الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر 113
حفظ البيانات؟
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» محل للبيع بدمياط الجديدة يصلح جميع الانشطة وبسعر تجاري مميز
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:08 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل للبيع بدمياط الجديدة 180م بالحي الرابع بسعر ممتاز
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:07 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة المجاورة 13 امتلك بأفضل مجاورة بالحي الثالث
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:02 pm من طرف المدينة المنورة

» بدمياط الجديدة شقة للبيع 140م ممتازة جدا جدا بسعر مغري جدا بالمجاورة 15
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:58 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل بيع في دمياط الجديدة بالمجاورة 25 بسعر تجاري جدا 189م ممتاز
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:56 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة بسعر جيد امتلك في دمياط الجديدة
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:53 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل 135م لوكس للبيع بدمياط الجديدة علي شارع رئيسي
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:50 pm من طرف المدينة المنورة

» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2016 4:58 pm من طرف نورالهدايا

» دورة برنامج المنظومة المتكاملة للتخطيط الإستراتيجى وتطوير تقييم الأداء الإداري(بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 6:17 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإستراتيجيات الحديثة في إدارة نظم مواجهة الكوارث والحرائق(بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2015 5:25 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التخطيـط والمتـابعـة الإداريــة مــن منظـور استـراتيجــي (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 5:11 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة المجالس التأديبية والتحقيق مع الموظفين في المؤسسات الحكومية(بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:09 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة توظيف العلاقات العامة لدعم العمليات الإدارية ، وأسس العلاقات العامة الالكترونية ( بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2015 12:39 am من طرف هبه الشاذلي

» من ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 6:25 am من طرف حلم مطر

» دورة أساليب إدارة العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 7:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التوجهات المعاصرة فى إدارة وتنفيذ أنشطة المشتريات والمخازن واللوجستيات والخدمات اللوجستية
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2015 11:24 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إدارة الاتصال الفعَّال والابتكاري للسكرتارية التنفيذية ومدراء المكاتب والمساعد الإداري
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 10:01 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المخاطر المالية فى القطاع النفطى (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2015 4:07 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج البريمافيرا الحل المتكامل لإدارة المشروعات (بروتيك )
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 11:13 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إستراتيجية السوق الازرق " اكتسح السوق واترك المنافسين خارج الملعب "
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 7:33 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التميز فى المشتريات , العطاءات , إختيار الموردين والتفاوض الشرائى
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 24, 2015 2:05 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج الإبداع الإداري في التنظيم والتخطيط والتنسيق (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 5:20 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإدارة الإستراتيجية للبرامج التسويقية (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2015 5:21 pm من طرف هبه الشاذلي

» جهاز تريا الأمريكى لإزالة الشعر بالليزر Tria laser X4
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 4:34 pm من طرف hur eyn225

» دورة إدارة المطالبات والمنازعات فى مشروعات التشييد (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 3:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التسويات الجردية والأخطاء المحاسبية ومعالجتها ( بروتيك )
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:49 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المستودعات والمشتريات وخفض الكلفة ومعالجة المخزون الراكد
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:27 pm من طرف هبه الشاذلي

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 3:37 pm من طرف حلم مطر

» دورة إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية والبشرية على ضوء وصف وتوصيف وتحليل وظائف المنظمة
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 6:40 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة تقييم التأثيرات البيئية للمشروعات والأنشطة التنموية (بروتيك)
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2015 6:41 pm من طرف هبه الشاذلي


شاطر|

الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
مصطفانى
أقلام عَطِرة
أقلام عَطِرة
مصطفانى
ذكر
التسجيل : 09/12/2010
المشاركات : 11311
النشاط : 34215
تقييم الأعضاء : 115
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر 08122910
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Wesam310




الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Empty
مُساهمةموضوع: الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2011 10:12 pm
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر 210
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر

حين يطرح المسلم المفهوم الإسلاميّ الخالص ل لهويّة والانتماء، تثور دعوى عريضة من قبل العلمانيّين مفادها أنّ التفرقة بين الناس والانتماء إليهم على أساس الدين هو "طائفيّة" مذمومة؛ لأنّها لا تعمل حساب "الآخر" في الوطن الواحد، ولأنّها تفرّق بين أبناء الوطن الواحد وتجعل منهم طوائف متناحرة كلٌّ يعمل لمصلحته فتضيع بذلك الوحدة الوطنية!
ومع أنّ هذا الكلام لا يضير المسلم ما دام مستمسكا بمقتضيات عقيدته الواضحة الحاسمة، فإنّنا نريد إزالة الغبش الذي تحدثه هذه الدعوى في نفوس بعض "المنهزمين" من أبناء المسلمين؛ حيث تؤثّر فيهم هذه الدعوى والاتهام بالطائفية سلبيّا فيسارعون إلى الالتئام مع "الآخر"[1] في وحدة وطنيّة يكون محور الانتماء والاستقطاب فيها هو "الوطن" الواحد!
وفي حوار أجراه الأستاذ الداعية خبّاب بن مروان الحمد مع المفكّر الإسلامي الأستاذ إبراهيم العسعس فقد أجاب على السؤال:
ـ "كثر المنادون بالوحدة الوطنية؛ بغض النظر عن الاختلافات العقدية، ويرى بعض المفكرين بأنّ هذا لا يخدم مبدأ الوحدة الإسلامية، بل إنه يحقق شيئاً من مراد الأعداء في رغبتهم في قلب المعركة بينهم وبين المسلمين إلى الوحدة الوطنية والقومية لإبعاد الروح الإسلامية؟
ج: أمَّا أن ينادي المنادون بالوحدة الوطنية فهذا شأنهم، وأمَّا أن تكون مقاصدُهم من وراء هذه الدعوة التخريب والاختراق فهم وما يريدون! لكنَّ الشأن كل الشأن في كيفية تعامل المسلمين مع هذه الدعوة، ومدى وعيهم على مقاصدها، وحنكتهم في استيعابها وهضمها وإدارتها من خلال ما يريدون، لا من خلال خطة الآخر! وبهذا يضمن المسلمون سلامة النتائج أياً كانت المقاصد. هذا الذي ينبغي أن يكون، ولكن ـ وللأسف ـ الكائن من أكثر المسلمين العاملين، وبعضهم له اتجاهات كبيرة لها وزنها، أنهم يتبعون كل ناعق ينادي بمثل هذه الدعوات. والحقيقة أنني وإن كنت لا أتهم النوايا في كثير من الأحيان، إلا أنني أقول: إن حسن القصد في مثل هذه القضايا المصيرية لا تنفع صاحبها، وقد قيل قديما:إن جهنم مليئة بأصحاب النوايا الحسنة.
إنّ أخطر ما في هذه الدعوات أنها تُميِّعُ الطرح الإسلامي، وتُربك الدعاةَ فضلاً عن الأتباع والجماهير. وهي دليل على سذاجة من يتجاوب معها دون وعي، وحسن إدارة. وهي دليل على أننا نجهل أو نتجاهل وجود صراع فكري حامي الوطيس، وأننا نجهل أساليب الآخرين بإدارة هذا الصراع! وهي قبل كل شيء دليل على عدم وضوح ونضوج عالم الأفكار عندنا، ومن كان كذلك فهو سهل الانقياد، ساذج الوعي، ضعيف أمام الصنمية أياً كان شكلها، ولا عجب فإنه: "إذا غابت الفكرةُ ظهرَ الصنم"!
