ضبط العواطف د . عائض القرني تتأججالعواطف وتعصف المشاعر عند سببين : عند الفرحة الغامرة والمصيبةالداهمة وفيالحديث [ إني نهيت عن صوتين أحمقينفاجريين: صوت عند النعمة , وصوت عند المصيبة ] { لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم }
ولذلك قالصلى الله عليه وسلم :
[إنما الصبر عندالصدمة الأولى ] .
فمن ملك مشاعره عندالحدث الجاثم وعند الفرح الغامر ,
استحق مرتبة الثبات ومنزلة الرسوخ ,
ونال سعادة الراحةولذة الانتصار على النفس ,
والله جل في علاه وصف الإنسان بأنه فرح فخور ,
وإذا مسه الشرجزوعاً , وأذا مسه الخير منوعاً ,
إلا المصلين .
فهم على وسطية في الفرح والجزع , يشكرونفي الرخاء ,
ويصبرون في البلاء.
إن العواطفالهائجة تتعب صاحبها أيما تعب ,
وتضنيه وتؤلمه وتؤرقه فإذا غضب احتدوأزبد ,
وأرعد وتوعد , وثارت مكامن نفسه , والتهبت حشاشته ,
فيتجاوز العدل ,
وإن فرح طرب وطاشونسي نفسه في غمرة السرور وتعدى قدره ,
وإذا هجر أحداً ذمه ونسي محاسنه , وطمس فضائله ,
وإذا أحب آخر خلع عليه أوسمة التبجيل ,
وأوصله إلى ذروة الكمال .
وفي الأثر
( احبب حبيبك هونا ما , فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ,
وأبغض بغيضك هوناً ما , عسىأنيكون حبيبك يوماً ما)
وفي الحديث [وأسألك العدل في الغضب والرضا ]
فمن ملك عاطفته وحكم عقله ووزن الأشياء جعل لكل شيء قدراً ,
أبصر الحق وعرف الرشدووقع علالحقيقة
{ لقد أرسلنا رسلنابالبينات وأنزلنا معهم الكتابوالميزان
ليقوم الناسبالقسط }
إن الإسلامجاء بميزان القيم والأخلاق والسلوك ,
مثلما جاء بالمنهج السوي والشرعالرضي
والملة المقدسة {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً }
فالعدل مطلب ملح في المثل , مثلما هو مطلوبفي الأحكام ,
فإن الدين بني على الصدق والعدل , الصدق في الأخبار ,