وثائق ويكيليكس...حقيقة أم لعبة جديدة؟

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

"جيرومي تايلور" و"كاهال ميلمو"، و"ديفيد أوزبورن"

ترجمة/ الإسلام اليوم

تسريبات "ويكيليكس" تسلِّط الضوء بشكل غير مسبوق على أمريكا والطريقة التي تنظر بها للعالم

الأبواب التي تقود إلى عالَم الدسائس والشتائِم الدبلوماسية، الذي كان في السابق سريًّا، فُتِحَت على مصراعيها ليلة الأحد، مع نشر موقع ويكيليكس المشاغِب عددًا ضخمًا من الوثائق الدبلوماسية الأمريكية. وقد أظهر تسريب مئات الآلاف من المراسلات السرية بين موظفي السفارات الأمريكية كيف كافحت أمريكا لمواجهة الحقائق الجيوسياسية لعالَم ما بعد 11 سبتمبر.

كما فضحت اللغة التي لا ترقى لوصفها بالدبلوماسية، التي استخدمها مسئولون في وزارة الخارجية لوصف أقوى زعماء العالم، وكشفت، إلى جانب ربع مليون مذكرة سِرّية، ما يلي:

* أصدرت إدارة أوباما أوامر لدبلوماسييها بجمع معلومات ضخمة، شخصية وبيومترية وبنكية، حول أشخاص دوليين، من بينهم السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

* ناشد حلفاء عرب رئيسيون في منطقة الشرق الأوسط، من بينهم الملك عبد الله، واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني.

* يُعتَقد أن إيران حصلت من كوريا الشمالية على مجموعة من الصواريخ المطورة من طراز "ار-27" الروسي، والتي يمكنها إصابة أهداف في برلين.

* حذر مسئولون أمريكيون نُظَراءهم الألمان من اعتقال ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، تشتبه برلين في تورّطهم في برنامج "التسليم الاستثنائي" للمشتبه بهم في قضايا الإرهاب الدولي.

* تنامى القلق الأمريكي من العلاقات الوثيقة بين إيطاليا وروسيا، مع وصف أحد المسئولين رئيس الوزراء "سيلفيو بيرلسكوني" بأنه "الناطق باسم (فلاديمير) بوتين في أوروبا".

* اتهم مسئولون من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية نائب الرئيس الأفغاني، أحمد ضياء مسعود، بأنه كان يحمل مبلغ 52 مليون دولار نقدًا، أثناء زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة (العام الماضي).

وتستخدم هذه المراسلات، التي يرجع تاريخ معظمها إلى الفترة ما بين 2006 و 2009، لغة تَهكُّمية لوصف زعماء سياسيين بطريقة قد تسبّب إحراجًا في واشنطن والعالم. مثلاً، وُصِف الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديف" بأنه "شاحب ومتخوف"، فيما وصف الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" بأنه "امبراطور عارٍ"، وقيل عن الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" إنه "مدفوع بجنون العظمة".

بعض أقسى الانتقادات كانت من نصيب القادة المعارضين لأمريكا، وعلى رأسهم الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، الذي شبهه أحد المسئولين بـ"هتلر"، فيما وُصِف ديكتاتور كوريا الشمالية "كيم جونج إل" بأنه "عجوز مترهل".

ورغم وصف المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" بأنها حليف قوي للولايات المتحدة، إلا أنها وُصِمت بـ"تفادي المجازفة"، و"ندرة الإبداع"، فيما وُصِف رئيس الوزراء الروسي "فلاديمير بوتين" بأنه "الكلب ألفا"، الذي يلعب دور "باتمان" في مواجهة "ميدفيديف" الذي يمثّل دور "روبن".

أكثر التفاصيل الشخصية دِلالةً كان الكشف عن مرافقة ممرضة أوكرانية "شقراء مثيرة" للرئيس الليبي معمر القذافي على مدار الساعة، كما أُشِير إلى "سلوك غير لائق" لأحد أفراد العائلة المالكة في بريطانيا، لم تتم تسميته.

