التهاب المرارة والحصوات المرارية

التسجيل : 24/08/2008

التهاب المرارة والحصوات المرارية

قبل الحديث عن التهاب المرارة والحصوات المرارية، نحتاج إلى أن نتكلم عن الحوصلة المرارية والعُصارة الصفراوية.
إن العُصارة الصفراوية هي: سائل يتم تصنيعه في الكبد، وتتكون العُصارة الصفراوية من مجموعة من المواد، تشمل الحبيبات الصفراوية، وأملاح الصفراء، والكوليسترول،، ومادة ليسيثين. وتمر العصارة الصفراوية من خلال أنابيب دقيقة، تسمى: القنوات المرارية، وتتحد هذه القنوات المرارية لكي تكون القناة المرارية الأساسية. وتسيل العصارة الصفراوية بانتظام عبر القنوات المرارية إلى القناة المرارية الأساسية، ثم إلى القناة الهضمية.
وتقع الحوصلة المرارية تحت الكبد في الجانب الأيمن لأعلى البطن، وهى متصلة بالقناة المرارية الأساسية وتعمل كمخزن للعصارة الصفراوية.
وعندما نتناول الطعام تنقبض الحوصلة المرارية، وتُفرغ محتواها من العصارة الصفراوية في القناة المرارية الأساسية التي تصب في الإثنى عشر، وهو الجزء الأول في القناة الهضمية بعد المعدة مباشرة.
ووظيفة العصارة الصفراوية هي:أن تساعد في هضم الطعام وخاصة الدهون والزيوت.

التهاب المرارة وأعراضها

تنتشر التهابات المرارة وخاصة في النساء، وكذلك تنتشر حصوات المرارة، فتصاب سيدة واحدة من كل ثلاث سيدات بحصاة المرارة، ويصاب رجل واحد من كل ستة رجال بحصاة المرارة، وتزيد نسبتها عند صاحبات الوزن الزائد، وأيضاً مع التقدم في العمر.وتظهر أعراض التهابات المرارة في الصورة التالية:
1ـ آلام في أعلى البطن وخاصة في الجانب الأيمن أسفل الضُّلوع، وقد ينتشر الألم إلى الخلف للكتف الأيمن، ويزيد الألم عند أخذ نفس عميق.
2ـ حدوث قيئ متكرر أو غثيان.
3ـ قد يحدث ارتفاعاً في درجة الحرارة، وخاصة في الحالات الحادة.
4ـ عند التهاب القنوات المرارية تزيد ضربات القلب وينخفض ضغط الدم.
5ـ قد يحدث اصفرارا في العين وخاصة مع انسداد القناة المرارية الأساسية.

أسباب التهاب المرارة

إن معظم حالات التهاب المرارة تحدث بسبب الحصوات المرارية، فمن بين (20 ) حالة مصابة بالتهاب المرارة توجد( 19) حالة عندها حصوات في المرارة، تكون هي السبب في حدوث التهاب المرارة.
وتتكون الحصوات المرارية في 80% من الحالات من تكتلات من الكوليسترول الذي يتحول إلى مادة صلبة، وفى بعض الأحيان تتكون الحصوات المرارية من حبيبات العُصارة الصفراوية وهذه الحبيبات تأتي من تكسير الهيموجلوبين، أو ترسبات من الكالسيوم.

أنواع الحصوات المرارية

1ـ حصوات الكوليسترول:
وتمثل 80% من الحصوات المرارية، وهي عادة كبيرة الحجم، وتكون غالباً حصاة مفردة، كما أنها لا تظهر في الأشعة العادية.
2ـ حصوات حبيبات العصارة المرارية:
وتمثل 10% من الحصوات المرارية، وهي حصوات عديدة، وتكون صغيرة الحجم وغير منتظمة الشكل، ولكنها تظهر في الأشعة العادية.
3ـ الحصوات المختلطة:
وتمثل 10% من الحصوات المرارية، وتتكون من أملاح الكالسيوم والحبيبات الصفراء والكوليسترول، وتظهر في الأشعة العادية.
وبخصوص العدد فأحياناً يتكون عدد قليل من الحصوات الصغيرة، وأحياناً يكون العدد كبيراً، وأحياناً توجد حصاة واحدة كبيرة في المرارة.
ومن الملاحظ أن الحصوات الصغيرة تُصاحبها أعراض شديدة أكثر من الحصاة الكبيرة التي قد تظل ساكنة بدون أعراض، وتُكتشف مصادفة أثناء عمل أشعة تليفزيونية لسبب آخر.
وفى معظم حالات الحصوات المرارية لا تكون هناك أعراض أو مشاكل صحية، ولا يَعرف أصحابها أن لديهم حصوات في المرارة. ولكن في بعض الأشخاص تظهر أعراض ومشاكل صحية للحصوات المرارية.
وتسبب حصاة انسداد في قناة الحوصلة المرارية الموصلة إلى القناة المرارية الأساسية، وهذا يؤدى إلى انتفاخ الحوصلة المرارية، والتهاب الحوصلة المرارية، وقد يكون الالتهاب غير بكتيري ثم تحدث عليه اصابة بكتيرية.