وأعجب ما في الأمر أنّ الداعين الآن للوحدة الوطنية عندما كانت الجولة لهم، لم يكن المسلم يجرؤ على التصريح بمبادئه وكانوا يرفضون مجرد التعامل مع المسلمين، بل كانوا يحتقرونهم! ثم دار الزمان دورته فصارت الجولة للمسلمين، فإذا القوم يدعون للوحدة الوطنية، وإذا بعض المسلمين يقولون: لبيكم وسعديكم! والآن ترى في أكثر من بلد إسلامي، يشتغل بعضُ المسلمين رافعاتٍ للعلمانيين، ودعاة الوحدة الوطنية بعد أن كسدت بضاعتهم، وانفضَّ سوقهم! والسبب الذي يدفع كثيرا من المسلمين إلى التجاوب إضافة لما ذكرته؛ الرغبة في كسب القلوب، واثبات أن المسلمين متنورون! وأحيانا يكون ضغط الواقع دافعا قويا حيث يخاف المسلمون من اتهامهم بأنهم ضد الوطن والوطنية! ثم هناك الحذر من الاتهام بأنهم أسرى التفسير البوليسي للأحداث! وهناك الاستعجال في تحقيق شيء ما في ظل النكسات التي يمر بها العمل الإسلامي فيندفع المسلم لقطف أي عرض حتى يشعر نفسه بتحقيق أي مكسب.
إنّ أهم نتائج هذا التجاوب توقف الدعوة إلى الله، وتجميد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالذي يريد الدخول في هذه اللعبة عليه أن يثبت استيعابه للآخرين، وبهذا يفقد حقه في الدعوة، لأنه لا يملك حق تخطيئ الآخرين! وبهذا يصبح الفكر الإسلامي فكرا من الأفكار الموجودة على الساحة، لا حق أكثر مما تمنحه إياه قواعد اللعبة التي وافق على دخولها.
وقبل أن أنهي أحبّ أن أنبه على أمر مهم، وهو أننا لسنا ضد التعامل مع الآخرين الذين يشاركوننا الوطن، والأرض، ولكن تحت أحكام الشريعة، ودون التنازل عن الثوابت والأسس. إننا لسنا مسؤولين عن هداية الناس على حساب الثوابت، ولكننا سنسأل عن اتباعنا لشريعة الله، وقد قال الله عز وجل لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما واجه مثل هذه العروض والضغوطات:"واتبع ما يوحى إليك، واصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين". يعني لا تتنازل عن شيء رغبة منك بهداية الناس، وتجاوبا منك مع عروض الجاهلية كي لا تتهم بالجمود؛ بل اتبع الوحي، واصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً"[2].
فالقضيّة أن الكثير من التوجّهات الإسلامية وقعت تحت ضغط الواقع وفرّطت بجوانب هامة من الهويّة الإسلامية، مع أن التعاون مع التيارات الأخرى المسالمة في المجتمع لتحصيل حقوق معيّنة لا يستوجب أن نكون معها في "وحدة وطنية" تهمّش الهويّة الإسلامية كما يحدث في الواقع، بل التعاون ممكن بالضوابط الشرعية ودون الانخراط في وحدة على أساس الانتماء الوطني!
ولتبيان حقيقة شبهة "الطائفية" و"الإقصاء" التي تثور في الأوساط العلمانيّة تجاه من ارتضى له هويّة إسلامية واحدة، وانتماءً إسلاميّا خالصًا غير مشوب بالنّعرات الجاهليّة الوطنيّة والقوميّة، لتبيان حقيقة هذه الشبهة وتهافتها أنقل بتصرّف يسير مقالاً لي كنت قد كتبته في الردّ على هذه الشبهة، بعنوان "الطائفيون قادمون - الجزء الثاني"[3]:
"يستنكر العلمانيون أن يكون خطاب المسلمين اليوم على أساس الإسلام، أو أن يقوم المسلمون بإنشاء جمعيات وكتل وتنظيمات ومؤسسات"إسلامية"، ويصفون ذلك بأنه تنظيم للشريحة العربية في الداخل الفلسطيني على أساس الطائفية، وأنه قاصر على"المسلمين" فحسب، ويُقصي غير المسلمين من خطاب هذه الجمعيات والتنظيمات والمؤسسات، بينما الأصل هو توجيه الخطاب للشريحة العربية كلّها، من باب الحفاظ على وحدة الصفّ (الوحدة الوطنية)، والذي يجمعنا هو أننا جميعنا"عرب"، وليس جميعنا"مسلمين".. هكذا يقولون!
