بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
هذا مكرهم وما تخفي صدورهم أكبر(2)
يعاني المسلمون في أوروبا من ضغوط كثيرة، ما بين رغبتهم الشديدة في الحفاظ على دينهم وهويتهم الإسلامية،وما بين حملات عنصرية تشنها الحكومات الغربية التي ترفع شعارات الحرية الزائفة.
وهكذا تظل حكومات هذه الدول مستمرة في محاربة المسلمين وتضييق الخناق عليهم من مناح كثيرة اجتماعية واقتصادية وثقافية, بل والأسوأ من ذلك حريتهم في ممارسة شعائرهم. وعلى الرغم من إقامة أكثر من 11 مليون مسلم في البلدان الأوروبية الكبرى فإن مقاومة الاعتراف بالإسلام ترجع إلى العقليات الأوروبية وعلاقة الدولة بالكنيسة أكثر منها إلى العوائق القانونية أو المؤسسية,وحجة عدم تكيف المسلمين مع عادات ومعتقدات الدول التي يعيشون فيها ومن هنا نواصل الاستمرار حلقات ذلك مكرهم وما تخفي صدورهم أكبر لفضح زيف دعاوى هؤلاء القوم.
فبنظرة على الساحة البريطانية وجدنا أنها تشهد جدلاً واسعًا بين الجمعية الإسلامية البنغالية للخدمات الاجتماعية - والتي تسعى لتنفيذ مشروع مسجد ومركز إسلامي بالقرب من أكاديمية "ساندهيرست" الملكية العسكرية - وقادة عسكريين، ووزير التعليم، وقطاع كبير من المجتمع المحلي - بعد مطالبة مجلس مدينة "سوري هيث" بإلغاء المشروع.
واستجابة للضغوط المحلية قرر المجلس المحلي إعادة النظر في المشروع، بالرغم من موافقة لجنة التخطيط العام الماضي على إنشاء المسجد بدلاً من مدرسة "فيكتوريا".وقد قام مجموعة من المعترضين على بناء المسجد والدفاع عن المدرسة بكتابة عريضة لرفض المشروع والاستعانة بمجموعة من المحامين لمباشرة تحقيقات المجلس المحلي
هذا وفي خبر آخرأفادت مصادر صحافية بريطانية بأن مسؤولين بوزارة الدفاع يعرقلون خططًا لبناء مسجد عملاق؛لأن مأذنتيه ستطلان على على أكبر أكاديمية عسكرية في البلاد.وذكرت صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" أن هؤلاء المسؤولين يدّعون بأن المسجد الجديد يشكّل تهديدًا أمنيًا على ضباط الجيش في أكاديمية "ساندهيرست" الشهيرة حول العالم، لأن مأذنتيه اللتين ستبنيان على ارتفاع يصل إلى 100 قدم تطلان على ساحة عرض الأكاديمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار أفراد العائلة المالكة، بمن فيهم الملكة اليزابيث الثانية، من الزوار المنتظمين لأكاديمية
"ساندهيرست" التي تخرج فيها ولي العهد الأمير تشارلز وولده الأميران وليام وهاري.

وأضافت أن نايجل فراج، النائب المحلي في البرلمان الأوروبي، اعتبر أن بناء مسجد قرب "ساندهيرست" يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا.ووافقت السلطات المحلية على بناء المسجد، فيما ينتظر تصديق الجهات المعنية، غير أن ضباط بارزون في الجيش قاموا برفع عريضة احتجاج رسمية تحمل تواقيع 7000 شخص من السكان المحليين تعارض بناء المسجد.

وفي سياق متصل، أكد ناطق باسم وزارة الدفاع أن الأكاديمية العسكرية رفعت اعتراضًا رسميًا على بناء المسجد لأسباب أمنية.وعلى صعيدٍ آخر، حذر خبراء أمنيين "من احتمال أن يتحول المسجد إلى مصدر جذب للمسلمين "المتطرفين""، على حد زعمهم.
وقال مصدر أمني: "لدينا بعض المخاوف، وقمنا بالتحقق من صلات المسجد مع المساجد "الراديكالية" المعروفة في مناطق أخرى وبعض المواقع على الانترنت، وطلب الفرع الخاص في الشرطة من البلدية المحلية اطلاعه على خطط مشروع المسجد المقترح".

