بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله
نبوءة أشعياء هل تدل على صلب المسيح وفداؤه وألوهيته ؟
ســــــــــــــفر أشــــــــــــــعــيـــــــــــــاء الأصحَاحُ الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ
1مَنْ
صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ
قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ
وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ.
3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ
الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ
بِهِ. 4لكِنَّ
أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ
حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ
مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ
سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ
ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ
عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ
يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ
أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ
الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ
مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟
9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ.
عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا
الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ
ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ
بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي
الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ
يَحْمِلُهَا. 12لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ
الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ
نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ
وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ يبدأ النص بسؤالين هما : 1 - مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا ؟ 2 - لِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ ثم يجيب بأن الذى صدق خبر الرب واستعلنت له ذراعه هو ( رَجُلُ ) أى ليس إلها بل انسانا ، و يصف هذا الرجل بأنه قد ولد ( نبت ) من أرض
يابسة مما يدل على أنها قاحلة لا تزرع والعقل ينصرف أول ما ينصرف إلى
الصحراء ولا ينطبق الوصف على بيت لحم بفلسطين ، وإذا ما قلنا أنها اشارة إلى العذراء مريم فالسؤال هنا هو : هل العذراء أرض يابسة ؟ إنما العذراء أرض غضة لا توصف باليابسة إلا إذا كانت عقيما ولم يثبت على العذراء ذلك بل ثبت عكسه تماما ، ووصف الرجل بأنه : ( لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ ) ،
وأنه : ( وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ ) ، ولو كان التعبير على حرفيته فلا ينطبق على المسيح
إلا فى أنه محتقر ومخذول من الناس وحتى هذه لا تنطبق بتمامها لأن كثيرين
عظموا المسيح وآمنوا به ومثال ذلك : ( لوقا 7 /16) : ( أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين : قد قام فينا نبــــــــــــــي عظيم وافتقد الله شعبه) ،
يرد بالنص ألفاظا يحسبها النصارى دليلا على تحمل ذاك الرجل للخطايا مثل : ( أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا) ، و (5وَهُوَ
مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ
سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.) و ( وَالرَّبُّ وَضَعَ
عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ) ، والنصارى يؤلون النص بأن
الرجل هو المسيح وأنه تحمل خطايا العالم وهذا تأويل باطل لأن ذلك التأويل
ينسب الظلم إلى الله وهذا محال ، لذا ينصرف المعنى إلى أن الرجل المقصود هو
رجل مهموم بشئون أمته وأحوالها ، وهذا التأويل أكثر قبولا عقلا ،
( حزقيال 18 :19-22 ) :
" 19وأنتم تقولون: لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب ؟ أما الابن فقد فعل حقا وعدلا. حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا
20النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون
21فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا . لا يموت "
( تثنية 24:16 ) :
" لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ "
" 7الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. "
**
فى تلك النصوص يبين الرب أنه عادل لا يظلم فلا يلقى آثاما على من لم
يفعلها وهذا يعلمه كل عاقل بالضرورة ، أما من يؤمن أو يظن بأن الرب يحمل
بريئا خطايا مذنبين لم يفعلها يكون قد أعظم القول على الله وافترى عليه
كذبا وزورا ، لا يكون البرىء فداء وكفارة عن الأثمة بل الكتاب المقدس يقول
العكس :
( الامثال 21 : عدد 18 ) : " 18اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ، وَمَكَانَ الْمُسْتَقِيمِينَ الْغَادِرُ. " فى ذلك النص يؤكد الرب أن
الشرير هو من يلقى فى التهلكة فدية للصديق والمستقيم ومع تحفظنا على هذا
أيضا فالنص ينفى أن يتحمل الصديق البار آثام غيره ويمكن أن نؤوله على أن
الشرير يرث مكان الصديق فى جهنم والذى أعده الله له إن فجر وارتكب الشر فى
عينى الرب كما أن المستقيم يرث مكان الشرير فى الملكوت والذى أعد له لو
استقام وفعل الخيرات وهكذا يستقيم المعنى ويقبله العقل .