تشخيص التهاب المرارة والحصوات المرارية

يتم التشخيص من خلال عمل أشعة " موجات فوق صوتية للبطن "، وتكشف الأشعة وجود حصاة المرارة، وأيضاً زيادة في سُمك جدار الحوصلة المرارية.
وقد يطلب الطبيب عمل أشعة عادية، أو أشعة مقطعية، أو منظار على القنوات المرارية. والأشعة العادية قد تفيد في كونها متاحة في معظم الأماكن والعيادات، كما أنها تستبعد وجود حصاة في الكلى أو الحالب، والتي تسبب مغصاً كلوياً، كما أنها تستبعد حدوث انسداد معوي أو انفجار في المرارة.
وقد تكشف الأشعة العادية وجود حصاة في المرارة في حوالي 10-15% من الحالات عندما يكون تركيب الحصاة من مادة الكالسيوم.
وتظل أشعة الموجات فوق الصوتية (الأشعة التليفزيونية) هي الخيار الأفضل والأنسب لتشخيص التهاب المرارة، أو وجود حصاة في المرارة. وتصل دقتها في اكتشاف التهاب المرارة إلى 95%، ودقتها في اكتشاف حصاة المرارة والقنوات المرارية إلى 98%.

والأشعة التليفزيونية تظهر الآتي

1ـ انتفاخ المرارة ( الطول أكثر من 10سم والقطر أكثر من 4سم ).
2ـ زيادة سُمك جدار الحوصلة المرارية ( أكثر من 2-4مم ).
3ـ سائل يحيط بالحوصلة المرارية في حالة انفجار أوثقب الحوصلة المرارية.
4ـ وجود هواء في جدار الحوصلة المرارية في حالة حدوث تعفن.
5ـ وجود علامة مرفى وهى وجود الم عند الضغط بمسبار الأشعة التليفزيونية على موضع الحوصلة المرارية.
6ـ وجود حصاة في المرارة.
7ـ حدوث توسع في القناة المرارية الأساسية أو في القنوات المرارية داخل الكبد والذي يشير إلى انسداد القناة المرارية الأساسية بوجود حصاة فيها.

الفحوصات المخبرية

يحتاج المريض إلى عمل صورة دم كامل ووظائف كبد، ولكن النتائج الطبيعية السليمة لا تنفي التهاب المرارة أو وجود حصاة بالمرارة.
فلقد أُجريت دراسة على مجموعة من المرضى المصابين بالتهاب المرارة، وكانت النتيجة طبيعية في 39% منهم، وفى 61% منهم كانت تحاليل عدد كرات الدم البيضاء مرتفعاً عن 11000 ، وهو الحد الأعلى للطبيعي. كما وُجد أن عدد كرات الدم البيضاء أكثر من 15000 قد يكون مؤشراً إلى حدوث انفجار أو تعفن في الحوصلة المرارية. وفى حالة ارتفاع إنزيمات الكبد قد يكون مؤشراً على انسداد القناة المرارية الرئيسية.
كما أن ارتفاع إنزيم الأميليز إلى ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي قد يكون مؤشراً على التهاب المرارة وخاصة عند حدوث التعفن.
وقد يطلب الطبيب عمل مزرعة دم في حالة ارتفاع درجة الحرارة.

مضاعفات التهاب المرارة

في حالة تأخر العلاج فإن المرارة تُصبح ملتهبة بصورة شديدة، قد تصل إلى التعفن وحدوث تسمم في الدم.
كما أن هناك احتمال حدوث مضاعفات أخرى، مثل: انفجار الحوصلة المرارية، أو حدوث ناصور بينها وبين القناة الهضمية.
وقد تمر الحصاة المرارية إلى القناة الهضمية وأثناء ذلك قد تؤدى إلى انسداد مؤقت في القناة المرارية البنكرياسية، مما يُؤدى إلى إفراز مبكر لعُصارة البنكرياس، والتهاب في البنكرياس، وتكون أعراضه هي:ألم شديد في أعلى البطن في المنتصف وأسفل القفص الصدري، وينتشر هذا الألم إلى منتصف الظهر في الخلف، ويقل الألم مع الانحناء إلى الأمام ومع القيئ الشديد.
وتُشير الإحصاءات إلى أن نسبة الوفيات عند الأشخاص المصابين بخلل في جهاز المناعة والذين يعانون من التهاب المرارة تصل إلى 15%.
كما أن نسبة الوفيات في الحالات التي تحدث لها مضاعفات مثل: حدوث تجمع صديدي، وحدوث تعفن تصل إلى 25%. كما أن نسبة الوفيات في حالات انفجار المرارة تصل إلى 60%.

