بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وزير الشؤون الخارجية التونسي: طلبنا من السعودية استرجاع بن علي لمحاكمته.. ويقومون الآن بدراسته. ثمن وزير الشؤون الخارجية التونسي محمد المولدي الكافي موقف الكويت من الثورة التونسية حيث باركتها في الأيام الاولى من قيامها اثناء قمة شرم الشيخ, و"لهذا جاءت زيارته إلى الكويت تقديراً لها". وكشف الكافي في مؤتمر صحافي حضرته 3 صحف فقط في مقر اقامته قبيل مغادرته البلاد بعد عصر أول من أمس مختتما زيارته القصيرة, عن استعداد كويتي لدعم الاقتصاد التونسي من خلال الصندوق الكويتي وهيئة الاستثمار, مؤكدا ان الكويت تقف بجانب تونس دائما وتدعمها تنمويا. وتطرق الكافي إلى الأوضاع في تونس وملاحقة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ورموز النظام السابق, وقال"لقد طلبنا من السعودية استرجاع بن علي لمحاكمته في تونس" مشيرا الى العلاقات الطيبة جدا بين البلدين, وأنه سيزور الرياض في يونيو المقبل ضمن جولة خليجية أخرى. وتمنى وزير الشؤون الخارجية التونسي محاكمة رموز النظام السابق في تونس, و"خاصة ان الاتهامات خطيرة وتتعلق بالخيانة العظمى واثارة الفتنة بين أبناء الشعب التونسي, فضلا عن نهب الأموال" ولفت إلى تحرك ديبلوماسي واسع لتجميد ارصدة النظام السابق, مع وجود استجابة من دول عدة. ونفى الكافي وجود حكومة ظل في تونس حاليا, كما تحدث عن الاصلاحات التي ستجري في شهر يوليو المقبل لتحديد مستقبل البلاد. وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي حضره السفير التونسي لدى الكويت مصطفى باهية. ما حصيلة محادثاتكم مع القيادة الكويتية خلال زيارتكم القصيرة للبلاد? في البداية اود ان اعرب عن سعادتي لزيارة الكويت, وكان لي شرف لقاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وكنت محملاً برسالة خطية من الرئيس التونسي المؤقت, ومن الحكومة التونسية والشعب التونسي إلى الشعب الكويتي الشقيق, وهي رسالة شكر وامتنان للكويت التي كانت من اوائل الدول التي باركت الثورة التونسية بعد أيام قليلة من حدوثها وكان ذلك في قمة شرم الشيخ. ولهذا قررت الحكومة التونسية ان تكون الكويت من اوائل الدول التي نزورها بعد زيارتنا لاخواننا في المغرب العربي. دعم هل تحدد نوع الدعم الذي ستقدمه الكويت لتونس في هذه المرحلة? الاخوة والصداقة والعلاقات بين الكويت وتونس ليست وليدة اليوم, حيث انها تعود إلى ستينات القرن الماضي, أي منذ استقلال الكويت, حيث كانت هناك مساهمات كويتية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية منذ عام ,1964 والحقيقة المعروفة انه كانت تقف دائما بجانب تونس وتدعمها تنمويا. وتطرقت المحادثات التي اجريناها في الكويت حول هذا الموضوع, خصوصا ان تونس تعيش مرحلة جديدة بعد الثورة, ويعيش مجتمعها انفتاحي, وكذلك طمأنا اخواننا في الكويت على استثماراتهم التي ستكون بشكل شفاف وقانوني ومفتوحة, وكل ما حصل في المرحلة السابقة قد انتهى ضمانات \هل تطرقت هذه التطمينات الى الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في شهر اكتوبر الماضي اثناء زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الى تونس? -هنا أؤكد ان الدولة التونسية مستمرة رغم سقوط النظام السابق والدولة ملتزمة بتنفيذ جميع الاتفاقيات التي وقعتها مع الكويت والدول الشقيقة والصديقة. كذلك هناك الشيء الجديد وهو اننا لن نسمح بوجود مسارات خارج الاتفاقيات حيث عانى الكثير من المستثمرين بين هذه المسارات وهذا الامر انتهى ولن تكون