ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  113
حفظ البيانات؟
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» محل للبيع بدمياط الجديدة يصلح جميع الانشطة وبسعر تجاري مميز
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:08 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل للبيع بدمياط الجديدة 180م بالحي الرابع بسعر ممتاز
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:07 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة المجاورة 13 امتلك بأفضل مجاورة بالحي الثالث
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:02 pm من طرف المدينة المنورة

» بدمياط الجديدة شقة للبيع 140م ممتازة جدا جدا بسعر مغري جدا بالمجاورة 15
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:58 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل بيع في دمياط الجديدة بالمجاورة 25 بسعر تجاري جدا 189م ممتاز
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:56 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة بسعر جيد امتلك في دمياط الجديدة
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:53 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل 135م لوكس للبيع بدمياط الجديدة علي شارع رئيسي
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:50 pm من طرف المدينة المنورة

» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2016 4:58 pm من طرف نورالهدايا

» دورة برنامج المنظومة المتكاملة للتخطيط الإستراتيجى وتطوير تقييم الأداء الإداري(بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 6:17 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإستراتيجيات الحديثة في إدارة نظم مواجهة الكوارث والحرائق(بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2015 5:25 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التخطيـط والمتـابعـة الإداريــة مــن منظـور استـراتيجــي (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 5:11 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة المجالس التأديبية والتحقيق مع الموظفين في المؤسسات الحكومية(بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:09 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة توظيف العلاقات العامة لدعم العمليات الإدارية ، وأسس العلاقات العامة الالكترونية ( بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2015 12:39 am من طرف هبه الشاذلي

» من ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 6:25 am من طرف حلم مطر

» دورة أساليب إدارة العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 7:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التوجهات المعاصرة فى إدارة وتنفيذ أنشطة المشتريات والمخازن واللوجستيات والخدمات اللوجستية
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2015 11:24 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إدارة الاتصال الفعَّال والابتكاري للسكرتارية التنفيذية ومدراء المكاتب والمساعد الإداري
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 10:01 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المخاطر المالية فى القطاع النفطى (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2015 4:07 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج البريمافيرا الحل المتكامل لإدارة المشروعات (بروتيك )
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 11:13 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إستراتيجية السوق الازرق " اكتسح السوق واترك المنافسين خارج الملعب "
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 7:33 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التميز فى المشتريات , العطاءات , إختيار الموردين والتفاوض الشرائى
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 24, 2015 2:05 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج الإبداع الإداري في التنظيم والتخطيط والتنسيق (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 5:20 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإدارة الإستراتيجية للبرامج التسويقية (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2015 5:21 pm من طرف هبه الشاذلي

» جهاز تريا الأمريكى لإزالة الشعر بالليزر Tria laser X4
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 4:34 pm من طرف hur eyn225

» دورة إدارة المطالبات والمنازعات فى مشروعات التشييد (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 3:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التسويات الجردية والأخطاء المحاسبية ومعالجتها ( بروتيك )
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:49 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المستودعات والمشتريات وخفض الكلفة ومعالجة المخزون الراكد
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:27 pm من طرف هبه الشاذلي

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 3:37 pm من طرف حلم مطر

» دورة إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية والبشرية على ضوء وصف وتوصيف وتحليل وظائف المنظمة
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 6:40 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة تقييم التأثيرات البيئية للمشروعات والأنشطة التنموية (بروتيك)
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2015 6:41 pm من طرف هبه الشاذلي


شاطر|

ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
مصطفانى
أقلام عَطِرة
أقلام عَطِرة
مصطفانى
ذكر
التسجيل : 09/12/2010
المشاركات : 11311
النشاط : 34194
تقييم الأعضاء : 115
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  08122910
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Wesam310




ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالثلاثاء مايو 17, 2011 10:52 am
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  210
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني
إن الحديث عن سلوك القوة والعنف في الفكر الغربي حديث تمليه الملاحظات الواقعية وتثبته الشواهد التاريخية وتئن منه جميع جنبات الكرة الأرضية، وتنطق به جميع منتجات الإنسان الغربي المادية والمعنوية العلمية والأدبية.
بيد أن هذا الفكر ظل طيلة تاريخه القديم والمعاصر يتهم الغير بممارسة العنف والقوة ويتخذ من ذلك ذريعة للاستقواء والهيمنة والسيطرة والاعتداء تحت شعارات ومسميات براقة، فما هي جذور القوة والعنف في الفكر الغربي؟
وما هي أسباب ذلك وعوامله؟
وما هي بعض المرتكزات التي أسهمت في توليد عنصر القوة والعنف وتقويته؟ وما هي آثار ذلك على واقع العلاقات الدولية المعاصرة ومستقبلها؟
أولا: في جذور الظاهرة
يمكن إرجاع ظاهرة العنف واستخدام القوة في الفكر والثقافة الغربيين إلى مجموعة من الجذور منها ما هو تاريخي ومنها ما هو ديني وثقافي ومنها ما هو عرقي. فما هو تاريخي يرجع بالأساس إلى ذلك الإرث التاريخي للغرب في علاقته بالشعوب والأمم الأخرى ابتداء من عصر اليونان والرومان مرورا بالإمبراطوريتين البيزنطية والروسية المسيحيتين وصولا إلى الحملات الصليبية على العالم الإسلامي والتي توجت بطرد المسلمين من الأندلس وإقامة محاكم التفتيش والتطهير العرقي والديني والانطلاق في غزو العالم على نفس الخطة من التطهير والإبادة والتصفية العرقية للشعوب غير الأوروبية واستعبادها في إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وقد قادت الدول الأوروبية هذه الحركات الاستعمارية تباعا ابتداء من الأسبان والبرتغال فالإنجليز والفرنسيين والألمان والإيطاليين ثم الاتحاد السوفياتي فبل السقوط فالولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا. وقد ظل هذا الإرث التاريخي الطويل يغذي الحس الغربي في السيطرة على العالم والحفاظ على هذه المكتسبات والأمجاد! خاصة عندما يجد من يحييه ويوقظه داخل المجتمع الغربي من مؤسسات دينية وتعليمية وإعلامية وفكرية.
يضاف إلى هذا التعصب الديني للمسيحية وإقصاء الأديان الأخرى وإبادة أهلها أو تنصيرهم قسرا كما حصل مع شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشمالية.
أما ما هو عرقي فيرجع إلى انتشار التعصب للعرق الأوروبي الأبيض على حساب بقية الأجناس الأخرى السمر والحمر والصفر والسود، وقد طفا هذا التعصب العنصري في مختلف الحقب والمراحل التاريخية ولم يخل التاريخ الأوروبي من دعاة للعنصرية والتحيز للمركزية الغربية، والتعصب لمقولات تفوق الجنس الغربي.
وفي المجال الفكري ظهرت في الغرب كثير من الفلسفات تدعو إلى تمجيد القوة والعظمة والإنسان الأقوى والبقاء للأقوى خاصة مع داروين (الداروينية الاجتماعية) ونيتشه(الإنسان الأقوى) ونظريات فلسفية تعطي الأولوية للمنفعة والمصلحة على الأخلاق والقيم (الفلسفة النفعية (= البراغماتية))، كما ظهرت في الغرب طروحات فكرية ترمي الشرق بالتخلف(رينان مثلا) وأخرى تدعو إلى تمجيد الحضارة الغربية (أطروحة فوكو ياما عن نهاية التاريخ نموذجا) وأخرى تحذر من صدام الحضارات(أطروحة صموئيل هنتنغتون) وتستعدي الغرب على الإسلام والبلدان الناهضة الحاملة لمشاريع حضارية مغايرة للمشروع الغربي.كما بارك كثير من الفلاسفة الغربيين الحملات الاستعمارية وعمليات الإبادة كما هو في موقف كارل ماركس من الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
