النصيحة الرابعة:إمنح(ى) مزيد من الاهتمام لمضادات التأكسد (Antioxidants)فى الأطعمة:أرجوا-بداية- أن أعتذر عن الإطالة قبل ذكر النصيحة لأبين عددا من الحقائق التى تبين أهمية الالتزام بها قبل عرضها: 1 - إن علوم التغذية فى معظمها علوم حديثة ما زالت تتكشف حقائقها وأسرارها كل يوم، ومع كل اكتشاف تخرج علينا مصطلحات حديثة تحتاج منها بعض الجهد لاستيعاب معانيها.
2 – أن معظم ما نقول به فى مجال تغذية الإنسان قابل للنقد بل وللنقض على ضوء نتائج الأبحاث الأكثر جدة وحداثة ودقة.
3 – أن التغذية الصحية الملائمة لكل كائن تختلف من فرد إلى فرد باختلاف السن والنوع (ذكر/أنثى) والجنس أى الأصل الأنثروبولوجى والبيئة بأنواعها المناخية والاقتصادية والاجتماعية . . .
4 – إن الاغتذاء (تناول الأغذية) أحد مظاهر الحياة وتناول الغذاء مرهون بسلوك الفرد منه ما هو موروث جينى ومنه ما هو مكتسب بحكم النشأة، وإذا أردت أن تتمتع بصحة جيدة عليك مراجعة نظامك الغذائى على أساس ما يفيدك صحيا .
5 - رغم تحفظى على تفسير النصف الثانى من المثل الشائع القائل "كل ما يعجبك. . . والبس ما يعجب الناس!!!!" فأنا أدعوا للالتزام بالنصف الأول مع تعديله إلى "كل ما يحميك ويفيدك ويريحك"مفهوم مضادات التأكسد (Antioxidants) : من المعلوم أن عمليات الهضم والتمثيل الغذائى التى تعتمد عليها حياتنا ليست إلا مجموعة ضخمة ومتنوعة من التفاعلات الكيميائية التى تتضمن تفكك وتحلل جزيئات من المركبات واندماج واتحاد الجزيئات والذرات لتكوين مركبات أخرى تبنى منها أجسامنا أو تستخدم لتوليد الطاقة اللازمة للنشاط أو ليسهل طردها والتخلص منها.
عادة ما يحدث نتيجة لهذه التفاعلات أن تنطلق ذرات نشطة من العناصر خاصة الأكسوجين والنيتروجين ويطلق عليها اسم الجذور الحرة ، أو الشاردة وهى تسعى للاندماج مع ذرات أخرى لتكون مركبات جديدة أو جزيئات خاملة أو أقل نشاطا، فإذا لم يتيسر لها ذلك فإنها تصبح ذرات شاردة تؤذى خلايا وأنسجة الجسم.
يتكون فى جسم الإنسان يوميا حوالى 10,000 من هذه الأجسام أو الجذور، تقوم بمهاجمة جدران ونوايا خلايا الجسم والبروتينات والدهون الداخلة فى تكوين الأنسجة مما يعرض الإنسان للإصابة باضطراب فى وظائف الجسم كما يعرضه للإصابة بالأورام الخبيثة. وخلال عمر الإنسان الذى يبلغ فى المتوسط 70 عاما يتكون من هذه الجذور الحرة حوالى سعة عشر طنا (17.000 كيلوجراما) مما يؤكد أهمية دعم قدرة الجسم (وقد أنعم الله علينا بها) على تفادى الآثار السلبية لها.
كيف ندعم قدرة الجسم على التعامل مع هذه الشوارد المؤكسدة:على الرغم من أهمية وجود الجذور الحرة لإتمام العمليات الحيوية فى الجسم، إلا أن زيادة تكوينها وشرود بعضها يعرض الجسم وأنسجته للأذى بما يتطلب إمداد الجسم بالمواد المضادة لها.
تدل الدراسات على أنه بإمكاننا تجنب العوامل التي تزيد من تعرضنا للجذور الحرة أو تزيد من إنتاج أجسامنا لها .
فعلى سبيل المثال ، تزيد أشعة الشمس والأشعة السينية والتدخين بجميع أنواعه من إنتاج الجذور الحرة . ونظراً لأن طبقة الأوزون تقل في الجو ، فإننا نتعرض وباستمرار إلى طاقة أكثر من الأشعة فوق البنفسجية ، كما أن كثرة استهلاك الدهون والسكريات تحفز من إنتاج الجذور الحرة . كما يزيد الإجهاد وزيادة استهلاك الأكسجين خلال التمارين الرياضية العنيفة من إنتاجها . بالإضافة إلى أن معظم الجذور الحرة التي ينتجها الجسم تكون نتيجة التفاعلات الجانبية للاستخدام الاعتيادي للأكسجين لحرق الطعام لإنتاج الطاقة ولا يزال هناك العديد من الأمور لا يمكن أن نتحكم فيها . لذلك تقوم مضادات الأكسدة الغذائية في المساعدة على إعادة التوازن .
