بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

هل افتعلت إيران أزمة الفيلم المسيء؟ / محمد داود


بدا المشهد غريبا بعض الشيء، الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عرض قبل أشهر، ولم يعرف بعرضه أحد بل إنه عرض في دار للسينما اسبوعا ثم أعيد لأصحابه، بسبب رداءته الفنية.

لكن مجهولين قاموابتلخيص الفيلم ووضع مقاطع منه على اليوتيوب.
وخلافا لكل المرات السابقة لم تنفجر الاحتجاجات في بنغلاديش وباكستان والهند بل في مصر وتونس وليبيا ثم ا لسودان، ولم يكتف ال
محتجون بالهتافات وحرق الأعلام كما جرت العادة بل اقتحموا سفارات وقنصليات أمريكية وأحرقوا وقتلوا.
تبرأ الجميع حكومات وقوى سياسية مما جرى لكن قوة الدفع استمرت أياما.
فلما هدأت خرج الأمين العام لحزب الله الذي يواجهه حزبه وحلفائه حربا مصيرية في سوريا ليعلن أن عرض الفيلم سيكون له تداعيات خطيرة جداجداجدا، خرج نصر الله لأول مرة على الملأ بعيدا عن الشاشة التي اعتاد أن يطل على الجماهير منها بسبب ملاحقة العدو الصهيوني له، خرج ليتحدث بلهجة حماسية جدا عن الفيلم ويهدد.
لم تشهد إيران الجمهورية الإسلامية التي يقودها رجال دين مظاهرات عنيفة ولم يشتبك المتظاهرون مع شرطة ولم يقتل أحد.
وجدها الديمقراطيات العربية الناشئة تعرضت للتحدي.
اليوم وقد انجلآ الغبار وبدا المشهد أكثر وضوحا تعرضت الديمقراطيات العربية لتحد وحرج أمام قوى خارجية تحاول أن تطمئن مخاوفها إزاء التحولات التي تشهدها دول عربية، وأمام جماهيرها الغاضبة المستفزة فهي لا تستطيع أن تجاريها في مستويات الاحتجاج ولا أن تترك السفارات نهبا لغضب شبان تبرأ الجميع من سلوكهم، وهي في الوقت ذاته لا تستطيع أن تتنكر لمرجعياتها الإسلامية التي حملتها لسدة الحكم.
الثورة السورية كانت الخاسر الأكبر فقد تراجع الاهتمام بها أياما حين طغت سحب الدخان المنبعث من الشوارع الغاضبة على صور الشهداء، وعلا صراخ المحتجين فحجب أنين الجرحى وأمهات القتلى.
لم تكن تلك هي الخسارة الأكبر فقد بدت الحكومات الغربية التي سعى الثوار لطلب عونها تسليحا وسياسة لمواجهة النظام المتوحش وحليفته إيران بدت متشككة بعد هذه الأزمة.
وتعكس تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قدرا مما يجول في عقول الساسة الغربيين من مخاوف حين قالت إن الشعوب العربية لم تتخلص من الديكتاتوريات الفردية لتسقط في ديكتاتورية الرعاع.
وما جرى سيدفع الأمريكيين والأوروبيين لمراجعة حساباتهم أكثر والتلكؤ أكثر قبل مد يد عون للثورة السورية التي تقاتل بأظافرها حرس إيران الثوري وشبيحة بشار المدججين بالسلاح.
قد لا يوافق البعض على هذه المحاولة التفسيرية ويرون فيها تبسيطا مخلا لغضب المسلمين للنبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه، لكن الشواهد التاريخية وحساب الأرباح والخسائر يشير إلى افتعال ما جرى واستفادة أطراف محددة منه.
إيران هي صاحبة الفتوى الشهيرة بحق سلمان رشدي لم تشهد هذه المرة مواقف لافتة، وإنما صرح قائد الحرس الثوري في خضم الأزمة أن قواته موجودة في سوريا ولبنان.
نصر الله يرفع سقف التحدي في بلد مفكك ومضطرب بحجة الفيلم المسيء صارفا الأنظار عما يجري في جارته الكبري وحليفه الاستراتيجي الأقرب.
الحكومات العربية تسعى للمواءمة بين ادانة الهجمات على سفارات غربية لتجنب كسب أعداء جدد، وبين إدانة الفيلم لإرضاء شعوبها دون أن تستطيع الوقوف دون القيام بواجبها فيسقط قتلى ليزيدوها حرجا.
هل تملك إيران قدرة على الفعل في ساحات العرب؟
نعم لديها الكثير من الخلايا النائمة وهي قادرة على تحريك شبان متحمسون أو استئجار متظاهرين لتنفيذ هذا.
صحيح هل شهد العراق احتجاجات مماثلة، وهو المحكوم باسم آل البيت؟

المصدر: سوريون نت