· خطابنا للجميع.. وليس للمسلمين فحسب!
والواقع أنّه بإمكان أي إنسان مهما كانت عقيدته الاستماع إلى الخطاب الإسلامي، فإذا قبِله فإنه سوف يتّخذه منهجًا له في الحياة بطبيعة الحال. وهنا يفغر الكثير من الناس أفواههم متعجّبين من أن ندعو الناس من غير المسلمين إلى اتخاذ الإسلام عقيدة لهم ومنهجا في الحياة! ولا أدري ما المشكلة في ذلك ما دامت الدعوة لا تجبر أحدا على اعتناق الإسلام من باب"لا إكراه في الدين"؟ ولماذا يُتقبّلُ من العلمانيين دون استغراب أن يدعوا إلى مجتمع"علماني"وإلى مبدئهم العلمانيّ، ويعتبرُ ذلك حرية في التعبير عن الرأي، وحرية في طرح الأفكار على الناس؟! فإذا كان أصحاب الدعوة الإسلامية هم الذين يمارسون هذه الحريات فإنهم يصبحون"طائفيّين" و"إقصائيّين"! مع أنّ الإسلام خطّ أصيل في حضارة هذه الشعوب وهذه المنطقة، ومع أنّ العلمانية رافد دخيل نشأ أصلا في ظروف مغايرة لظروف الأمة بجمع طوائفها، ومع أنّ الأصل أن نستهجن الدعوة إلى القيم العلمانية وتبنيها في مجتمعاتنا وليس العكس! ولكن ماذا نقول إن كانت هذه هي طبيعة العلمانيين"الإقصائية" والمموّهة للحقائق؟!
إنّ كلّ إنسان مخاطب في هذه الدعوة الإسلامية، فإن لم يستجب للدعوة فإن أصحاب الدعوة لن يجبروه على شيء، ولن يتعاملوا معه بسلوك"الإقصاء"، إنما سيكون أحد مكوّنات المجتمع الموجودة واقعًا، وسيكون التعامل معه- إن كان مسالما- تعامل البرّ والقسط والرحمة وكما تدلّ النصوص الشرعيّة الحاسمة، بل وإنّ التعاون متاح في المشتركات دون تنازل الدعوة عن ضوابطها الإسلامية. فلنا أن نتساءل مرة أخرى: من أين التصقت شبهة "الطائفيّة" و"الإقصاء" في حسّ بعض المستغفلين؟ إنّه أحد أمرين: إمّا كيد العلمانيين من أعداء الإسلام، وإمّا جهل المستغفلين بدعوة أولئك العلمانيّين وشبهاتهم!
· العلمانيون طائفيون!
تساءلنا سابقًا: لماذا لا يُتّهم العلمانيون والليبراليون بتهمة"الطائفية" و"الإقصاء" مع أنهم يدعون إلى رؤية في الحياة وقضاياها ومنهج ينبثق عن هذه الرؤية كما يدعوا المسلمون؟
إنّنا- مع الأسف- صِرنا إلى حال من الضعف والهزيمة النفسية بحيث أصبح الداعي إلى هذا المنهج المدمّر الدخيل على الأمة منزّها عن تلك الصفات مع أنها أصيلة فيه، وأصبحنا نحن أصحاب الدعوة الإسلامية ندافع باستحياء عن دعوتنا أمام من يصمها بتلك التهم! فلننظر بعين الواقع والموضوعية الآن ولنتساءل: من هو الطائفي؟ ومن هو الإقصائي؟
نحن نواجه الناس-جميع الناس- بخطاب إسلامي أصيل، يتوّجه إلى كيان الإنسان-كلّ إنسان- "الاختياري" (أفكاره وأعماله)، ولا تستثني أحدا من الناس أو نُقصيه عن دعوتنا، بينما أصحاب الاتجاه العلماني ذي الهوية"القومية" يتوجّهون في خطابهم إلى كيان الإنسان"الجبري" (قوميته التي لم يخترها ووطنه الذي نشأ به ولم يختره)، ومن هنا فإنهم يستثنون من خطابهم أيّة قومية أخرى، حتى لو كانت أصيلة في هذه البلاد، فماذا عن"الشركس" المسلمين الذين يقطنون في الشمال الفلسطيني في قريتي"كفر كما" و"الريحانية" قبل الوجود اليهودي بفترة طويلة؟ أين هم من هذا الخطاب العلماني ذي الهوية القومية العربية؟!
