الأطباء أن الأسبرين هو أحسن علاج مبكر في الحالات التي لا يجدي فيها العلاج الكيماوي.
الأسبرين .. صديق المنزل ولكن ..
صداقة الأسرة مع الأسبرين ليست صداقة دائمة، فهي قد تنقلب أحياناً إلى غدر يتمثل في المضاعفات التي يسببها للأطفال والحوامل ومرضى المعدة، فمن أضراره أنه يصيب الأطفال بمرض راي وهو مرض نادر، فمن المحتمل إعطاء الأسبرين للطفل أثناء إصابة الطفل بنوع من الفيروسات فيسبب اختلالاً في الكبد والكلى والمخ ويؤدي إلى الوفاة.
كما أنه خطر على الأطفال الذين يولدون وبهم عيوب خلقية، فقد يسبب خطراً على مكونات الدم، ويضر الأسبرين كذلك الحامل إذا تناولته في الشهور الأولى من الحمل فقد يسبب تشوهات بالجنين أو نزيفاً مفاجئاً.
وقد تنشأ عن الأسبرين حساسية قد تكون خطيرة، وهي نزف الأمعاء عند بعض الأشخاص متوسطي العمر والذين كانوا يتعاطون الأسبرين بصورة اعتيادية من قبل دون صعوبة، إلى ذلك يجب أن يبتعد عن الأسبرين من يتعاطى مضادات التجلط.
وأيضاً فإن تعاطي الأسبرين يزيد القابلية للنزف، لتعطيله وظائف الصفائح الدموية مؤقتاً، لذلك على المتبرعين بالدم عدم تعاطي الأسبرين قبل التبرع بنحو يومين أو ثلاثة أيام، وربما لا يعرف الكثير أن وضع الأسبرين فوق الأسنان يؤدي إلى التهاب اللثة بسبب الحامض الموجود فيه، إذن فلا مانع من تناوله كمسكن للألم.
المصدر: محيط