بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

الشيخ رائد صلاح يطعن ضد قرار ترحيله من بريطانيا
مفكرة الاسلام: رفض الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، قرار وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي، بترحيله عن الأراضي البريطانية بعد اعتقاله فجر الأربعاء، بدعوى أنه ممنوع من دخول الأراضي البريطانية.
وقال زاهر البيراوي المتحدث باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الذي وجه إليه الدعوة للمشاركة في مؤتمر فلسطين المزمع عقده في 2 يوليو المقبل، إن الشيخ صلاح يتمتع بمعنويات عالية، مؤكدا أنه لن يقبل قرار الترحيل وسيتحداه قانونيا.
وأضاف إن الشيخ صلاح "يفضل أن يواجه القضاء لكي تكون فرصة للدفاع عن نفسه ونفي التهم الموجهة إليه، ولكي تكون أيضا فرصة أخرى ليفضح الممارسات (الإسرائيلية) بحق المواطنين الفلسطينيين".
وقد أبلغ محاميه طيب علي الذي وكله المنتدى أنه يفضل هذا الخيار على خيار الترحيل، وأنه متأكدٌ أنه سيكسب القضية لو عرضت على القضاء البريطاني "لأنه سبق أن كسب قضية مشابهة في المحاكم (الإسرائيلية)، حيث اتهم في حينه بمعاداة السامية".
واعتقل الشيخ صلاح فجر الأربعاء، وبعد مرور 3 أيام على دخوله بريطانيا، وجرى تكبيله بالقيود واقتياده إلى السجن. وهو الآن محتجز في مركز شرطة بادينجتون جرين غرب لندن، وينوي تحدي قرار ترحيله قانونيا.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الخميس عن وزيرة الداخلية البريطانية قولها في بيان إن الشيخ صلاح ممنوع من دخول الأراضي البريطانية.
وأضافت "يمكنني أن أؤكد أنه ممنوع من الدخول، وعلى الرغم من ذلك فإنه تمكن من دخول الأراضي البريطانية وهو الآن محتجز وتجري سلطات الحدود الإجراءات اللازمة لإبعاده"، وأوضحت أن "تحقيقا افتتح في كيفية دخوله".
لكن مصدرًا بوزارة الخارجية البريطانية قالت الصحيفة إنها اتصلت به رفض تحديد الأسباب التي دعت وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرار منع الشيخ صلاح من الدخول إلى الأراضي البريطانية، وإن كان لهذا القرار أي علاقة بضغوط اللوبي اليهودي الصهيوني ببريطانيا، مكتفيا بالقول إن مثل هذا القرار ليس الأول من نوعه. وحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن مثل هذا القرار اتخذ ضد جيرت فيلدرز رئيس حزب يميني متطرف في هولندا وكذلك موسيقي أمريكي.
وفي قطاع غزة، شارك عشرات الفلسطينيين الخميس في اعتصام احتجاجي، دعت له حركة "الجهاد الإسلامي" تضامنًا مع الشيخ رائد صلاح. وتجمع المتظاهرون بالقرب من المركز الثقافي البريطاني في غزة، ورددوا هتافات منددة بالسلطات البريطانية وسياستها تجاه الفلسطينيين، واتهموها بالانحياز لإسرائيل، مطالبين بالإفراج الفوري عن الشيخ صلاح ورد الاعتبار له.
ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشيونال" عن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، محمد الهندي إن بريطانيا باعتقالها الشيخ صلاح تؤكد "معيارية المزاج المختل لديها"، محذراً أنه إذا لم يتم الإفراج عن الشيخ صلاح فستتخذ حركته خطوات تصعيدية أخرى لم يكشف عن طبيعتها.
وقال "إسرائيل تستغل الظروف الدولية من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض وخصوصًا على القدس المحتلة"، مضيفًا "سنتصدى للمعركة المفتوحة التي تستهدف المسجد الأقصى الشريف".
بدوره، طالب القيادي بالحركة خضر حبيب بريطانيا بالإفراج الفوري عن الشيخ صلاح، محمًلا إياها المسؤولية عن أي مساس بحياته أو أي تأخير في الإفراج عنه.
واعتبر أن اعتقال صلاح "غير شرعي ويتنافى مع القانون، حيث إنه دخل بريطانيا من المطار بشكل شرعي وصحيح وقانوني"، مؤكدًا أن السلطات البريطانية اعتقلت صلاح "رضوخًا لقرارات اللوبي الصهيوني وإيفاء لقرارات الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
وقال إن حركته "ستتخذ خطوات أخرى وإن الاعتصام اليوم جاء كخطوة أولى ضد جريمة الاعتقال، وأن الاعتقال يأتي في إطار إفشال حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني وعلى رأسها "أسطول الحرية 2".
وكان من المقرر أن يحل الشيخ صلاح ضيفا على "فعاليات يوم فلسطين"، وأن يلتقي بعض النواب في مجلس العموم البريطاني ويلقي محاضرات ولقاءات صحفية. وقد أعلن عن برنامج المؤتمر قبل أسابيع ولم تطلب وزارة الداخلية في حينه أي توضيح في هذا الشأن من اللجنة المنظمة للمؤتمر.