وفي وقتٍ سابق قالت صحيفة إندبندنت البريطانية: "إن شكاوى المسلمين المقدمة للحكومة البريطانية بسبب ابتزاز وتجسس الاستخبارات وهيئات بريطانية أخرى زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وتشمل بعض الدعاوى التي وجه إليها انتباه محكمة سلطات التحقيق مزاعم بمضايقات من الضباط العاملين في دائرة الاستخبارات ومزاعم أخرى تتعلق بإساءات في استخدام المراقبة من قبل السلطات المحلية.
وتقدم بعدد من الشكاوى شباب مسلمون يعيشون في لندن يؤكدون فيها تعرضهم للمضايقة والابتزاز من قبل الاستخبارات للتجسس على الجالية المسلمة في بريطانيا.
ومن أساليب المضايقة التي اتبعت، بحسب أقوال ثلاثة من الشباب، أنهم احتجزوا في مطارات أجنبية بأوامر من الاستخبارات بعد مغادرة بريطانيا في إجازات عائلية عام 2008 تتوعدهم وتهددهم.. ويؤكدون أن ضباط الاستخبارات استجوبوهم واتهموهم زورًا بارتباطات بالتطرف الإسلامي وقالوا لهم: إنهم سيرفعون القيود عن سفرهم وخطر اعتقالهم في مقابل تعاونهم. وعندما رفض الشباب التجسس على ذويهم تلقى بعضهم مكالمات هاتفية
ومن أنفسهم شاهد عليهم حيث قامت شرطة المواصلات البريطانية بمطاردة وتعقب مجموعة من عناصر اتحاد الدفاع الإنجليزي اليميني المتطرف؛ لقيامهم بإثارة الذعر بأحد القطارات أثناء التوجه لمدينة "روشديل" للمشاركة في إحدى مظاهرات الحزب ضد الإسلام.
وقد أكد "جيسون ريدج واي" - أحد ضباط الشرطة - أن المجموعة المتطرفة ظلت تردد عبارات عنصرية مسيئة، وقامت بأعمال غير لائقة؛ مما أثار الذعر والخوف بين الركاب، وكذلك فقد أكد على رفضه لممارسة كافة أشكال العنصرية والإسلاموفوبيا بقطاعات المواصلات التابعة له.
وإذا انتقلنا إلى الدنمارك نجد أنه قد وقعت فيها إهانة لبعض مقابر المسلمين، وقد أحزنت جميع مسلمي الدولة، وكذلك الأتراك المسلمين المقيمين هناك.فالجزء المخصص للمسلمين في مقابر "فيستر كيكرجارد" الواقعة في حي "فالبي" بالعاصمة "كوبنهاجن" مُعَرَّض لخطر الإزالة؛ مما كان سببًا في إثارة ردود أفعال المواطنين الأتراك.حيث أوضح المواطنون الأتراك أن الجرارات تتجول فوق شواهد القبور التابعة لهم، كما صرحوا بأن العاملين يتصرفون دون احترام للمتوفيين المسلمين.
أما موظفو المقابر فقد صرحوا لوكالة أنباء "دوغان" التركية بأنه قد حدث انهيار للتربة في بعض الأماكن بفعل سقوط الثلوج الغزيرة خلال الشتاء الماضي؛ أي إنه حدث تغيير في مستوى السطح، ولكي نسوي سطح التربة وضعنا التراب فوق المقابر الموجودة، ونحن نستخدم الجرارات من أجل توزيع التراب بارتفاع موحد، وخلال الصيف القادم سينمو العشب وتصير الأرض خضراء من جديد، وسوف نضع شواهد القبور التي غمرت تحت التراب في أماكنها طبقًا للخطة الإلكترونية الموجودة بحوزتنا.
وفي استجابة لمناشدة الاتحاد الأوروبي أعضاءه لاتخاذ خطوات فعالة تجاه الأصولية الإسلامية - طالبت دراسة بلجيكية حديثة بالتصدي للإسلام الأصولي, ورجوع الشباب المسلم لمبادئه, من خلال دور المعلمين والعاملين في حقلي التعليم والرياضة.وقد طالب "أنيمي ترتلبوم" وزير الداخلية المعلمين العاملين بين صفوف الشباب بالانتباه لهذا التطور في الانتماء الديني, مطالبًا المعلمين بسرعة التكلم مع من ظهرت منه بوادر الانتماء الأصولي من تغيير في السلوك والمظهر والأفكار,ثم إخبار الجهات الأمنية بذلك.
وقد زعمت الدراسة - بجهل - أن الانتماء الأصولي نابعٌ من الشعور بالتمييز والفقر والإحباط والبطالة, في استبعاد لكون التدين والالتزام هما دافعا التمسك بالإسلام الأصولي.وأكد "هيرمن كين" مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة بـ"الولايات المتحدة" في تصريحاته لشبكة "كرستيانتي توداي" - أنه بما لديه من معلومات بسيطة حول المسلمين يرى أنهم يسعون لإدخال غيرهم في الإسلام أو قتلهم.
وعندما وجهّت له شبكة "ثينك بروجرس" سؤالاً حول الاستعانة بالمسلمين في المناصب الحكومية كمجلس الوزراء أو القضاء قال: "لا لن أفعل". مشيرًا إلى أن هناك سعيًا حثيثًا لتسهيل إدخال العقيدة والشريعة الإسلامية إلى النظم الحكومية، حذرًا مما فُعل في أوروبا.
أما روسيا في فلم يستطع الحقد الشيوعي الملحد إخفاء مشاعره تجاه الإسلام و المسلمين فقد قضت المحكمة العليا الأسبوع الماضي بتجميد نشاط المركز الإسلامي التابع لمجلس الإفتاء في "روسيا".
وترجع وقائع القضية - كما يقول مؤسس المركز الشيخ "عبدالواحد نيازوف" - إلى رغبة "الكرملين" في السيطرة على الإسلام وتحجيمه؛ حيث إن المحكمة سبق وأصدرت قرارًا بإغلاق المركز بُناءً على مخالفات إدارية ومالية، ثم أقرت المحكمة العليا القرار السابق في 25 مايو الماضي، ولكن الدوافع سياسية أكثر منها إدارية أو مالية.يستطرد الشيخ "عبدالواحد نيازوف" موضحًا أن المركز كان يعقد العديد من اللقاءات والندوات والمعارض، وكان يعد المتنفس الحقيقي للمسلمين؛ حيث إن القائمين على الإفتاء في البلاد ما هم سوى "ألعوبة" في يد السلطات الروسية؛ ولذلك استقبلوا قرار الإغلاق بسعادة.
ويذكر الصحفي "ألكسندر سولداتوف" المتخصص في الشؤون الدينية أن السلطات خافت من بزوغ نجم المركز عقب قيامه بأداء صلاة عيد الأضحى الماضي في ساحة المسجد وليس في داخله؛ فعمدت السلطات إلى تحجيم دور المركز لصالح مجلس الإفتاء الموالي لها.
وأخيراً ليس لدي من تعليق بعدما سبق ذكره أترككم في رعاية الله وإلى اللقاء قريباً إن شاء الله.