بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

سفير بريطانيا بمصر: تنامي دور "الإخوان" لا يدعو للخوف
مفكرة الاسلام: قلل جيمس وات، السفير البريطاني الجديد لدي مصر من المخاوف جراء تنامي دور جماعة "الإخوان المسلمين" على الساحة بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك، في ظل التوقعات بأن تحصل الجماعة على أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان القادم.
وقال وات في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين إنه التقى عددا من ممثلي منظمات المجتمع المدني في مصر، ورأى أنه لا داعي للخوف من تنامي دور "الإخوان"، لأن "الديمقراطية تعني إجماع الناس على الآراء حول مستقبل البلاد، وأن شعور المصريين باحترام آرائهم وتنفيذها يعد شيئا جيدا"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ويُنظر إلى أن "الإخوان" – التي كانت محظورة في عهد النظام السابق- باعتبارها الجماعة الأكثر تنظيمًا في مصر والمؤهلة للعب دور كبير في العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة، لكنها مع ذلك أكدت أنها لن تنافس على منصب الرئاسة وأنها ستكتفي فقط بالمنافسة على نصف مقاعد البرلمان.
وأكد السفير البريطاني أن بلاده تدعم مصر نحو التحول الديمقراطي الذي يؤدي إلى الاستقرار، وأنه لا توجد شروط لدعم مصر في هذه المرحلة الانتقالية، وأن الدعم الأهم يأتي من الشركات البريطانية الخاصة أكثر من المساعدات الرسمية والقروض.
وذكر أن شركة "بريتش بتروليم" قررت ضخ 11 مليار دولار استثمارات في أنشطتها في مصر، فضلا عن عزم عدد من الشركات البريطانية ضخ استثمارات بمليارات الدولارات التي ستؤدي إلى خلق وظائف عمل وتوفير التدريب للمصريين.
وقال إن ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا يؤيد خطة لدعم مصر اقتصاديا من خلال فتح الأسواق الأوروبية أمام الصادرات المصرية بشكل موسع، ولكن هذا سيستغرق وقتا، مشيرا إلى أن بريطانيا عرضت على مصر تقديم قروض بفائدة بسيطة، ولكن مصر رفضت العرض.
وأضاف أن المساندة البريطانية لمصر تتضمن توفير الدعم الفني في الانتخابات، فضلاً عن تمويل مشروع لمكتب استشارات إعلامية بريطانية لدعم المعايير والأسس لتغطية الانتخابات للعاملين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، معربا عن اعتقاده أن اللجنة الانتخابية في مصر تمتلك المعلومات والمعرفة الكافية عن النظام الانتخابي، وأن مصر تمتلك البنية الأساسية لإجراء انتخابات سليمة تتسم بالشفافية.
واعتبر السفير أن نشر مراقبين دوليين في الانتخابات المقبلة سيكون أمرا جيدا إذا طلبت السلطات المصرية ذلك، مشيرا إلى أن مصر عانت في السنوات الماضية من سيطرة مجموعة صغيرة على مقدرات الشعب المصري واختياراته السياسية، وأنها بحاجة إلى وقت لبناء المؤسسات الديمقراطية التي تعد عملية مستقلة متروكة للشعب المصري.
وقال وات، إن بريطانيا سعيدة بالحوار الديمقراطي الحيوي والفعال بين القوي السياسية والمرشحين في مصر، معربا عن تفاؤله بالمشهد السياسي الحالي في البلاد.
وشدد على أن حكومة بلاده تعمل بشكل مستقل عن النظام القضائي البريطاني، وأن بريطانيا تحترم العدالة وسيادة القانون، وأن لندن تتعامل مع جميع الطلبات المصرية بشكل جدي وبالسرعة المطلوبة، في إشارة إلى المطالب المتعلقة بتسليم مسئولين سابقين وأموال كان يحتفظ بها النظام السابق ببريطانيا.