ويذكر ماك فرو في مقدمته لكتاب "الاستعمار الكتاب الأسود" أن الكتب المدرسية في فرنسا لم تسلم من تعبئة الأطفال على كراهية الشعوب المستعمَرة فيقول "لقد كانت الكتب المدرسية في فرنسا تسرد بابتهاج كيف كان بوجو وسانت أرنو يحرقان القرى خلال احتلال الجزائر، وكيف كان الضباط الانجليز إبان ثورة1857 يضعون الهندوس والمسلمين على أفواه المدافع" ("الاستعمار الكتاب الأسود" مجموعة من المؤلفين،ص150) وفي ظل هذه المعطيات لم يعد بإمكان الغرب أن ينظر للبلدان الأخرى إلا من خلال نظرة الاستعلاء والهيمنة والإحساس بالتفوق والكبرياء الأمر الذي يعرقل أغلب الجهود المبذولة للحوار الحضاري ولتحالف الحضارات والثقافات التي ترتفع الأصوات المنادية بها، وكيف تطالب الشعوب الضعيفة بتغيير نظرتها العدائية نحو الغرب وتغيير مناهجها التربوية والتعليمية والإعلامية والدينية في وقت يصدق فيه الأمر على الغرب بالأولى والأحرى!!
ثانيا: في مرتكزاتها:
إن ظاهرة التفوق الغربي التي منحته إمكانات القوة وفتحت له أبواب السيطرة والهيمنة وسوغت له ممارسة العنف بدون حسيب ولا رقيب ليست قدرا إلهيا ولا حتمية إنسانية، وإنما جاءت بناء على جهد بشري وتخطيط إنساني وعمل اجتماعي وسياسي متواصل ودؤوب عبر أجيال وقرون ويمكن رصد بعض المرتكزات التي قامت عليها المدنية الأوروبية كما يرى كثير من الدارسين في ما يلي:
أ-المرتكز العلمي:
في مجالي الطبيعة والإنسانيات إذ منذ عصر النهضة أطلق المفكرون الأوروبيون شعار السيطرة على الطبيعة من خلال الاهتمام بالعلوم المادية من رياضيات وفيزياء وكيمياء وميكانيك وفلك وطب...
وانطلقت الجامعات والمعاهد في سباق وتنافس للظفر بالسبق بالاختراعات الجديدة، وقد انتهى هذا الاهتمام العلمي بظهور الثورة الصناعية التي نقلت الإنسان الأوروبي من مشروع السيطرة على الطبيعة إلى التفكير في مشروع السيطرة على الإنسان والشعوب، وكانت هذه هي البداية الثانية للاستعمار بعد بدايته الأولى مع الأسبان والبرتغال في القرن الخامس عشر الميلادي. ومن الثورة الصناعية انتقلت أوروبا إلى مضاعفة جهودها في البحث العلمي في العلوم الطبيعية الدقيقة حتى وصلت إلى الثورة العلمية المعاصرة في مجال التكنولوجيا والمعلومات. وكلما ازداد الغرب تقدما واكتشافا ازدادت الهوة بينه وبين الشعوب المستعمرة سابقا.
وقد حافظ الغرب على قوته العلمية وتفوقه بعدة أساليب منها منع انتشار الأسرار العلمية في العلوم التي مكنته من التفوق والهيمنة وسن قوانين دولية تمنع انتشارها وتعاقب من يسعى إلى امتلاكها مثل اتفاقية حظر انتشار القوى النووية.التي بموجبها غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق ولا تزال تهدد إيران وسوريا وكوريا...كما حافظ الغرب على قوته بتهجير الأدمغة العلمية النابغة في بلدان العالم الثالث وإغرائها أو إكراهها للعمل في الغرب وحرمان هذه البلدان من مواردها البشرية المؤهلة والخبيرة فظلت هذه البلدان فقيرة تابعة وضعيفة.
ب-المرتكز الاقتصادي:
لم يكن امتلاك القوة في المجال الاقتصادي إلا نتيجة للامتلاك القوة العلمية. وقد ظلت المؤسسة العلمية والاقتصادية في الغرب متعاونتين ومتساندتين وكل منهما يخدم الآخر، وظلا معا يسيران في خط واحد. وقد مكن التدبير الاقتصادي الجيد من حيث الموارد الطبيعية والبشرية والمعدات الصناعية والتقنية اللازمة من تمكين المجتمعات الأوروبية من الحصول على القوة الاقتصادية المؤهلة للمنافسة والتحدي، هذا إذا أضفنا عامل الموارد الطبيعية المستجلبة من المستعمرات واليد العاملة الرخيصة من قوافل العبيد والمضطهدين وعمليات النهب والسرقة للذهب والأموال التي كان الجنود الغزاة يقومون بها في البلدان المستعمرة.
الأمر الذي كان يدفع بالاقتصاد الغربي إلى النمو جيلا بعد جيل وكان يدفعه أيضا وبزيد من الشراهة والشراسة للبحث عن المستعمرات ومصادر الثروة والتسويق فتزايدت الحاجة للاستعمار وللعولمة والهيمنة. لذلك يلاحظ أن قوة الاقتصاد الغربي نمت تحت القوة والعنف وتلازمت مع الحروب فكلما تطور الاقتصاد احتاج إلى شن الحروب وسن قوانين إخضاع الشعوب واستنزافها، وقد أودت الحروب الغربية في المستعمرات بما يفوق 100 مليون قتيل معظمهم من المسلمين والزنوج والهنود!! عدا ما خلفته من دمار وخراب وتجويع وتخلف واستلاب!!.
ج-المرتكز التنظيمي في المجال الاجتماعي والتدبير السياسي:
وفي المجال الاجتماعي اكتسب الغرب قوة تنظيمية محكمة من خلال الاستناد إلى العلوم الإنسانية والتحكم في الحراك الاجتماعي من خلال مؤسسات سياسية(أحزاب، مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية) ومهنية(نقابات) ومدنية(جمعيات واتحادات..) وكلها تمارس حقوقها في التفكير والتعبير والتدبير وقد قام الغرب بتشجيع البحوث الإنسانية في المجالات النفسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية نظريا وتطبيقيا وأفرز ثروة معرفية ما لبثت أن أحدثت ثورة اجتماعية وتغيرات مهمة على المستوى الاجتماعي هذا إذا أضفنا توفير جو الحرية الفكرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وتطبيقاتها في الحياة اليومية والتداول السلمي والسليم للسلطة السياسية.
غير أن هذه القوة ووسائلها عمل الغرب أيضا على احتكارها لنفسه وقصرها على الإنسان الأوروبي والأمريكي دون بقية الشعوب وظهر في الغرب التوظيف النفعي لهذه المبادئ في الترويج لها وتصديرها فأصبحت العلوم الإنسانية وسائل في تعزيز مقولات المركزية الغربية والتفوق الغربي والتمييز العنصري والاضطهاد والقمع وإجراء التجارب على المعتقلين و والمقهورين من الأفراد والشعوب. كما تسويق الأفكار والنظريات النفسية والاجتماعية التي تدعو إلى الانحلال الخلقي وثقافة الجنس والمادة والاستهلاك الأمر الذي زاد في أزمات دول العالم الثالث وأبعد أبناءها عن جادة العلم والمعرفة القمينة بتأهيل المجتمعات نحو الريادة.
د- المرتكز العسكري:
نمت القوة العسكرية في الغرب جنبا إلى جنب مع نمو القدرات العلمية والاقتصادية بل لعل الدافع نحو امتلاك القوة العسكرية هو الذي دفع الغرب إلى التخطيط العلمي ورعاية المؤسسات العلمية والاقتصادية وجعلها تحت رقابة المؤسسة العسكرية والأمنية. وظلت أكبر المؤسسات العلمية وأدقها تحت توجيه المؤسسة العسكرية وتعتبر الأسرار العلمية الدقيقة من أسرار الدولة ولا يتم تفويتها للعموم إلا بعد استنفاذ أغراض المؤسسة العسكرية منها وبعد تجاوزها باختراعات جديدة في حين تظل كثير من الأسرار العلمية حكرا على الدولة لا يجوز تدريسها للقطاعات الشعبية كالأسرار النووية والتكنولوجية والبيولوجية والفلكية.
وترصد ميزانيات ضخمة وهائلة للبحوث العلمية والتجارب العلمية ذات الصلة بالمجال العسكري والأمني. واستطاعت المؤسسة العسكرية في الغرب أن تسخر جميع ما يعزز قوتها ونفوذها.
حتى أصبحت هذه المؤسسة رمزا للتفوق الغربي على بقية دول العالم وقد كانت هذه المؤسسة هي اليد اليمنى للغرب في غزو العالم واستعماره ونهب خيراته وقمع كل من يقف أمام الإرادة الغربية في الهيمنة والسطو ومارس العسكر كل أنواع التعذيب والتنكيل والاضطهاد والقتل والإبادة في حق الشعوب من اعتبار للكرامة والحقوق الإنسانية إلا ما تمليه المصلحة الغربية.
ولم تكن الجيوش الغربية في حروبها تتورع في استعمال أخطر الأسلحة وأكثرها فتكا ودمارا ولو كانت محرمة في المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية والشرائع الدينية.
ولقد كان استخدام الغرب لقوته العسكرية في كل حروبه مع دول العالم الثالث استعمالا مبالغا فيه بقصد الردع والزجر والإمعان في التخويف لزيادة التركيع والتبعية وتجنب إمكان ظهور قوى منافسة من شأن تطورها أن يزيح سيطرة الغرب الأحادية ويفتح الباب أمام تعددية في القوى الدولية التي من دون شك ستعجل بانتهاء هذه السيطرة المجحفة التي مل الناس منها وينتظرون الخلاص منها في أي وقت.
هـ- المرتكز الإعلامي:
تشكل القوة الإعلامية واحدة من أهم أنواع القوة، وقد أدركت الأمم الغربية منذ وقت مبكر أهمية الإعلام في الإقناع وتوجيه الرأي العام وصناعته والتأثير في مجرى الأحداث.
و قد ارتبط توظيف الإعلام في الغرب بالحاجة إليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا كما ازدادت الحاجة إليه مع الحروب وتوظيف المعلومات في الحروب للتأثير على الخصم فيما عرف بالحرب النفسية.إذ أن انتقاء المعلومة المناسبة والتحكم في تدفق معلومات أخرى من شأنه أن يقلب الحسابات ويغير الموازين.