ويستمر نص أشعياء فى الحديث عن ذلك الرجل فيقول :
(7ظُلِمَ
أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى
الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ
فَاهُ. ) ،
والسؤال إن كان المسيح هو المقصود فهل فعل طبقا لهذا النص و إن ادعى المدعون ذلك ؟
لنرى : -
** المسيح عند محاكمة اليهود واستجوابهم له :
( متى 26 : أعداد 63 – 65 ) :
"
63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ
وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ
أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ!
وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ
جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ».
65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ
جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ "
( مرقس 14 : عدد 62 – 63 ) :
"
62فَقَالَ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ
جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ».
63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ
إِلَى شُهُودٍ؟ "
( لوقا 22 : 67 – 71 ) :
"
67قَائِلِينَ:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ
لَهُمْ:«إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ
تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ
الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ
الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ
تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى
شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ». "
** كان ساكتا ثم أجاب وفتح فاه وتكلم وسمع الحاضرون من فمه حتى جعل رئيس الكهنة يمزق ثيابه ،
( يوحنا 18 : أعداد 19 – 23 ) :
" 19فَسَأَلَ
رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ.
20أَجَابَهُ يَسُوعُ:«أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا
عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ
يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ
بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا
مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ
أَنَا». 22وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ
كَانَ وَاقِفًا، قَائِلاً: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟»
23أَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ
عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» "
**
هنا يسوع لم يتكلم فحسب ولم يكن كشاة تساق إلى الذبح أو نعجة صامتة أمام
جازيه بل فتح فاه وجادلهم واعترض على من ضربه مخالفا تعاليمه التى تقضى بأن
يحول للاطمه خده الآخر :
( متى 5 : عدد 39 ) : " 39وَأَمَّا
أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ
عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. " ( متى 27 : أعداد 45 – 50 ) : " 45وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ
كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.
46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ .........................
50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
" ( مرقس 15 : أعداد 34 – 37 ) : " 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً : « إِلُوِي ، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي ؟ » اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ : إِلهِي ، إِلهِي ، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ؟ .............. 37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ . " ( لوقا 23 : عدد 46 ) : " 46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. " ** مما سبق نجد أن المسيح فتح فمه بصراخ عظيم بل
ونادى إلهه وقال له لما ولماذا وتسجل الأناجيل اعتراض المسيح على ترك إلهه
له فهل هذا رجل قد سيق إلى الذبح دونما يفتح فاه ؟؟ ( يوحنا 19 : أعداد 28 – 30 ) : " 28بَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ:«أَنَا
عَطْشَانُ». 29وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَّلاً، فَمَلأُوا
إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا
إِلَى فَمِهِ. 30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. " ** عند يوحنا فتح المسيح فمه وطلب الشراب وقال قد أكمل ولسنا فى معرض سرد تناقض الأناجيل فى كلمات يسوع الأخيرة ، وحديث المسيح مع بيلاطس عند يوحنا كما سيأتى يبين أن المسيح جادل عن نفسه حتى أقنع بيلاطس ببرائته وسأورد النص لاحقا ، ويستمر نص أشعياء فى الحديث عن ذلك الرجل فيقول :
(8مِنَ
الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ
يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ
أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ )
لو
كان هذا النص نبوءة عن المسيح لكان نبوءة على نجاته من الصلب والقتل أيضا
لأن النص يصرح بأن الرجل قد أخذ من الضغطة ومن الدينونة أى أنه نجا من
العقاب الذى وقعه عليه اليهود بل ويؤكد النص بأن القول بصلب المسيح وقتله
هو مجرد ظن لبعض من جيله ومعاصريه فيقول بأنهم ظنوا بأنه قطع من أرض الأحياء ( مات ) وظنوا بأنه تحمل خطايا البشر كما يفترى النصارى اليوم أو قتل درءا لفتنة بين اليهود والرومان لئلا يظن الرومان أن المسيح سيقود ثورة عليهم مع قومه اليهود :
( يوحنا 18 : عدد 14 ) :
" 14وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. " ،
( يوحنا 18 : أعداد 33 – 39 ) :
" 33ثُمَّ
دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ،
وَقَالَ لَهُ:«أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ:«أَمِنْ
ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» 35أَجَابَهُ
بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36أَجَابَ يَسُوعُ:
«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي
مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ
أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ
هُنَا». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ
يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا،
وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ
هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:«مَا هُوَ
الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ
لَهُمْ:«أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ
أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». "
( يوحنا 19 : أعداد 8 – 14 ) :
" 8فَلَمَّا
سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. 9فَدَخَلَ أَيْضًا
إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ:«مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟».
وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. 10فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:
«أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ
أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» 11أَجَابَ يَسُوعُ:
« لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ
أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ
خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». 12مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ
أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ
قَائِلِينَ:«إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!». 13فَلَمَّا سَمِعَ
بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ»
وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». 14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ،
وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ:«هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ:«لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. "
( يوحنا 19 : أعداد 19 – 22 ) :
" 19وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا:«يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ». 20فَقَرَأَ
هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي
صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ
مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ.
21فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!». 22أَجَابَ بِيلاَطُسُ:«مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ». "
النصوص
تبين بجلاء أن سبب القبض على يسوع هو وشاية من اليهود عليه بأنه يريد
الثورة على حكم الرومان ويملك على اليهود كما تسجل دفاع المسيح عن نفسه
أمام بيلاطس حتى أقنعه ببرائته إلا أنه خاف من اليهود لئلا يتهموه عند قيصر
بالتواطؤ مع المسيح فسلمه إليهم ليصلبوه ،
يستطرد أشعياء فى نبوءته فيقول عن الرجل :
(9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. ) ،
يؤول
النصارى النص بأن الأشرار هم حراس الرومان الذين كانوا يحرسون القبر ، وأن
الغنى هو تلميذه يوسف الذى من الرامة والذى قام بتسلمه ودفنه ، سأسلم لهم
بذلك التأويل ولن أعترض ، فلنكمل ،
يستطرد أشعياء فى نبوءته فيقول عن الرجل :
(عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، ) :
فهل تصدق الأناجيل على ذلك ؟
تسجل الأناجيل خطايا للمسيح ومع ذلك تقول بأنه لا يخطىء !!!
ومن الخطايا التى تثبتها الأناجيل على المسيح شتائم لكل من تعامل معهم تقريبا ومثال ذلك :
المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها وكل من ليس بيهودى من زمرة الكلاب :
( متى 15 : ) :
"
25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!»
26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ
وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ،
يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي
يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». "
لقد
نسب لوقا للمسيح عليه السلام انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في
بيته والذى نعده قلة ذوق وسوء أدب ، كيف يشتم المسيح مضيفه ويسىء أدب
الحوار معه بل ويشتم طائفته برمتها ؟ ، فالمسيح بعدما دخل (( واتكأ ))
يشتمهم مع أن الفريسى أحسن ضيافته ولم يرد عليه ولا أحد من طائفته شتائمه ،
هذا إلى جانب سلوك عدم تنظيف اليد قبل الأكل والذى مارسه بشكل دعوى وهذا
لا يليق بمثله ولا بدعوته حتى باعتبار أن نظافة الباطن أولى :
( انجيل لوقا 11 : أعداد 37 – 45 ) :
((37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ، فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً
قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا
بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا. 40يَا أَغْبِيَاءُ،
أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ 41بَلْ
أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ
نَقِيًّا لَكُمْ. 42وَلكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ!
لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْل،
وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ
تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي
الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ مِثْلُ
الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ، وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ
يَعْلَمُونَ!».
45فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!».))
وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : ( متى 16 : 23) : (( يا شيطان )) _ وشتم آخرين منهم بقوله : ( لوقا 24 : 25) : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) ومن الخطايا التى نسبت للمسيح عقوق أمه وسوء أدبه معها :
(( مالي ولك يا إمرأة ! )) .
