بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

تهاوي النظام السورى ، وتكامل المسارات/ عبد الغني المصري


لافروف وزير الخارجية الروسي، وبينما كان متوترا، كما كان ظاهرا على محياه، وعلى حركات اصابع يديه، غير المستقرتين، يصرح أن روسيا تدعم النظام السوري. يبدو أن بداية النهاية لنظام الإجرام، قد واجه الخائفين بحقيقة تهاوي النظام.

تصريح لافروف ليس له هدف رفع معنويات النظام، ومنعها من الإنهيار، وقد يهدف إلى التشبث بحلم بقاء النظام، كون لافروف هو المسؤول عن رسم خطط روسيا السياسية في الخارطة العالمية، فإذا سقط النظام، فإن ذلك يعني حتما نهاية مستقبل لافروف السياسي، فبعد فشله في مصر، وليبيا، ثم الآن الفشل المدوي بسوريا، يعني أن تفكير الرجل أصبح قاصرا عن فهم المتغيرات الإستقلالية الجارية، والتي ستكون بالغة الأثر في موازين القوى العالمية.
ثم كانت امس تصريحات من موسكو، يدعو فيها السيد لافروف إلى لجم الفوضى الجارية في سورياـ كما
صدرت إشارات من موسكو، أنها لا تمانع في إيجاد سياسي للأزمة السورية.
العميد مناف طلاس من باريس، -أي بموافقة الحكومة الفرنسية، أو بطلب منها- يرى أنه لا بد من حل سياسي، يقوم على تشكيل حكومة انتقالية.
وزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ، يصرح، أنه لا بد من حل سياسي، يقوم على تشكيل حكومة انتقالية، عمادها، جزء من حكومة النظام الحالية مع “أفراد” من المعارضة.

كل ذلك بداية إرهاصات، للضغط الدبلوماسي، والإبتزاز السياسي القادم. حيث سنجد تهافتا غربيا متسارعا كلما أثبت الجيش الحر، قوته، وثباته في معارك التحرير في دمشق. وعندما يوشك النظام على الإنهيار، قد نرى تدخلا غربيا، من حلف الناتو، أو أصدقاء سوريا، خارج إطار مجلس الأمن.
فما هي استعداداتنا للمرحلة القادمة؟
— بداية، الثورة السورية، ثورة يتيمة، مولها أبناؤها في الداخل، والمهجر، ببمالغ لا تكفي صمود بضعة أشهر في وجه النظام، لكن الله بفضل، ثم بوعي الناس، والثوار، وجدت الألفة، والصبر، والثبات، وتم التعامي عن الجراح، والتعايش مع الجوع والألم. لذلك لا فضل حقيقي على الثورة إلا لله، ثم لأبناء الشعب الأوفياء. وغن كنا نعجز عن شكر دول الخليج، واليمن، والأردن، ولبنان، وتركيا، وكل من قدم جهدا، على مواقفهم، الإعلامية، أو الإنسانية.
— نرجو من المجالس العسكرية، التركيز على الفعل العسكري، فقط، وترك الساسة وتصريحاتهم، فما يصنع النصر، هو إرادة النصر، والتخطيط، والوعي العسكري، وعكس ذلك كله فعلا مؤثرا في المواجهة.
— نرجو من المجلس الوطني، أن يضع خطة للخطاب الإعلامي، متعددة الوجوه، ترضي مختلف الأطراف. أي أن يصدر أكثر من تصريح، لأكثر من مسؤول، وعدم حصر التصريحات في مسؤول واحد، كي يتمكن المجلس من المراوغة، واتاحة المجال للعمل العسكري على الأرض، أن يأخذ وقته المطلوب في الإجهاز على العصابة الحاكمة.
— كلما كان الجيش الحر، يحقق نتائج متقدمة على الأرض، فينبغي تفريغ المبادرات الغربية من محتواها عبر المماطلة،والتصريحات المتضاربة.
— نرجو من الجيش الحر، عدم الإلتفات إلى أية مبادرة، مادام هو هناك تقدما وفق الخطة. والإجهاز الكامل على النظام، ومؤسساته الأمنية. فما قدمته الثورة من عشرات الآلاف من الشهداء، والمعتقلين، والجرحى، والأيتام، والأرامل، والمعاقين، لن يكون مقابله حل بائس، من ثعالب، وذئاب، لا تبحث إلا عن مصلحة لها، في سرقة الثورة من ابنائها الحقيقيين.
— نرجو من الجيش الحر، وفي خضم انشغاله، في الإجهاز على بقايا الفلول، عدم الإنشغال عن تفعيل أجهزته الأمنية وتقويتها، لأنه سيكون لها الدور الأكبر في منع فوضى السلاح، والنهب، والسرقة، ولابأس من تشكيل لجان شعبية مسلحة للأحياء، استعداد للسقوط النظام.
من أهم أسباب النجاح في المرحلة الحالية، هو تكامل المسارات الإعلامية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، والتنسيق بينها. فمع كل الإدراك لأهمية العمل العسكري، وأثره، إلا ان التكامل مع الإعلامي، والسياسي، لايقل أهمية في إفشال محاولات الإلتفاف على انتصار الثورة.
وإلى لقاء مع النصر، وأهازيج البطولة، في دمشق العز.
المصدر: سوريون نت