والمركبات المضادة للأكسدة مهمة لصحة الجسم وتجدها بشكل طبيعي في الأغذية والنباتات وتنقسم المركبات المضادة للأكسدة إلى مركبات أحادية أو مخلطة ومن المركبات الأكثر إنتشارًا والتي تحتوي على مضادات الأكسدة فيتامينات (C,E and Beta carotene) كما أنها تكون موجودة في الأطعمة التي تحتوي على فيتامين أ (A).
الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة:بفضل الله – سبحانه وتعالى – فقد تنوعت أصناف الأغذية الغنية فى المركبات المضادة للأكسدة، و ينبغي عدم التركيز على نوع واحد أو اثنين من الأغذية التي تحتوي عليها بل من المهم جدا أن تحتوي تلك الأغذية على سلسلة واسعة متنوعة من الأصناف و منها :
- التوت البري:يصنف التوت البري بأنواعه المختلفة على أنه أكثر نبات غني بمضادات الأكسدة.
-
الفاكهة: هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من التفاح تحتوي غنية بمضادات الأكسدة مثل الكريز والأفوكادو والكمثرى وكذلك الخوخ الطازج والمجفف ولا ينبغى أن ننسى الموالح والجوافة.
-
البقوليات: مثل الفاصوليا الحمراء والداكنة ( السوداء)
- الخضر: تحتوي الخضر على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة وتشمل تلك الخضار السبانخ و الكرنب (الملفوف) الأحمر والبطاطس والبطاطا الحلوة والبروكلي. والفلفل الرومى غير الحار وتشير الدراسات الحديثة أن طهي تلك الخضر تضاعف من كثافة تلك المواد المضادة للأكسدة.
- المشروبات: الشاي الأخضر يعد مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة، ولكن من المشروبات الأخرى الغنية القهوة والكثير من عصائر الفاكهة الطازجة وهى الأفضل.
- المكسرات: تشمل المكسرات الجوز والفستق الحلبي والبندق واللوز وبعض أنواع المكسرات المتنوعة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة.
- الأعشاب الطبية: تحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة وينضم إليها أيضاً في هذه الفوائد كبش القرنفل والزنجبيل والزعتر المجفف والقرفة وبودرة الكركم. وهي كلها غنية جداً بمضادات الأكسدة.]
- الحبوب: تحتوي منتجات الشوفان على نسبة أعلى من المواد المضادة للأكسدة مقارنة بمصادر الحبوب الأخرى.
- الشيكولاتة الداكنة: تذكر أن قطعة من الشيكولاتة الداكنة تحتوي على نسبة أعلى من معظم الفاكهة والخضراوات من مضادات الأكسدة
النصيحة:
1 – إحرص(ى) على التدقيق فى ما يصل إليك من معلومات عن التغذية وتحقق(ى) من دقتها وصحتها واعتمادها على دراسات علمية موثقة من جهات بحثية معتبرة.
2 – عليك الاهتمام بالتنوع فى الأغذية والأطعمة من حيث الأصناف وطرق الطهى والألوان حيث أنها تتكامل فى الفوائد، التى توصل العلم إلى معرفة بعضها. . . .وما زال هناك الكثير مما لم يتم التعرف عليه.
3 - ولنحرص جميعا على أن تشتمل قائمة أغذيتنا اليومية على بعض هذه الأطعمة مثل التوت بأنواعه ، والفاصوليا بألوانها ، والتفاح دون نزع قشره ، والأفوكادو ، والتمر ، والأناناس ، والبرتقال ، والكيوي، والرمان ، والعنب ، الكرنب (الملفوف) الأحمر ، والبطاطس غير المقشرة ، والبروكلي ، والملوخية ، والجرجير، والبقدونس ، والطماطم، والفلفل الحار أو البارد ، والشاي بنوعيه الأخضر والأحمر، والقهوة ، والجوز، والفستق، واللوز، والقرفة، والزنجبيل، والقمح، والشوفان ،و كلها أمثلة على منتجات نباتية غنية بأنواع المواد المضادة للأكسدة .
4 - ولتعلم(ى) أن مستوى صحة فلذات أكبادنا وصحتنا مرهون بما نضعه بيدينا فى أفواههم وأفواهنا. وأن الارتقاء بمستوى الصحة الذى يتحقق –بتوفيق الله سبحانه وتعالى لنا – أكبر بكثير من أى جهد نبذله فى توخى الحذر والتدقيق فبما نختاره من أطعمة. من أجل صحة أبنائك وصحتك. . . . . .إبدأ باتباع هذه النصيحة اليوم ولا تؤجلها إلى غد. . . .
اللهم ألهمنا الصواب . . . فى القول والعمل . . . اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا . . . إنك سميع قريب مجيب الدعاءمحمد نجيب