يوضح الدكتور أحمد خيري حافظ استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان الام دائما تكون هي النموذج الأقرب لابنتها, لكن مع التقدم في العمر تتمرد الابنة وتحاول التحرر من القيود, ولكنها تكتشف أنها ظلت ـ دون وعي ـ تعيش في جلباب أمها, رغم تصورها انها خلعت هذا الجلباب في مرحلة المراهقة أو عند الزواج والانتقال إلي بيت الزوج, والغريب أن أكثر الناس تحررا, غالبا ماينقلبون إلي أكثر الناس محافظة, عندما يمتد بهم العمر ويكبرون وينضجون. ويضيف أن الام تظهر دائما قلقها علي أبنائها وفي الوقت الذي تتمني فيه أن يستقلوا عنها, لاتكف عن تقديم النصائح لهم وتتدخل في حياتهم خاصة الفتيات حتي بعد الزواج وتتناسي قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لاتربوا أبناءكم علي ماتربيتم عليه فلقد ولدوا لزمان غير زمانكم. وينصح د. خيري حافظ الأم بأن تحقق استقلال بناتها ـ أو أبنائها ـ عنها وذلك باتباع النقاط التالية: 1ـ منحهم مساحة من الحرية في اتخاذ القرار منذ مرحلة الطفولة المبكرة, فمن حق البنت أن تختار ملابسها علي سبيل المثال, وحتي إذا اعتبرت الأم هذا الاختيار خاطئا, فهي تتعلم من أخطائها الصواب. 2 ـ أن تكون الأم هي المرجعية لابنتها باستمرار, يشترط أن تطلب الابنة النصيحة ولاتحصل عليها علي طبق من فضة. 3ـ علي الأم أن تدرب ابنتها علي الاعتراض والرفض والاختلاف ولكن بطريقة متحضرة واعية, فقبول الاختلاف من الأم يسمح بدرجة من النضج للبنت. 4ـ يحتاج الأمر في كثير من الاسر إلي مانسميه بمجلس الأسرة الأسبوعي فتواجه الأم ابنتها بملاحظاتها, وتتقبل من البنت ملاحظاتها علي سلوك أمها تجاهها, وينشأ من هذا الحوار المتبادل حلول وسط ترضي جميع أفراد الأسرة. كما يؤكد د. أحمد ضرورة ألا تتدخل الأم بشدة في حياة ابنتها إلا في ثلاثة مواقف هي: أن يصدر عن البنت تصرفات تؤدي إلي مخاطر جسمية أو نفسية أو اجتماعية تضر بها ضررا شديدا, أو أن تكون القرارات التي تصدر عنها وتتعلق بمستقبلها خاطئة, خاصة إن كانت غير مدركة لحجم الخسائر المرتبطة بهذه القرارات, وأن يكون السلوك الصادر منها سببا في تفكك الاسرة أو يخلق صراعا شديدا بداخلها, وفي غير هذه المواقف مسموح بالاختلاف لكي تحقق البنت ذاتها, وبالصورة التي تتمناها.