ومع تطور تقنيات الإعلام وارتباطه بالتطور التكنولوجي الذي يمتلكه الغرب نفسه أصبح الإعلام سلطة قاهرة وأصبحت الفجوة بين دول العالم الثالث والغرب فجوة عميقة إذ أصبح الغرب اليوم يتحكم في تصدير التقنية الإعلامية وتوزيع المعلومة بل ترتبط المؤسسة الإعلامية في كثير من الدول الغربية بوزارات الخارجية وبالمؤسسة العسكرية والمخابرات العسكرية وبمصالحها القومية والإستراتيجية داخليا وخارجيا.
ويمكن القول إن كثيرا من جوانب السيطرة الغربية اليوم تتوقف على القوة الإعلامية، وخاصة في الحروب التي يشنها الغرب اليوم في العراق وأفغانستان والفيتنام سابقا.أو في توجيه الرأي العام بالاقتناع بكثير من التوجهات السياسية والفكرية والمواثيق القانونية والمشاريع الاقتصادية. وأصبح الإعلام يؤدي وظائف غاية في الدقة والخطورة.
وفي التركيب النهائي فإن أسس القوة التي اعتمد عليها الغرب أسس متكاملة في خدمة المصالح الإستراتيجية وقد ظل الغرب يحتكر هذه المصادر ويعزز الحراسة عليها وحمايتها من التسرب والانفلات من يده، وظل مستعدا لخوض الحروب الخطيرة والمدمرة في حق كل الدول التي تسعى لامتلاك أسرار القوة لتحقيق التوازن الدولي، وبسبب هذا الانفراد والاحتكار مارس الغرب في حق الشعوب الضعيفة مظالم ومجازر عبرت عن وحشية مقيتة وهيمنة طاغية أصبح العالم اليوم مطالبا بتجاوزها لتحقيق السلم والأمن والرفاه للإنسانية جمعاء.
وإن ما نراه اليوم من صور العداء والكراهية تجاه الغرب ومصالحه الحيوية ليس إلا تعبيرا عن رفض الظلم والهمجية الغربية رأسمالية كانت أم اشتراكية. ولن نصل إلى حالة السلم العام إلا بعد أن يغيب استعمال القوة ويحل معها صوت الحق وأن تسن تشريعات ومواثيق دولية صارمة تعزز حقوق الجميع في امتلاك أسباب القوة وتكون هناك مؤسسات دولية قادرة على معاقبة المنتهكين لهذه المواثيق أيا كانت قوتهم ومكانتهم الدولية.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*مسلم*
عطرىعطرى
*مسلم*
ذكر
التسجيل : 14/06/2011
المشاركات : 15
المكان : أرض الله
النشاط : 4911
تقييم الأعضاء : 4


ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 21, 2011 7:54 pm
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  210
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  958639

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفانى
أقلام عَطِرة
أقلام عَطِرة
مصطفانى
ذكر
التسجيل : 09/12/2010
المشاركات : 11311
النشاط : 34194
تقييم الأعضاء : 115
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  08122910
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Wesam310




ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 21, 2011 9:40 pm
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني  210
حفظك الله وبارك فيك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

https://i.servimg.com/u/f61/12/61/25/01/210.png


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني , ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني , ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ,ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ,ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني , ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها / م د. الطيب الوزاني ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عطر الإسلام :: 
المنتديات العامة
 :: الحوار العام
-
انتقل الى:
شبكة عطر الإسلام...معاً إلى الجنة



جميع الحقوق محفوظة لــــ شبكة عطر الإسلام ©
جميع الآراء فى المنتدى تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط
Powered by phpBB © Copyright ©2008 - 2015