3 ذو القعدة 1432
قال الله عز وجل: {
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية97]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الإسلام بني على بني على هذه الخمس، فلا يتم إسلام عبد حتى يحج ولا يستقيم بنيان إسلامه حتى يحج. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "
لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جزيه، أي كل من كان غنياً ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين"، ففريضة الحج ثابتةٌ بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وبإجماع المسلمين عليها إجماعاً قطعياً فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر، فإن الله تعالى قال بعد ذكره ايجابه على النّاس {
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية97]، ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ الإنسان الذي يستطيع الحج فلم يحج يكون كافراً مرتداً عن الإسلام. وإن كان جمهور العلماء وهو على خلاف ذلك وهو الصحيح، لكن الإنسان إذا تركه وهو مستطيعٌ فهو على خطر.
أيّها المسلمون كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه وهو يعلم أنّه من فرائض الإسلام وأركانه؟ كيف يبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة وهو ينفق المال الكثير في ما تهواه نفسه؟ كيف يوفر نفسه عن التعب في الحج وهو يرهق نفسه في التعب في أمور دنياه؟ كيف يتثاقل فريضة الحج وهو لا يجب في العمر إلاّ مرةً واحدة؟ كيف يتراخى في تأخيره وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد؟ فاتقوا الله عباد الله وأدوا ما فرض الله عليكم من الحج تعبداً لله ورضاً بحكمه وسمعاً وطاعةً لأمره إن كنتم مؤمنين، {
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36].