ومن
الخطايا أيضا المنسوبة للمسيح شربه للخمر بل وإدمانه لها بشهادته نفسه
والمثير للعجب أن أول معجزاته كانت تحويل الماء إلى خمر جيدة والمثير للضحك
أن النصارى يقولون أن تلك الخمر لم تكن مسكرة وهل سميت الخمر خمرا إلا
لأنها تخامر العقل مناط التكليف وتغيبه :
- (متى 18:11-19) :- - " 18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَ (( لاَ يَشْرَبُ )) ، فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. 19جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ (( وَيَشْرَبُ )) ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ (( وَشِرِّيبُ خَمْرٍ )) ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا». " - ** النص
يقول بأن يوحنا لا يشرب وأن المسيح يشرب ثم يفسر المشروب بقوله ( شريب خمر )
ولفظ شريب صيغة مبالغة تفيد الإدمان فالمسيح ليس مجرد شارب للخمر بل شريب
خمر ، ومثله : - ( لوقا 7 : عدد 33 و 34 ) : " 33لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَ (( لاَ يَشْرَبُ خَمْرًا )) ، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ. 34جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ (( وَيَشْرَبُ )) ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ (( وَشِرِّيبُ خَمْرٍ )) ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. " ** جاء يوحنا ( لا يشرب خمرا ) وجاء المسيح (
يشرب ) ، فما المشروب المقصود ؟ يدل السياق على الخمر ويؤكد المسيح بقوله
( شريب خمر ) ، يقول بعض النصارى أنه لا يشربها بل إنه قال (
فتقولون ) أى أن هذا هو قول اليهود ، فنقول لهم وما دلالة أن يوحنا
المعمدان جاء (( لاَ يَشْرَبُ خَمْرًا )) بينما ابن الإنسان جاء (( يشرب )) هكذا بدون تقولون أو قالوا !! حقا الحكمة تبررت من مدعيها ، ( الأمثال31: 4-7 ) : " لَيْسَ
لِلْمُلُوكِ يَا لَمُوئِيلُ لَيْسَ لِلْمُلُوكِ أَنْ يَشْرَبُوا خَمْراً
وَلاَ لِلْعُظَمَاءِ الْمُسْكِرُ. 5لِئَلاَّ يَشْرَبُوا وَيَنْسُوُا
الْمَفْرُوضَ وَيُغَيِّرُوا حُجَّةَ كُلِّ بَنِي الْمَذَلَّةِ. 6أَعْطُوا
مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. 7يَشْرَبُ وَيَنْسَى
فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ." هل كان المسيح هالكا ومرى النفس أم كان رب الأرباب وملك الملوك كما يفترى النصارى ؟ ولن نستطرد أكثر من ذلك فى خطايا المسيح بحسب الأناجيل ، يستمر أشعياء فى نبوءته فيقول عن الرجل : ( وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. ) فهل ذلك يصدق على يسوع الأناجيل لنرى : كل ما سبق من سرد خطايا يسوع يدل على غشه فقد كان
يعلم الخير ولكنه يفعل عكس تعاليمه كما خرق الناموس بعدما تعهد ألا ينقضه ،
ومن غشه أيضا : ( يوحنا 7 : أعداد 2 – 10 ) : "
2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ، عِيدُ الْمَظَالِّ، قَرِيبًا. 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ:«انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ
إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، لِكَيْ يَرَى تَلاَمِيذُكَ أَيْضًا أَعْمَالَكَ
الَّتِي تَعْمَلُ، 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي
الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَلاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ
هذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ
أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ
وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ
حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ
يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ
شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ. " ** قال يسوع لإخوته أنه لن يذهب إلى اليهودية ليحضر عيد الْمَظَالِّ
وعلل ذلك ليؤكد عدم ذهابه قائلا («إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ،
وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ
أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ
عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. ) وطلب منهم أن يذهبوا هم ،
وبعدما تركوه ذهب هو أيضا خفية عنهم ، أليس ذلك هو الكذب والغش بعينه ؟!
