بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
إخوة الإيمان..هاهي الإجازة قد أقبلت بخيلها ورجلها مـئة يوم..بليلها ونهارها وساعاتها ودقائقها، والناس تجاهها على أقسام:
1) قاتلون لأوقاتهم بسهام المعاصي فتجد ليلهم على الأطباق الهوائية أو المقاهي الليلية ونهارهم نوم عن الصلوات وهجر للجمع والجماعات هذا إن قضوها في بلادهم وبين أهليهم وإلا فلديار الإباحية يطيرون وحول حماهم يحومون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
2) مستغلون لأوقاتهم فتجد أوقاتهم بذكر الله معمورة وبطلب العلم والدعوة إلى الله مشغولة فبهم ينتصر الدين فهم نجوم ليل الفتن التي ترمى بها الشياطين.
3) مضيعون لأوقاتهم فيما لا فائدة فيه أو في نفع الآخرين على حساب إهمال أنفسهم محرومون من الاستفادة منها فيما يعود عليهم بالنفع فتنقضي الإجازة ورصيدهم العلمي والعملي والدعوي كما هو قبل الإجازة إن لم يكن أقل - وهذا يحصل لبعض المنشغلين بالبرامج الدعوية أو تربية الشباب وإن كان من المفترض أن يكونوا أولى الناس في استغلال الأوقات؛ لأنهم قدوات ومربون ويرجى لهم الخير وهم على خير فكم أصلح الله بهم من بيت وهدى الله على أيديهم من شاب فبهم حفظت أوقات الشباب وحيل بهم بين طلاب الهداية ودعاة الفساد.
لكن يؤسفني ويؤسف كل محب لهم أن تنقضي الإجازة ولم يراجع فيها قرآنا أو يحفظ فيها حديثا ولم يقرأ فيها كتابا أو يواظب على حضور درس، بل إن الأسف يزداد حينما تراه من المتأخرين عن حضور صلاة الجماعة ومن المبكرين في الخروج بعد الصلاة وبعضهم لا يعرف جاره ولا يشاركه في أفراحه وأتراحه وقد ينشغل بعضهم عن خدمة أهله وقضاء حوائجهم، بل تجده يقوم بخدمة الآخرين في أي وقت كان وأهله لا يجدون من يقضي لهم حوائجهم وإن قضاها لهم فلا تسأل عن حاله وحالهم وغيرها من المتناقضات والحق أحق أن يتبع.
عذراَ فإن الجرح يؤلم | | فكيف وقد وضعت يدي عليه |
أخي على طريق الحق وبعد فهاهي خواطري بين يديك وتجربتي أمام عينيك فخذ منها ما شئت ودع ما شئت فحسبي أن يعلم الله مرادي "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
إذا أردت أن تستفيد من الإجازة حق الاستفادة وأن تكون فيها من الفائزين فعليك بما يلي:
1) أن تستشعر قيمة الوقت وأن له شأناَ عند الله فبه أقسم في غير ما آية من كتابه والله إذا أقسم بشيء دل على عظمته بل إنه أقسم بجميع أجزاء اليوم فأقسم بالنهار وأجزائه الفجر والضحى والعصر وأقسم بالليل.
2) أن تعلم أن هذا الوقت هو رأس مالك فإن ضيعته ضاع رأس مالك وإن حفظته فالربح حليفك.
3) أن تعلم أن مفاتيح استغلال الوقت بيدك فلا تحتاج إلى شرائها ولا استئجارها فليس عليك سوى أن تشمر عن ساعد الجد فإن الوقت يمضي والعمر قصير.
4) أن تعلم أن بهذا الوقت حفظت العلوم وجمعت السنة وحررت المسائل وكتبت القصائد وأنه ما من عالم رفع شأنه إلا واستغلال الوقت كان مركبه وما من داعية رفع ذكره إلا واستغلال الوقت كان همه.
5) أن تعلم أن الناس صنفان علماء وعامه، والذي ميز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم. فإن كنت مضيعاَ لأوقاتك فقد شاركت طلاب العلم في هيئتك ولباسك وفارقتهم في استغلالك لأوقاتك.
6) أن تعلم أنه لن يكون لك تأثير في واقع أمتك إلا بالعلم والعمل ولن يتحققا لعشاق الدعة والكسل.
7) أن تقرأ سير أصحاب الهمم العالية وممن كتب في هذا الباب محمد المقدم " الهمة العالية" فلتراجعه.