وحين يجعل أولئك العلمانيون القضية الفلسطينية قضية"فلسطينية" بحتة، أو قضية"عربية" بحتة على أبعد تقدير، فإنهم يستثنون و"يُقصون" ربع سكان العالم المسلمين من وجودهم كخطّ أصيل فيها! مع أنّ قضية فلسطين بالنسبة إلى هؤلاء على درجة رفيعة جدّا من الأهمية، واختزال القضية في البعد الفلسطيني أو العربي فيه إقصاء لربع سكان العالم، وقبولهم كمتعاطفين أو مساهمين فحسب في دعم القضية هو مساواة لهم مع غيرهم من شعوب العالم، مع أنّ القضية ينبغي أن تكون في حسّهم أكبر مما هي في حسّ العربي أو الفلسطيني من غير المسلمين، لأنها متعلّقة بأهمّ ما لديهم في الحياة؛ متعلّقة بإسلامهم الذي هو أهمّ من أوطانهم وأقوامهم وعائلاتهم ومصالحهم الأرضية كلّها! فما هو مكان هؤلاء من الخطاب العلماني القومي؟!
تلك هي حقيقة التوجّه العلماني القومي إذن؛ أنّه خطّ"عنصري" و"إقصائي" بدلالة الحقائق الموضوعية لا بمجرد الشبهات البعيدة عن حقيقة الواقع!
وبعد..
وبعدُ، فإنّ هؤلاء العلمانيين يقولون: "ليس كل الناس من الشريحة العربية يؤمنون بما يؤمن به المسلمون، فعلينا ألا نواجههم بالخطاب الإسلامي"! وهي قولةٌ بيّنا تهافتها، ومع ذلك نقول أيضا: ليس كل الناس من الشريحة العربية يؤمنون بما تؤمنون به أيها العلمانيون، فبناء على منطقكم المغالط ينبغي ألا نوجّه لهم الخطاب العلماني أو الليبرالي أو القومي؛ لأنّ منهم فئة لا بأس بها ترفض العلمانية والليبرالية والقومية!
والمفترض أنّ طرح الأفكار دون محاولة فرض اعتناقها على الناس هو أمر لا شائبة فيه في فكر هؤلاء العلمانيّين، ولكنّهم مع ذلك يرفضون الخطاب الإسلامي لأنهم يعرفون في دخيلة أنفسهم أنّ الخطاب الإسلامي يملك رصيدًا"تاريخيّا" ضخمًا؛ إذ هو خطّ أصيل في هذه الأمة، وهم لا يملكون عشر هذا الرصيد! ويملك رصيدًا"فطريّا" في الكيان الإنساني؛ لأنّه من عند الله والإنسان من خلق الله، وهم لا يملكون هذا الرصيد، فأفكارهم كلها مستقاةٌ من العقل البشري في ظروف شروده عن الوحي الرباني لملابسات تاريخية نكدة يصعب حصرها في هذا المقام[4].
إنّ الذين يظنّون أنّ الإسلام مكوّن وراثيّ في هذه الأمة لا خيار فيه للإنسان واهمون! إنما الإسلام منهج رباني جاء من عند الله، وحملت نصوصه المحكمة أدلّة ثبوته العلمية القطعية[5]، وهو يوجّه خطابه إلى كلّ إنسان؛ إذ إنّ الغاية منه تعبيد الخلق لربهم وخالقهم، والله خلق جميع البشر ولم يخلق المسلمين فحسب!
وإنّ إحدى خصائص هذا الخطاب التي ينبغي للمسلمين أن يبادروا إلى إظهارها والافتخار بها هي أنّه متوجّه إلى الكيان"الاختياري" للإنسان؛ لأنه منهج مبنيٌّ على المبادئ، وكلّ إنسان مدعوٌّ إلى اتخاذ هذه المبادئ عقيدة ومنهج حياة. بينما الخطاب القومي يفتقر إلى هذه المبدئية التي يدعو إليها الإسلام. ومن طبيعة هذه الخصيصة في الخطاب الإسلامي تنبثق طبيعة أخرى، وهي طبيعة الانتماء إلى الناس.