مضايقات للمستثمرين. تعليمات اميرية \ هل وعدت الكويت بقروض او استثمارات جديدة لدعم الاقتصاد التونسي? - وجدنا الاستعداد المبدئي من قبل الكويت لدعم الاقتصاد التونسي وانا لم ات الى هنا لطلب ارقام ولكن سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد اعطى تعليمات للصندوق الكويتي للتنمية ولهيئة الاستثمار للتعاون مع تونس وستقوم وفود كويتية بزيارة تونس للوقوف على الوضع هناك حيث اننا نعيش الان حالة اعادة النظر في المشاريع التي ستوجه الى الجهات المحرومة وخصوصا على شريط الحدود التونسية ¯ الجزائرية وهي المناطق التي اندلعت منها الشرارة الاولى للثورة في سيدي بوزيد والقصريف والكاف وقفصة. وهنا اود القول ان الحكومة التونسية قلبت المعادلة بمعنى انه كان 80 في المئة من الاستثمارات تذهب الى الساحل التونسي و20 في المئة فقط الى المناطق المحرومة والان اصبح العكس وهذا ما نقوم به ونطلبه من اخواننا في الكويت وقطر والامارات لدعمنا في هذا الاتجاه وخصوصا في المشاريع التي يمكن ان تشغل الايدي العاملة في هذه المناطق. ولمعالجة مشكلات الهجرة الى اوروبا اقترحنا على الدول الاوروبية اقامة مشاريع تفتح مجالات لعمل هؤلاء الشباب. وكان لقائي مع المسؤولين الكويتيين وعلى رأسهم سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ينصب في هذا المجال حيث التقيت ايضا مع وزيري الصحة والتربية وتناقشنا حول امكانية جلب عمالة تونسية متخصصة الى الكويت واقترحت زيارة وفد كويتي الى تونس للوقوف على الخبرات والاتصال بنظرائهم في وزارتي الصحة والتعليم للاتفاق على ابرام اتفاقيات بين البلدين. تأثير اقتصادي \ ما مدى تأثير الثورة وتداعياتها على الاقتصاد التونسي? - تأثير الاقتصاد التونسي تأثرا كبيرا باحداث الثورة حيث وقعت عمليات نهب وسلب وحرق للكثير من مؤسسات الدولة في الايام الاولى من الثورة وخسرنا الكثير من ايام العمل بسبب الاعتصامات والاضرابات وتعطيل عملية الانتاج. كما تأثر قطاع السياحة تأثرا كبيرا لان السياح يطلبون الامان والاستقرار وكان ذلك خلال الشهر الاول من الثورة ولكن الامور بدأت بالاستقرار ولحسن الحظ ان عددا قليلا من الاستثمارات الاجنبية تعرض لاضرار ما ادخل الاطمئنان لدى المستثمرين حيث يوجد في تونس نحو 3 الاف شركة تضررت منها 11 مؤسسة فقط وكانت الاضرار طفيفة جدا ولكن المصانع التونسية والتي قيل انها تابعة للعائلة الحاكمة سابقا وانصارهم واصهارهم شهدت اضرارا كبيرة جدا. الأموال المنهوبة \ هل انهيتم حصر الاموال المنهوبة من قبل النظام السابق? - من الصعب حصر هذه الاموال رغم وجود نية جدية لاستراجع هذه الاموال وكان اول ما اقره الاجتماع الاول بعد تعييني وزيرا للخارجية في 19 فبراير الماضي هو تحرك ديبلوماسي واسع للاستفسار عن وجود اموال لافراد النظام السابق في جميع الدول حتى التي ليس لنا معها علاقات وذلك لتجميد هذه الارصدة وقد استجابت لهذا الطلب الكثير من الدول. ولكن يبقى كيفية الحصول على هذه الاموال وهناك الكثير من المنظمات الدولية مثل الانتربول وغيره لديها خبرة ويمكن ان تساعدنا في حصر هذه الاموال ولكن لا بد ان يتبع هذه الخطوات وجود احكام قضائية نهائية وملفات كاملة لتقديمها الى العدالة حتى في خارج تونس لان القاضي يحتاج الى ادلة وبراهين \ لماذا لم تجهز هذه الملفات من قبل الحكومة التونسية, كما فعلت الحكومة المصرية مع الكثير من المسؤولين السابقين? / المشكلات التي عاشتها تونس مست أيضاً قطاع القضاء المدني الذي شهد الكثير من الاضرابات, ولكن هل قدمت مصر جميع