بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

انتشار الإسلام يثير مخاوف الأمريكيين
مفكرة الاسلام: يتواصل الجدل الذي تشهده الولايات المتحدة منذ أسابيع حول الإسلام بالولايات المتحدة، مع وجود آراء تحذر من أن انتشاره يشكل خطرًا حقيقيًا على هذا البلد المنخرط منذ تسع سنوات في الحرب على ما يسمى بـ "الإرهاب"، وفريق آخر يرفض إثارة تلك المخاوف ويرى أنها لا تستند إلى شيء من الصحة.
وبرز الجدل خلال ندوة عن الإسلام نظمتها شبكة تلفزيون (ABC) الأمريكية في مدينة نيويورك، حيث شهدت انقسامًا واضحًا بين المشاركين في الرأي خلال الحديث الذي ركز بشكل أساسي حول مخاوف من وقوع هجمات، والمطالبة ببناء كنائس بالدول الإسلامية وقضايا أخرى تتعلق بأوضاع المسلمين الأمريكيين.
يأتي هذا في خضم الجدل المثار هذه الأيام حول بناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين تعرضا للتدمير في هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وفي أعقاب الدعوة التي فجرت غضب المسلمين، إثر مطالبة القس المتطرف تيري جونز لإحراق المصحف في الذكرى التاسعة للهجمات، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة، بينما وقعت ثلاث حوادث على الأقل.
بناء كنائس
وقال روبرت سبينسر الخبير في الجماعات الجهادية، إنه لا يبغض المسلمين لكنه غير راض عن عدم موافقة بعض الدول الإسلامية على بناء الكنائس فيها، وأبدى أسفه لأن بعض ما أسماهم بـ "المسلمين المعتدلين" يوافقون أيضًا على أنه يحق للزوج ضرب زوجته، ومن بينهم الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يقف وراء بناءِ مركز إسلامي بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك.
ودعا سبينسر ما دعاهم بـ "المسلمين المعتدلين" إلى مواجهة ما وصفهم بـ "المتطرفين الذين يستشهدون بالقرآن والسنة لتبرير أفعالهم"، وأضاف "هذه مسألة ينبغي على المسلمين المعتدلين والمسالمين مواجهتها، ولكُنهم دائمًا يتهربون من المسئولية وينحون باللائمة على الناس الذين يسلطون الأضواء على هذه الأشياء"، على حد قوله.
ويعاني المسلمون الأمريكيون من النظرة السلبية تجاههم فيما يتعلق بمعتقداتهم الدينية، والتضييق عليهم في أماكن عملهم، حيث يتم حرمانهم غالبًا من الصلاة، ويشكو بعضهم من تعرضهم للفصل التعسفي بسبب ديانته.
وقال القس فرانكلين جراهام إنه يتفهم رغبة المسلمين في نشر الإسلام بالولايات المتحدة غير أنه رأى أن "المشكلة الوحيدة هي أنه لا تتوفر لنا الحرية للقيام بالشيء نفسه في معظم الدول الإسلامية - فليس باستطاعتنا بناء دور عبادة للمسيحيين أو لليهود لأن ذلك ممنوع"، حسب قوله.
وتابع: "إنني أحب المسلمين ولكن لدي مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالدين، ولا سيما الشريعة ونظرتها إلى المرأة وإلى معتنقي الديانات الأخرى وسماحها باستخدام العنف"، على حد زعمه.
مزاعم خاطئة
غير أن أسامة بهلول وهو إمام مسجد في ولاية تينيسي نفى ذلك، قائلا إن "من يقول أنه لا يُسمح ببناء الكنائس في الدول الإسلامية مخطئ تمامًا، فباستطاعة أي إنسان أن يستخدم محرك البحث في شبكة الإنترنت للتحقق من هذا".
وتابع إنه "باستطاعتك الذهاب إلى الكنيسة في مصر وفي سوريا، كما أن أقدم كنيسة في العالم موجودة في الشرق الأوسط، فضلا عن أن القول بأن الإسلام يطلب من المسلمين ضرب النساء غير صحيح على الإطلاق".
واعتبرت ديزي خان زوجةَ الإمام عبد الرؤوف والمديرة التنفيذية لمؤسسة "نهضة المسلمين" أن الصورةَ التي تم رسمها للمسلمين ليست حقيقية".
وتابعت قائلا إن "هناك عربًا أمريكيين وُلدوا في هذه البلاد وخدموا وطنهم بالمحافظة على أمنِه، ولدينا في إدارةِ شرطة نيويورك وحدها ألف شرطي مسلم يحافظون على أمن المدينة".
يشار إلى أن استطلاع للرأي العام الأمريكي أظهر مؤخرًا أن 54 بالمائة من الأمريكيين يرون أن الإسلام دين مسالم، وذلك بالمقارنة مع نسبة 49 بالمائة عبرت عن نظرة "غير جيدة" تجاه الإسلام.