علاج التهاب المرارة الحاد

في الحالات الحادة يجب دخول المريض إلى المستشفى.
ومن أجل إعطاء راحة كاملة للحوصلة المرارية لا يُسمح للمريض بالأكل أو الشرب، ويُعطى المريض محاليل عن طريق الوريد، ومسكنات الآلام، ومضادات حيوية حتى يستقر الالتهاب.
وفي مُعظم الحالات يتم الترتيب لاستئصال المرارة بعملية جراحية، بعد أن تستقر حالة الالتهاب تماماً.
في بعض الحالات التي حدثت لها مضاعفات، مثل:انفجار المرارة، أو حدوث تعفن، يجب استئصال المرارة بشكلٍ عاجل.
أما الحالات التي لا تتحمل التدخل الجراحي فيتم تركيب أنبوب خارجي من فتحة في الجلد إلى الحوصلة المرارية، لعمل بزل أو شفط للإفرازات التي حدثت نتيجة ثقب أو تعفن المرارة.

استئصال المرارة

يتم إجراء استئصال للحوصلة المرارية في معظم الحالات، عن طريق منظار البطن من خلال فتحة صغيرة في جدار البطن، وقد يحتاج الجراح إلى تحويل عملية المنظار إلى فتح جراحي تقليدي في حوالي 5%من الحالات، ولكن في الحالات الحادة تكون نسبة التحويل إلى جراحة تقليدية حوالي 50% من الحالات.
التهاب المرارة التي يمكن علاجها في العيادة الخارجية:
هناك بعض حالات التهاب المرارة التي قد لا تحتاج إلى دخول وتنويم في المستشفى، ومن الممكن علاجها في العيادات الخارجية، ولكن يجب أن تتوفر فيها كل الشروط التالية:
1ـ عدم ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتكون العلامات الحيوية الأساسية طبيعية.
2ـ أن يكون الألم بسيطاً وغير متزايد.
3ـ أن تكون الفحوصات المخبرية طبيعية.
4ـ أن تكون الأشعة التليفزيونية تظهر القنوات المرارية طبيعية, ولا يوجد سائل أو هواء حول الحوصلة المرارية.
5ـ أن يكون المريض لا يعاني من مشاكل صحية أخرى، مثل: السكر، تليف الكبد، ولا يكون خاضعاً لعلاج بالكورتيزون، ولا يكون متقدماً في العمر، أو تكون امرأة حامل.
6ـ أن يراجع الطبيب في اليوم التالي مباشرة.
7ـ أن يتناول مضاداً حيوياً مناسباً ومسكناً للألم بسيط.

ماذا بعد استئصال المرارة

إن الحوصلة المرارية ليست أساسية لحدوث عملية هضم الطعام، لأن العُصارة الصفراوية تظل تسيل من الكبد إلى القناة الهضمية.
ولكن لم يعد في المقدور الآن تخزين العُصارة الصفراوية بين الوجبات، وبالتالي تم فقدان حالة اندفاع العُصارة الصفراوية من الحوصلة المرارية أثناء الأكل، وخاصة عند تناول الوجبات الدسمة.
ولذلك قد يشكو بعض الأشخاص الذين تم استئصال المرارة لهم، من الآم خفيفة في البطن، أو حدوث إنتفاخات وغازات من وقت لآخر وخاصة بعد الوجبات الدسمة.
وقد يُعانى بعض الأشخاص من زيادة حركة الأمعاء والقولون، أو حدوث إسهال بسيط بعد استئصال المرارة.

سبيل الوقاية

1ـ تجنب الوجبات الدسمة التي تحتوى على الدهون والزيوت.
2ـ الإكثار من تناول الخضروات والفاكهه الطازجة والأغذية التي تحتوى على ألياف.
3ـ تجنب الوزن الزائد وممارسة الرياضة بانتظام.
متعكم الله بالصحة والعافية.

التهاب المرارة والحصوات المرارية

التهاب المرارة والحصوات المرارية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