فالمسلم لا ينتمي إلى العربي الفلسطيني لمجرد أنه"عربي" و"فلسطيني" حتى لو ارتدّ عن دين الله! والمسلم لا ينتمي إلى من حادّ الله ورسوله لمجرد أنه"عربي" و"فلسطيني"، والمسلم لا ينتمي إلى من ناصر قوى الجاهلية لمجرد أنه"عربي" و"فلسطيني"، إنما يدرك المسلم تمام الإدراك معنى قول الله تعالى: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين"(التوبة: 24).
ومن طبيعة هذا الإدراك تكون طبيعة الخطاب والدعوة، وتكون طبيعة الانتماء[6]!
****
بقي لنا أن نبيّن بالأدلّة القاطعة أنّ الإسلام ليس مجرّد موروث يرثه المسلمون عن آبائهم دون اختيار! فللعلمانيّين دعوى عريضة في ذلك حيث يعتبرون "الإسلام" أمرًا وراثيّا جبريّا لم يكن للمسلم خيار فيه، وبناء على ذلك ليس لنا أن نفرّق بين الناس على أساس أديانهم، وإلا كانت هذه التفرقة "طائفيّة" مذمومة!
وسأنقل فقرات أخرى من مقال لي بعنوان "الإسلام موقف"[7] "بتصرّف"؛ لأبيّن تهافت هذه الدعوى التي يتبجّح بها العلمانيّون:
"العلمانيون من جهة، والجهلة من أبناء المسلمين من جهة أخرى، يتفقون على مغالطة كبيرة تمسّ أصلا من أصول الدين، ينبغي لكل مسلم أن يكون واعيا لها، عالما بالمفهوم الصحيح لموضوعها، مدركا لمقتضى ضبطه على الوجه الصحيح، وللآثار السيئة الناتجة عن تحريفه من قِبل أولئك العلمانيين أو جهلة المسلمين على السواء.
هذه المغالطة هي قولهم بأنّ الدين- كلّ دين- هو أمر وراثي، لا يختاره المرء، لأنه يولد على دين أبويه جبرا لا اختيارا. ويكفي في الردّ على هذا القول التذكيرُ بأنّ هناك ما يقارب خمسة آلاف بريطاني يدخلون في الإسلام- طواعية واختيارا- كلّ عام! وقد ولدوا إما على النصرانية أو على الإلحاد! فالأمر إذن ليس وراثيّا، وليس جبريا كما يدّعون.
بيدَ أنّي أحببتُ في مقالي هذا أن أبيّن أمرا ربّما غاب- للأسف- عن أذهان الكثيرين ممّن ولدوا بأسماء إسلامية ولأبوين مسلمين؛ وهو أنّ الإسلام قضية اختيارية؛ فهو إلى جانب كونه"دين الفطرة" لا يجوز الإيمان به دون علم وبرهان، حتى لو كان أبسط البراهين كما عند البسطاء من بدو البادية، فكلّ وفق مستواه الفكري، ولكنّ الشرط أن يكون اعتناقه للإسلام مبنيّا على برهان علمي وقناعة ولو كانت دلائلها يسيرة ممّا يدرك الإنسان بحواسّه من ظواهر الكون والحياة والإنسان، لا بمجرّد التقليد للآباء أو الهوى والظن، وحشدٌ هائل من آيات كتاب الله العزيز يقرّ هذه الحقيقة المطلقة، فلنا أن نحيا مع معاني كتاب الله، فقد أنزله الله ليكون هاديا لنا، لا مجرّد ترتيل يُتلى، أو تعويذة توضع في العربات والبيوت!:
يقول تعالى في ذمّ من اتّبع المألوف والموروث والظنّ دون تمحيص العقل والعلم:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ" (البقرة: 170).
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" (لقمان: 21).
"وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ" (الأنعام: 116).
"إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى" (النجم: 23)
"وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (النجم: 28).
فإذا كان الله- سبحانه- يذمّ الكفار على اتباعهم لدينهم بمجرد التقليد لما ورثوه وألفوه من الآباء، وينسب اتباعهم هذا إلى"الجهل" (لا يعقلون) و"الضلال" (لا يهتدون، يضلّوك عن سبيل الله) و"الظنّ" و"الخرص" و"الهوى"، فهل يمكن أن يكون دينه المنزل دون براهين علمية وموضوعية ينفي بها الجهل والهوى والظنّ والخرص والضلال عن أن تنسب إليه؟! وهل يمكن بعد هذا البيان أن نقول: إننا مسلمون لأنّنا ولدنا مسلمين فحسب؟! وبأنّ الدين أمر"وراثي"، والإيمان"لا يوجد دليل علمي عليه"! هل يُعقل هذا في دين الله؟! كلاّ والله! بل نزيد في البيان، ونستفيض في البلاغ، حتى يستقرّ الحق في تلك النفوس:
يصف الله سبحانه وتعالى دينه بالـ"علم"، ويذمّ اتباع الهوى دون علم:
"وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" (البقرة: 120).
ويذمّ- سبحانه- الذين يجادلون بدون دليل علمي:
"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير" (الحج: 8).
ويحرّم البتّ في أمر دون علم به:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم، إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا" (الإسراء: 36).
ويطالب الكفارَ - أصحابَ المعتقدات الفاسدة- أن يأتوه بعلم أو برهان على ما يقولون:
"نبئوني بعلم إن كنتم صادقين" (الأنعام: 143).
"قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا" (الأنعام: 148).
"أإله مع الله؟ قل هاتو برهانكم إن كنتم صادقين" (النمل: 64).
ويذمّ- سبحانه- اتباع الظنّ والأهواء والخرص دون دليل علمي:
"ما لهم به من علم إلا اتباع الظنّ" (النساء: 157).
"بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم" (الروم: 29).
"ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون" (الزخرف: 20).
"وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنّون" (الجاثية: 24).
· كاتب فلسطيني.

المصدر: المرصد الاسلامي لمقاومة التنصير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

https://i.servimg.com/u/f61/12/61/25/01/210.png


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر , الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر , الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر ,الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر ,الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر , الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ الهوية الإسلامية والطائفيّة / شريف محمد جابر ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عطر الإسلام :: 
المنتديات الإسلامية
 :: الشريعة الإسلامية
-
انتقل الى:
شبكة عطر الإسلام...معاً إلى الجنة



جميع الحقوق محفوظة لــــ شبكة عطر الإسلام ©
جميع الآراء فى المنتدى تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط
Powered by phpBB © Copyright ©2008 - 2015