ومرارًا وتكرارًا، طفَا البرنامج النووي الإيراني على سطح المذكرات المُسرَّبة، بصورة تُظهِر القلق البالغ الذي تشعر به الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب حياله. وتشير التقارير الصادرة عن السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز حثَّ واشنطن على توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية، و"قطع رأس الأفعى"، وهي الدعوة التي أيدها زعماء في الأردن والبحرين، متحدثين عن "استخدام القوة العسكرية في حال الضرورة". ونقلت أحد التقارير عن "زيد الرفاعي"، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمجلس الأعيان الأردني، قوله لأحد المسئولين الأمريكيين: "اضربوا إيران، أو تعايشوا مع القنبلة الإيرانية. العقوبات والجزر والحوافز لن تُثمِر شيئًا".

وتقول رسالة أخرى، تحمل تاريخ 24 فبراير 2010، إن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن إيران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ بي إم-25 المطورة من نماذج روسية، يصل مداها إلى 2000-8000 ميل، وهي المسافة التي لم تمتلك إيران من قبل صواريخ تصلها إليها. ورغم عدم امتلاك النظام الإيراني حتى الآن تكنولوجيا صنع رؤوس نووية حربية صغيرة تناسب طراز بي إم-25، إلا أن المذكرات تقدم أدلة متزايدة على أنّ طهران لديها القدرة الباليستية على استهداف أوروبا الغربية.

هناك أيضًا قلق متصاعد من الترسانة الباكستانية النووية، التي تخشى الولايات المتحدة من إمكانية سيطرة المليشيات الإسلامية عليها. وأظهرت المذكرات المسرّبة أنه منذ العام 2007، قام المسئولون الأمريكيون بمحاولات غاية في السرية، لم تنجح حتى الآن، لإزالة اليورانيوم المخصّب من مفاعل أبحاث باكستاني. وفي رسالة تحمل تاريخ مايو 2009، قالت السفيرة الأمريكية السابقة "ان باترسون": إن باكستان رفضت السماح للتقنيين الأمريكيين بالدخول إلى المفاعل خشية أن يتسرّب الأمر لوسائل الإعلام المحلية، وتقوم بتصوير الزيارة على أنها "استيلاء أمريكي على الأسلحة النووية الأمريكية".

ورغم أن عددًا كبيرًا من الوثائق يعود تاريخها إلى ما قبل تنصيب أوباما، أظهر البيت الأبيض عدوانية في إدانته لتسريبات ويكيليكس، معللاً ذلك بأن الوثائق قد يكون لها "تأثيرات عميقة" على المصالح الأمريكية في الخارج، وربما تضع حياة البعض "في خطر"، وهو ما نفاه مؤسس ويكيليكس "جوليان أسانج" البالغ من العمر 39 عامًا، قائلاً: "لم يتعرض فرد واحد لأي أذى بسبب ما نشرناه".

معلومات حول التسريبات:

* معظم الوثائق المنشورة كتبت في الفترة ما بين 2006 و 2009، ويعود عدد قليل منها إلى أوائل تسعينيات القرن الفائت.

* يعتقد أن الوثائق تم تحميلها عبر شبكة "سيبرن" المحمية- وهي نظام خاص لتقاسم أفضل للمعلومات بين مختلف فروع الحكومة الأمريكية- عن طريق الجندي "برادلي مانينج"، البالغ من العمر 23 عامًا، والخبير في شؤون الاستخبارات.

* يبلغ مجموع التسريبات أكثر من 251 ألف وثيقة، 11 ألفًا منها مصنفة "سرية"، و 9 آلاف لا يمكن إطلاع من هم خارج الولايات المتحدة عليها، و 4 آلاف تحمل العلامتين "سري وحظر المشاركة خارج أمريكا".

* مليونَا ونصف موظف حكومي بإمكانهم الدخول إلى شبكة تقاسم المعلومات التي يعتقد أن التسريب تم عبرها.

وثائق ويكيليكس...حقيقة أم لعبة جديدة؟

وثائق ويكيليكس...حقيقة أم لعبة جديدة؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