يستمر أشعياء فى نبوءته فيقول عن الرجل : (10أَمَّا
الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ
ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ
بِيَدِهِ تَنْجَحُ. )
و(الْحَزَنِ ) بفتح الحاء والزاى هو " الصعب " أى أن الرب يختبره بالصعاب ، ويجعل له شرطا يدل عليه أداة الشرط ( إِنْ
) والشرط هو أن يجعل نفسه ذبيحة إثم ولعل أحدا يقول بأن ذلك دليلا على
القتل للتكفير عن الخطايا وذلك الفهم يرده ما سبق وذكرناه من تعارض ذلك مع
عدل الله ومع تلك النصوص التى تعارض فكرة الكفارة ، فلا ينصرف المعنى إذا
إلا على الإجتهاد فى الدعوة إلى الله باذلا نفسه وكل ما يملك فى سبيل ذلك
وهذا هو ديدن الأنبياء والمرسلين وشاهد ذلك فى حق نبينا من القرءان : ( فَلَعَلَّكَ
بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا
الْحَدِيثِ أَسَفًا.) ومعنى قوله " باخع نفسك "أى قاتل نفسك ، رأينا الشرط وجوابه هو : ( يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.
) والنسل قد يفسر بذرية تنسب إليه كما يمكن تفسيره على أمة مؤمنة مطيعة
يطول اهتداؤها ولا تضل سريعا كغيرها من الأمم وبالتالى تنجح الدعوة على
يديه وهذا ما لم يتحقق مع يسوع إذ أن تلاميذه الخلص تركوه وارتد من أتباعه
معظمهم .
** يستمر أشعياء فى نبوءته عن ذلك الرجل فيقول :
(11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. )
يقول
النص بوضوح أن المقصود بالنبوءة عبد لا إله ولا أقنوم لإله ، ولا تفسرها
أن الإله أخلى نفسه آخذا صورة عبد فى شبه الناس ، فالنص يقول أنه بالفعل
عبد حقيقى ويصفه بالبار ، كما يوضح النص أن الخلاص على يد ذلك العبد البار
يكون بالمعرفة أى تعاليم رسالته وأن كثيرين سيتبعونه ويبررون فلم يخلص على
يديه الجميع بل كثيرون ، وحمل الآثام سبق وتكلمنا عنها كما أن اتّباعه يَجِبُّ ما قبله فيمحو الذنوب التى كانت لهؤلاء الكثيرين قبل اتّباعه ،
** يستمر أشعياء فى نبوءته عن ذلك الرجل فيقول :
(12لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ
غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ
مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي
الْمُذْنِبِينَ. )
يقول النص بأن الرب سيعطيه الملك (أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ) وينصره فى الحرب ويحل له الغنائم (يَقْسِمُ غَنِيمَةً ) ويجعل له منها نصيب ( أَقْسِمُ لَهُ ) ويكون من الأعزاء والعظماء (بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ ) وذلك دليل على أنه ستكون له دولة عظيمة ، وذلك كله مكافئة له إذ ضحى بنفسه فى سبيل الدعوة ( مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ ) وجاهد الكفار ودعاهم فى عقر دارهم (وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ
) ، والتضحية بالنفس لا تعنى بالضرورة هلاكها بل إن التضحية بالنفس يكون
ثمارها أحد أمرين إما النصر وإما الشهادة وكونه مع الأعزاء والعظماء وله من
الغنائم ما يقسمه دليل على نصرته وحياته وليس استشهاده :
( لوقا 17 : أعداد 32 و 33 ) :
" 32اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ! 33مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا. "
فامرأة لوط طلبت النجاة فهلكت وعليه من طلب الهلكة يحيا ، وقوله (وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ
) تعنى مجاهدته بالكلمة والفعل للكفار ودعوتهم إلى الإيمان حتى اتبعه زمرة
منهم و باتباعه حمل خطاياهم وهو محو الذنوب السابقة لمن اتبعه ولا يعنى
الكفارة التى عناها النصارى للأسباب التى تكلمت فيها ولأنه قال بعدها ( وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. ) فلا تكون الشفاعة بعد حمل الخطايا لعدم وجود الذنوب أصلا وإنما المقصود مغفرة الذنوب السابقة ومحوها مكافئة لاتِّباعِه كما جعل له الرب شفاعة لمحو الذنوب اللاحقة .
وآخــــر دعـــوانا أن الحــمد لله رب العــالمين