بسم الله الرحمن الرحيمالأسير حسن عبد الرحمن سلامة الأسير حسن عبد الرحمن سلامة المولود بتاريخ 1971، سكان خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي اعتقل بتاريخ 17/5/1996، يقضي حتى الآن 8 سنوات في زنازين العزل الانفرادي متنقلا من زنزانة إلى أخرى معزولا عن محيطه الداخلي في السجون ، ومعزولا عن محيطه الخارجي، محروما من كل شيء في تلك المقابر التي تسمى زنازين العزل الانفرادي.
ويعتبر الأسير حسن سلامة من أقدم الأسرى وأطولهم مدة الذين يقضون في زنازين العزل الانفرادي من مجموع 12 أسيرا صدر قرار بحقهم من قبل جهاز الشاباك الصهيوني تحت ذريعة أمنية وحجة وجود خطر من قبل هؤلاء الأسرى على كيانهم.
السجن 48 مؤبداحكم على الأسير القائد حسن سلامة بالسجن 48 مؤبدا، وهي أطول مدة حكم قاسية في صفوف الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 7000 أسير وأسيرة فلسطينية، وهو حكم انتقامي رادع اعتبرته المحكمة العسكرية الصهيونية بديلا لحكم الإعدام، وكان سلامة قبل اعتقاله الأخير قد اعتقل 6 مرات بالسجن الإداري، وأصيب بالرصاص في فخذه الأيسر على يد جنود الاحتلال.
وفي سيرة القسامي حسن سلامة حكاية مناضل فلسطيني قاد مقاومة الاحتلال من قطاع غزة التي دخلها سرا بعد عودته من الخارج إلى الضفة الغربية، حيث اعتقل من هناك، وقد سقط الكثير من رفاقه شهداء، أو اعتقلوا على يد سلطات الاحتلال، وقد اتهمته سلطات الاحتلال بالوقوف وراء العديد من العمليات العسكرية والاستشهادية التي جرت داخل فلسطين المحتلة في سنوات التسعينات أبرزها عمليات الثأر المقدس انتقاما لاغتيال القائد القسامي المهندس يحيى عياش.
دفن الأسير حياًأرادت حكومة الاحتلال من خلال عزله انفراديا وفي ظروف قاسية أن تكون الزنزانة بديلا لحبل المقصلة، فهي عبارة عن قبر دفن فيه الأسير سلامة حيا، كي يموت ببطء من خلال مجموعة من الإجراءات القاسية التي تحيط بحياته داخل هذه الزنازين.
وقد تحمل سلامة ثلاثة شهور من رحلة التحقيق والتعذيب القاسية فور اعتقاله، إلى درجة أن المحققين أرادوا تصفيته خلال استجوابه كما يقول، ولم يبق وسيلة تعذيب إلا وجربت على جسده، بعد أن استصدر الشاباك قرارا من المحكمة العليا بالسماح له باستخدام ما يسمى التحقيق العسكري بحقه تحت ذريعة أنه قنبلة موقوتة ويشكل خطرا على أمن الكيان.
يعيش الأسير القائد حسن سلامة في زنزانة ضيقة وصغيرة في زنازين عزل سجن الرامون حاليا، تفتقد زنزانته لأدنى المقومات الإنسانية والصحية، شباك صغير لا تدخله الشمس ولا الهواء، مشبعة بالرطوبة وتنتشر فيها الحشرات والصراصير، ومساحتها ضيقة جدا، ولا يسمح له بالخروج إلى ساحة الفورة سوى ساعة واحدة في اليوم ، ليقضي 23 ساعة داخل الزنزانة.
مقيد اليدين والقدمينويخرج الأسير سلامة إلى ساحة الفورة مقيد اليدين والقدمين، وهذه الأغلال ترافقه إذا ما خرج للعيادة أو لمقابلة المحامي، إضافة إلى ما يتعرض له من استفزازات ومعاملة قاسية ومهينة على يد السجانين، وقد خاض العديد من الإضرابات احتجاجا على عزله ومعاملته القاسية.
حرم الأسير حسن سلامة من زيارة ذويه منذ اعتقال، ولم تستطيع والدته العجوز من رؤيته، وفشلت كل جهودها عبر الصليب الأحمر و المحامين من التمكن من زيارته، وهي لا تتمنى سوى أن ترى ابنها حسن قبل رحيلها بعد أن أصبحت طاعنة بالسن ومريضة.
محامي الأسير حسن سلامة يترك انطباعا في تقريره عن بطل ذو إرادة حديدية وقدرة إنسان على الصمود والتحدي رغم كل ما يحيط به من إجراءات وظروف قاسية لا تطاق، فهو كما يقول المحامي: إنسان عميق الإيمان، صبور، متفائل، لا تستطيع إلا أن تنحني احتراما له، يرى فجر الحرية قريب ويرى أن ظلام السجن سوف ينجلي وأغلال الحديد سوف تنكس".
الأسرى في السجون