الملفات الخاصة بالمسؤولين السابقين الى دول اخرى لحصر أو تجميد ثرواتهم? فأثناء زيارة رئيسة سويسرا الى تونس ابلغتنا بان حكومتها قامت بتجميد جميع أرصدة المسؤولين المصريين السابقين, ولكنها أكدت ان القضاء المصري لم يقدم الملفات اللازمة في هذا المجال. وهذا يعني انه لم يتقدم لا القضاء التونسي, ولا المصري, ولا حتى الليبي الذي لا يزال يعاني, ملفات تدين أي مسؤول سابق. واعتقد أن بن علي أقل المسؤولين ثراء في بنوك سويسرا حيث يمتلك 60 مليون دولار فقط, مع وجود أموال اخرى كبيرة في دول اخرى. اتهامات \ هل ستلاحقون رموز النظام السابق قضائياً لمحاكماتهم سواء داخل تونس أو خارجها? / نتمنى أن تكون محاكمتهم في تونس, خصوصا بعد تحويل هذا الملف الى المحكمة العسكرية لأن الاتهامات خطيرة جداً وتجاوزت التهم المالية وشملت تهم الخيانة العظمى واثارة الفتنة بين أفراد الشعب التونسي والتقاتل فيما بينهم وحمل السلاح, وهذا الملف جاهز ولكن قد تكون هناك بعض الاعتراضات الخارجية على وجود حكم الاعدام في تونس ما يمنع تسليم المتهمين. \ يتردد أن عدم تقديم هؤلاء إلى المحاكمة حتى الآن يعود إلى ضغوط لما يسمى بحكومة الظل, فما صحة ذلك? / هذا الحديث جاء نتيجة لتصريحات وزير الداخلية السابق, ولكن كلامه لا يستند الى مصداقية أو صحة, وكانت مجرد تمنيات وافتراضات, واحاديث تردد في المقاهي وبين أفراد بسطاء وليس على لسان وزير داخلية, وهنا اؤكد انه لا وجود لحكومة ظل, وحتى من اتهموا ليس لهم أي علاقة. الأمن \ كيف ترون الوضع الأمني, وما ذكره رئيس الحكومة من أن العجز في الاقتصاد قد يؤدي إلى عدم قدرة الدولة على دفع مرتبات موظفيها? / لا, لن نصل إلى هذا الحد, وتصريحات رئيس الحكومة كانت منذ فترة ماضية, وهناك اطمئنان, والوضع في استقرار, لأن استقرار الأمن هو الضمان لاستقرار الاقتصاد. السعودية \ كيف تصفون علاقاتكم مع المملكة العربية السعودية ومتى تزورها? / هي طيبة جداً ولدينا علاقات اخوية مع اخواننا في السعودية مثل اخواننا العرب, ويوجد تعاون بيننا. وفي هذه الجولة لا يمكنني زيارة جميع الدول, ولكنني وعدت اخواني في السعودية وكذلك صديقي وزير خارجية سلطنة عمان, ووزير خارجية البحرين بالزيارة خلال النصف الأول من شهر يونيو المقبل. \ هل تقدمتم بطلب إلى السعودية لاسترجاع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي? / نعم, تقدمت بطلب رسمي لاسترجاع رئيس النظام المخلوع, والاخوان في المملكة يقومون بدراسته, وهناك اتصال بين القضاه في البلدين حول هذا الموضوع ليكون الأمور بشكل قانوني. تحديات \ أمامكم الكثير من التحديات والمشكلات, ويراها البعض ككرة الثلج ان لم تحل فستكبر وتزداد مع تزايد الفقر والبطالة وكيف يمكن حل ذلك? / نحن نعمل على إصلاح الأمور في تونس, ولا بد ان ننظر الى نصف الكأس الممتلئ وليس الفارغ, ويمكن أن تكون كرة الثلج في نسقها الايجابي وليس السلبي, فالشعب الذي انجز معجزة الثورة في 14 يناير واقال في بضعة أيام ديكتاتور, قارد على ان ينجح في معجزة الانتخابات. مخاطر \ كيف ترى مخاطر ما يحدث في ليبيا على تونس? / هذا السؤال جيد, فعلاوة على مشكلاتنا الداخلية, أصبحنا نجابة مشكل آخر يتعلق بنحو 300 ألف لاجئ نزحوا من ليبيا مروراً الى التراب التونسي من دول عدة وبقي نحو 170 الفا, ونجد أن كل عائلة تونسية في جنوب تونس تستضيف عائلة ليبية, وقد اظهر الشعب التونسي حسن الضيافة, ونتمنى أن تنتهي هذه المشكلة في القريب العاجل, ويعود هؤلاء الى بلدهم وننتبه نحن الى مشكلاتنا. المصدر: السياسة
|