اللهم ولى على المسلمين خيارهم 3 ( ان تصدقوا الله يصدقكم الله )
كاتب الموضوع
رسالة
موضوع: اللهم ولى على المسلمين خيارهم 3 ( ان تصدقوا الله يصدقكم الله ) الثلاثاء مارس 29, 2011 11:15 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
صناع الثورة / إبراهيم بن عبد الرحمن التركي
كل ما يحدث في الكون إنما حدث بمشيئة الله وإرادته جل وعلا , ولقد جعل الله لكل شيء سببا وقانونا ونظاما وسننا ومعرفتها يساعد في فهم نتائجها والتحكم فيها. والسبب الظاهر القريب لثورتي تونس ومصر هو مافعله جمع من شباب النت بالدعوة للتظاهر لكن هذا السبب هو الأخير والقشة التي قصمت ظهر البعير ولا يمكن لقشة أن تقصم ظهر بعير لوحدها, فما الحمل الذي قصم ظهر البعير المصري والتونسي من دون القشة ؟ إنه أولا ظلم النظام وإفساده والظلم مؤذن بزوال الدول فظلمه كان السبب الأول لزواله "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون" . "فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون"."إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" وكان من قبل يظن أن ظلمه للمؤمنين حصن حصين ﴿ وظنوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾. وكانت الخاتمة كسلفه فرعون "َالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" كما أن إفساد النظام ورموزه من أبناء فرعون وهامان (وزراؤه) وقارون (رجال الأعمال) سبب لهلاكهم "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون" ولا أظنهم يخرجون عن مبارك – جمال – علاء - عمر سليمان – صفوت الشريف – حبيب العادلي – أحمد عز - أنس الفقي – أبو الغيط. "قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ( 49 ) ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ( 50 ) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين" ثم إن هذا النصر ثمرة قطرات كثيرة من الجهود لمقاومة طغيان النظام منذ جمال والسادات تجمعت منذ عشرات السنين وشارك فيها مئات الآلاف عبر منابر (كشك مثلا ) وصحف (الشعب) ومجلات (الاعتصام) وسجون طالت مئات الآلاف وجماعات (الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والمستقلين) ومهجرين عبر العالم فصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدوا ""حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جآءهم نصرنا فنُجّي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"" ومن بعد أولئك ومن مثل هؤلاء محاولات ومظاهرات لنقابات ولحركة كفاية (رحم الله المسيري منسقها) بل وحتى لنشطاء النت, ودعاة هذه الثورة كما في سنة 2008م, عندما دعو لإضراب 6 أبريل , وغيرها فواصلوا رفع راية رفض الطغيان حتى حان أوان الطوفان وزوال نظام الطغيان والحمد لله رب العالمين , وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:"المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم". وحتى هذه الثورة لا يستطيع أن يدعيها أحد وما كان لأحد أن يستطيع إقامتها لكنها جهود اجتمعت, ورب وفق وبارك وأعان. وكان للقنوات الفضائية وخاصة الجزيرة دورا بارزا بل ومحرضا. ولقد كانت شرارتها مقتل الشاب خالد سعيد تعذيبا على يد الشرطة , وما تلاه من المطالبة بعقاب قتلته وإنشاء صفحة كلنا خالد سعيد في الفيس بوك ثم تحولت المطالبة إلى مظاهرة 25 يناير ونجحت في يومها الأول فتداعت الجماعات والأحزاب للحاق بها ودعمها فكان لجماعة الإخوان دورا مشهودا في معركة الجمل يوم الأربعاء رغم رفض الجماعة للمشاركة في المظاهرات في يومها الأول ثم انفرادهم عن الثوار بدخول مفاوضات مع النظام المترنح لكن فعاليتهم الإعلامية والتموينية والطبية كانت بارزة. كما كان لشباب ومشايخ الدعوة السلفية دورا جيدا مع ما عكر ذلك من دفاع بعضهم عن النظام البائد وخوف أكثرهم من العواقب وقد كانوا لاقوا من النظام أوفر العذاب والسجون والإعدامات والمظالم. ثم كان نزول الشعب بالملايين له الدور الحاسم ولله الأمر من قبل ومن بعد. والعبرة أن الجهود الصغيرة تثمر ولو بعد سنين طويلة وإنما السيل قطرات مطر. فكن قطرة مطر لا حبة رمل. وكان مما أشعل لهيب الثورة وزادها اضطراما وألغى الأثر العاطفي لخطاب مبارك , خبر مقدار ثروة مبارك وعائلته. ومن الملاحظ استمرار سياسة " إن هذا لشيء يراد "في اتهام الإسلاميين وخاصة الإخوان بالسعي للوصول للحكم عبر الانتخابات مما اضطر الجماعة إلى الإعلان عن عدم عزمها ترشيح مرشح للرئاسة وعدم السعي للحصول على الغالبية البرلمانية!! فسبحان الله العظيم , أليسوا من أهل البلد ؟ أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس ؟؟ المجرمون الظالمون الطواغيت حلال لهم الحكم والظلم والسرقة والنهب والطغيان والإسلاميين حرام عليهم الحكم بالعدل والشرع ؟ " أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟" لقد آن الأوان أن يزال هذا الظلم ويرفض هذا المبدأ ولا يقر فللإسلاميين حق كغيرهم, أوليس هذا نظامكم الديمقراطي المزعوم ؟ أم أن الحقيقة "مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ" بل هم أولى وقد قدموا من الدماء والتعذيب وقضاء الأعمار في السجون والتضييق في المعيشة والترويع ما لم يقدمه غيرهم, سقط جدار برلين الخوف الشعبي من ظلم الأنظمة العربية ولا رجوع لعقارب الساعة ولا عودة ليوم أمس وما تحقق لن ينتزعه طاغوت بإذن الله وما على الناس وخاصة الإسلاميين إلا حسن الاستثمار للواقع الجديد وترك الخوف من عودة الظلم الماضي , وسرعة التغيير للأفضل قبل أن تبرد الثورة ويستقر الوضع على ما كان. إن 90% من الشعب المصري بحسب استطلاع مؤسسة جالوب الأمريكية يؤيدون تحكيم الشريعة ومن يرفع راية الشريعة سيكسب ثقة الشعب ﴿ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم﴾ ولكم عبرة في تحقيق الثوار لأكثر مماطلبوه وماحلموا به وقد كانوا من قبل شهور لايرجون إلا عدم التوريث, «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور». فارفعوا سقف مطالبكم وآمالكم إلى الحد الأعلى بتطبيق الشرع والوحدة مع باقي العرب والمسلمين وتحرير فلسطين وما ذالك على الله ببعيد أن يكون في بضع سنين لاسيما مع توفر قاعدة غزة للانطلاق والله المستعان. ومع ذلك فلابد من مراعاة واقع الحال والنظر في الممكن لكن بلا قصر نظر وخوف, ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حين هاجر أصحابه للحبشة طلبا للعدل لأن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد , مع عدم توافر حكم الشرع ثم عادوا للمدينة حين توافر فيها العدل والشرع , لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتنازل في المدينة عن تطبيق الشرع مراعاة لليهود والباقي من مشركي العرب. والعدل من مقاصد الشرع الكبرى والسعي في تحقيقه مطلوب وإن كان بالتعاون مع الكفار فضلا عن التيارات المنتسب أصحابها للإسلام كحلف الفضول الذي لو دعي له محمد صلى الله عليه وسلم لأجاب. إن من البشائر اختيار المستشار والمفكر الإسلامي طارق البشري رئيسا للجنة صياغة الدستور المصري الجديد , وقد كان القاضي الوحيد - أيام حكم مبارك - الذي أصدر حكما جسورا وتاريخيا بإبطال قرار رئيس الجمهورية بإحالة القضايا السياسية إلى محاكم استثنائية. ومن البشائر عودة بث القنوات الإسلامية كصفا والرحمة والناس والحافظ, وبقيت مطالب أخرى أكبر لم تحقق وعلى رأسها عشرات الآلاف من المسجونين ظلما وعدوانا من الإسلاميين خاصة والأخوات المسلمات اللاتي كن على دين الكفر النصراني الأسيرات في سجون المجرم شنودة. أضف لذلك تحرير سجناء أكبر سجن في العالم ألا وهو غزة , والثورة قامت تطالب بالحرية والسجن أكبر أعدائها. لقد كان التخوف من الثورات وأثرها في اختلال الأمن وقتل الناس مانعا كبيرا وحاجزا نفسيا لدى الناس والعلماء وقادة المجتمع لا سميا والمثال قائم في الثورات الفرنسية والروسية والإيرانية والصومال حيث القتلى بعشرات الآلاف, لكن الثورتين حققتا منجزا عظيما ليس للمصريين والتونسيين والعرب والمسلمين فقط بل للعالم كله في اكتشاف وسيلة سلمية لأفضل الجهاد وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وهو طريق وسط عدل عظيم الأثر بين الخروج المسلح والخنوع المتشح بلبوس الدين. وهذا السلاح الفتاك يمكن استخدامه بشكل متدرج متنامي يحقق الحق بخطوات صغيرة مستمرة كقطرات المطر التي تصنع الطوفان. لأن المجاهد - كما قال الخطابي في معالم السنن – في جهاده للعدو بين رجاء وخوف لا يدري هل يغلب أو يُغلب وصاحب السلطان - أي القائل بالحق عند السلطان - مقهور في يده فهو إذا قال الحق فقد تعرض للتلف فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف. كما أن ظلم السلطان يشمل رعيته فنهيه فيه نفع عام وهذا أفضل من قتل كافر في الجهاد. أما وقد قام بهذا النوع من الجهاد ملايين الناس لا رجلا واحدا أو آحادا فتلك نعمة عظمى وثمرتها عجلى. فهلموا لأفضل الجهاد وكل بحسبه والله حسبنا ونعم الوكيل.