للعواصف
الرملية الكبرى عدة حوادث شهيرة في التاريخ لعل أشهرها ما حدث في صحراء
مصر 500 عام قبل الميلاد حين دفن جيش قمبيز الثاني بأكمله (50,000 مقاتل)
في الرمال بسبب عاصفة رملية، ولم يعثر على أي أثر لهم حتى اليوم !
كيف تحدث العواصف الرملية وما أسبابها ؟
تحدث ظاهرة العواصف الرملية عادةً في المناطق التي تضم رمالاً جافاً
كالصحراء ، وحين تصل سرعة الرياح لحد معين (14.5 كيلومتر في الساعة) تكون
كافية لإحداث اهتزازات لجزئيات الرمال لتبدأفي التقافز مع الرياح ، ويختلف
تأثير الرياح على حبيبات الرمال باختلاف حجمها ، فتستطيع الرياح بسهولة حمل
الجزئيات الصغيرة أما الكبيرة فتزحف مع الرياح على الأرض وتؤدي بزحفها ذاك
لتطاير جزئيات أخرى!
لا تحدث
العاصفة بشكلها المرعب بسبب التأثير الفيزيائي المباشر فقط ، بل تؤدي
حبيبات الرمال المحمولة جواً إلى توليد مجال من الطاقة الاستاتيكية التي
تجذب مزيداً من الحبيبات ، تماماً كما تفعل البالونة أحياناً حين تقربها من
رأسك فتقوم بجذب شعيراتك.
تكمن مشاكل هذا النوع من العواصف في عدة أمور
أولها أنه تحدث فجأة دون أي تحذير ، وحين تحدث يتحول النهار إلى ليل وتصبح الرؤية مستحيل
المشكلة الثانية هي تأثيرها على خصوبة التربة في المناطق التي تنقل الغبار
منها. لذا تؤدي هذه الظاهرة إلى تصحير مناطق جديدة كل عام وتهجير مئات
آلاف السكان.
ظاهرة العواصف الرملية من الظواهر المفيدة للحياة على الأرض ،
فتخيلوا مثلاً أن الرياح تحمل 40 مليون طن كل عام من الصحراء الكبرى لغابات الأمازون لتثبيت أشجارها والإبقاء على خصوبة أرضها!!
مقطع من مقدمة ابن خلدون يتحدث فيه عن فوائد هذه الظاهرة:
“ذكر أن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل (أي من الشتاء إلى الصيف)
تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم، فيرسل الله الغبار..
فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها..
وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها وبعضها يدخل
أنوفها وبعضها في جوفها وبعضها في أذانها وتميتها . وأيضا تلفظ الأرض
الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء. .فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.
فسبحان من بيده التدبير وله الحكمة البالغة..”