بسم الله الرحمن الرحيم
طرابلس: تتواصل المواجهات العنيفة بين "الثوار" والكتائب الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صباح السبت، في مسعى من الجانبين للسيطرة على مدينة "أجدابيا" الإستراتيجية الواقعة شرق ليبيا ، فيما تواصل قوات التحالف الدولي غاراتها على مواقع القذافي لشل تقدمها امام "الثوار".
وذكرت تقارير اخبارية أن ثوار ليبيا دخلوا مدينة أجدابيا الجمعة من مدخلها الشرقي.
واضافت التقارير أن الثوار تمكنوا تحت قصف الطائرات الدولية لكتائب القذافي التي تراجعت إلى البوابة الغربية للمدينة، من الدخول إلى أجدابيا من بوابتها الشرقية التي يسيطرون عليها بالكامل الآن.
وكانت طائرات التحالف شنت غارات للحد من القدرة النارية لكتائب القذافي على المدخلين الغربي والشرقي لأجدابيا، ودمرت دبابتين تابعتين للكتائب.
وقال مسئولون في الحكومة الليبية إن ضربات التحالف الجوية توفر الغطاء لتقدم الثوار نحو أجدابيا، التي تعد المدخل إلى معقل مدينة بنغازي "معقل الثوار القوي" ، فيما اكد إبراهيم موسى المتحدث باسم الحكومة الليبية "ان هذا غير مشروع ولم يجري تفويضه من قبل مجلس الأمن الدولي".
بينما أكدت متحدثة عسكرية أمريكية إن قوات التحالف التي تطبق حظرا للطيران فوق ليبيا أطلقت 16 صاروخا موجها من طراز "توماهوك"، ونفذت 153 طلعة جوية خلال الـ24 ساعة الماضية، مستهدفة المدفعية والمعدات الميكانيكية والبنية التحتية للقيادة والسيطرة التابعة للقذافي.
فيما هزت ثلاثة انفجارات السبت منطقة تاجوراء واشتعلت النيران في موقع عسكري في هذه الضاحية الواقعة شرق العاصمة طرابلس.
وقال أحد سكان تاجوراء "ان ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية".
واضاف ان "الغارة استهدفت موقعا عسكريا للرادارات لا تزال النيران مشتعلة فيه".
كذلك افاد تلفزيون الجماهيرية الرسمي في شريطه الاخباري عند اسفل الشاشة نقلا عن مصدر عسكري، عن تعرض مواقع "مدنية وعسكرية" بمنطقة تاجوراء لقصف "العدوان الاستعماري الصليبي".
وتشن قوات التحالف منذ بدء عملياته على ليبيا في 19 مارس/اذار غارات يومية على هذه المنطقة التي تؤوي عدة مواقع عسكرية.
وقال التليفزيون ان التحالف شن غارات مساء الجمعة على مدينة زليطن على بعد 160 كلم شرق العاصمة وعلى منطقة الوطية "غرب".
وتقع مدينة زليطن الساحلية على بعد نحو 50 كلم غرب مدينة مصراتة التى يسيطر عليها الثوار.
وفي مصراتة قال الثوار إنهم وصلوا إلى وسط المدينة بعد اشتبكات مع كتائب القذافي، وقتل عدد من القناصة.
ويأتي ذلك في وقت انضمت فيه دول جديدة للتحالف ومن بينها الإمارات، في حين ذكر بيان لسلاح الجو القطري أن طائرات له حلقت فوق ليبيا في إطار مشاركتها في التحالف لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973 بفرض الحظر الجوي وحماية المدنيين.
ومن جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إن بلدان الحلف اتفقت على تطبيق منطقة حظر للطيران لحماية المدنيين من كتائب القذافي، وأضاف أن الحلف لن يتولى القيادة الكاملة لكل العمليات العسكرية في ليبيا.
مدينة أشباح
بدورها اشارت صحيفة "ليبيا اليوم" المعارضة الى أن مدينة اجدابيا تمر بأزمة إنسانية حادة ، بسبب قصف شديد ودوي انفجارات تتعرض له في كل وقت، وقصف للمستشفيات والمدارس والمنازل.
ونقلت الصحيفة عن احد النازحين من المدينة التي واصفا اياها "ان المدينة بشكل عام خالية من الأهل ولا يوجد بها من السكان الا بعض الشباب الذين يحرسون ممتلكاتهم ومساكنهم خوفا عليها من السرقة".
وقد وصف احد النازحين ويدعى محمد المغربي لحظة سقوط القذائف الصاروخية على الأحياء السكنية سماع دوي عنيف اصحبه تحطم زجاج نوافذ منزله الخارجية ودخول غيمة كثيفة من الغبار على غرفته مما أثار الذعر لدى أبناءه وارتفع صوت صراخهم مما زاده جبرا على الخروج وترك منزله عرضه للدمار وركوبه مع أسرته إحدى الشاحنات التي صعد إليها الكثير من الهاربين من شده الضربات ليشاهد حجم الدمار الذي لحق ببيوت أهالي اجدابيا .
تسليح لـ"حرب أهلية"
من جهته قال الأميرال البحري بيل غورتني مدير هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن العقيد القذافي يوزع الأسلحة على "متطوعين" مدنيين للذهاب لمحاربة الثوار ورأى في ذلك دليلا على ضعف القوات الليبية.
وأضاف غورتني "بأنه ليس على يقين من أنهم متطوعون حقا"، مؤكدا أن ذلك ينم على انه بات يرى من الضرورة البحث عن تعزيزات من المدنيين.
واعتبر الأميرال أن الجيش الليبي أصيب بضعف كبير وأن القذافي لم يعد لديه أي دفاع جوي تقريبا ولم تعد لديه سوى قدرة محدودة على القيادة ودعم قواته على الأرض.
وأوضح أن طيران القذافي لم يعد قادرا على الإقلاع وأن سفنه راسية في الميناء ومخازن ذخيرته تتعرض للتدمير، فيما تعرضت أبراج الاتصالات للقصف وتحصينات القيادة حتى أصبحت غير قابلة للاستخدام.
ويذكر أن نطاق العمليات الجوية قد اتسع في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إذ بلغت 153 طلعة جوية وخاصة لتقديم الدعم للمدنيين الذين تستهدفهم القوات الليبية.
من جانبه، أعلن وفد القذافي إلى محادثات الاتحاد الإفريقي الجمعة، أن طرابلس مستعدة لتطبيق خارطة طريق الإتحاد الإفريقي لحل الأزمة الليبية، داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى إجبار الأطراف الأخرى في النزاع، على احترام وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان الوفد الذي يرأسه محمد الزاوي الأمين العام لمؤتمر الشعب العام، أن الحكومة الليبية على استعداد لتطبيق خارطة الطريق التي رسمتها اللجنة العالية المستوى في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي.
وتدعو خارطة الطريق إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية، والتعاون من جانب السلطات الليبية المعنية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وحماية جميع الرعايا الأجانب ومن بينهم العاملون في إغاثة المهاجرين الأفارقة.