التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  113
حفظ البيانات؟
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» محل للبيع بدمياط الجديدة يصلح جميع الانشطة وبسعر تجاري مميز
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:08 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل للبيع بدمياط الجديدة 180م بالحي الرابع بسعر ممتاز
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:07 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة المجاورة 13 امتلك بأفضل مجاورة بالحي الثالث
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:02 pm من طرف المدينة المنورة

» بدمياط الجديدة شقة للبيع 140م ممتازة جدا جدا بسعر مغري جدا بالمجاورة 15
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:58 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل بيع في دمياط الجديدة بالمجاورة 25 بسعر تجاري جدا 189م ممتاز
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:56 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة بسعر جيد امتلك في دمياط الجديدة
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:53 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل 135م لوكس للبيع بدمياط الجديدة علي شارع رئيسي
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:50 pm من طرف المدينة المنورة

» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2016 4:58 pm من طرف نورالهدايا

» دورة برنامج المنظومة المتكاملة للتخطيط الإستراتيجى وتطوير تقييم الأداء الإداري(بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 6:17 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإستراتيجيات الحديثة في إدارة نظم مواجهة الكوارث والحرائق(بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2015 5:25 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التخطيـط والمتـابعـة الإداريــة مــن منظـور استـراتيجــي (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 5:11 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة المجالس التأديبية والتحقيق مع الموظفين في المؤسسات الحكومية(بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:09 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة توظيف العلاقات العامة لدعم العمليات الإدارية ، وأسس العلاقات العامة الالكترونية ( بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2015 12:39 am من طرف هبه الشاذلي

» من ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 6:25 am من طرف حلم مطر

» دورة أساليب إدارة العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 7:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التوجهات المعاصرة فى إدارة وتنفيذ أنشطة المشتريات والمخازن واللوجستيات والخدمات اللوجستية
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2015 11:24 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إدارة الاتصال الفعَّال والابتكاري للسكرتارية التنفيذية ومدراء المكاتب والمساعد الإداري
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 10:01 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المخاطر المالية فى القطاع النفطى (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2015 4:07 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج البريمافيرا الحل المتكامل لإدارة المشروعات (بروتيك )
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 11:13 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إستراتيجية السوق الازرق " اكتسح السوق واترك المنافسين خارج الملعب "
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 7:33 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التميز فى المشتريات , العطاءات , إختيار الموردين والتفاوض الشرائى
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 24, 2015 2:05 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج الإبداع الإداري في التنظيم والتخطيط والتنسيق (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 5:20 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإدارة الإستراتيجية للبرامج التسويقية (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2015 5:21 pm من طرف هبه الشاذلي

» جهاز تريا الأمريكى لإزالة الشعر بالليزر Tria laser X4
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 4:34 pm من طرف hur eyn225

» دورة إدارة المطالبات والمنازعات فى مشروعات التشييد (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 3:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التسويات الجردية والأخطاء المحاسبية ومعالجتها ( بروتيك )
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:49 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المستودعات والمشتريات وخفض الكلفة ومعالجة المخزون الراكد
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:27 pm من طرف هبه الشاذلي

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 3:37 pm من طرف حلم مطر

» دورة إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية والبشرية على ضوء وصف وتوصيف وتحليل وظائف المنظمة
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 6:40 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة تقييم التأثيرات البيئية للمشروعات والأنشطة التنموية (بروتيك)
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2015 6:41 pm من طرف هبه الشاذلي


شاطر|

التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
مصطفانى
أقلام عَطِرة
أقلام عَطِرة
مصطفانى
ذكر
التسجيل : 09/12/2010
المشاركات : 11311
النشاط : 34216
تقييم الأعضاء : 115
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  08122910
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Wesam310




التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Empty
مُساهمةموضوع: التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  Icon_minitimeالأربعاء مايو 04, 2011 6:08 pm
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا  210
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا
1 هذه مدرستنا التربوية
2 أولاً: الإيمان الكامل:
3 ثانياً: الحب الوثيق واجتماع القلوب، وائتلاف الأرواح،
4 بين هذا الفهم ، والتجديد:
5 التربية ونبذ العنف:
6 الهدف والغاية:
7 فهم تعلمناه :
8 المنهج التربوي الإسلامي
9 صدى الدعوة الأولى:
10 للإمام البنا معارف:
11 ضوابط العملية التربوية:
12 الإيمان قبل النظم والهياكل:
13 المصدر:
هذه مدرستنا التربوية

إن رسول الله لم يكن له منهج إلا القرآن، ولم يكن له من كلية ولا معهد ولا مدرسة تربوية إلا المسجد، وكان تلامذته أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وأضرابهم من أصحابه صلى الله عليه وسلم يتربون في هذه المدرسة.
ومن هذه المدرسة المباركة انطلقت حضارتنا الإسلامية تغير الدنيا بمنهاجها، فهل رأيتم مدرسة أزكى وأنبل من هذه المدرسة؟
قوم يجلسون على الحصباء، وجامعتهم مسقوفة بجريد النخيل، يتساقط عليهم المطر، ينتظرون ما يأتيهم من السماء، وحدهم الإيمان، زادت من ترابطهم الوحدة، وهم الحفاة والعراة رعاة الشاه، ولكنهم أعزة بهذا الدين (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) “المنافقون: 8”.
ومن هذه المدرسة خرج أنبل من عرفت الدنيا من أساتذة الدنيا في كل الفضائل الإنسانية والعلوم والمعارف ، إنها المدرسة التي تهبط فيها الرحمات ، وتتلي فيها الآيات ، وتشرق عليها أنوار رب العالمين ليصبح خريجوها أساتذة الدنيا كلها.
ويلح علينا سؤال : فيم كانت تحلم هذه العصبة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيم كانت تفكر؟ وماذا تريد؟ وإلى أي مدى يمتد أمل هذه الكوكبة التي تجتمع في خفية وتتناجى سراً؟ ماذا يريد هؤلاء؟
إنهم يريدون أن يضعوا في رؤوس الناس عقلاً جديداً، وأن يقيموا على ظهر الأرض ديناً جديداً، وأن يبنوا كل البشرية بناء جديداً.
وأن يصلوا بين السماء والأرض وهم يقولون إياك نعبد وإياك نستعين، وهي القليلة في عددها، العزلاء من كل عدة، تريد أن تُهدي للناس بإذن ربها نظاماً جديداً، وإنسانية جديدة.
فجمعت قلوب العباد على رب العباد، ووضعت في القلوب شعوراً جديداً وصنعت بهذا كله خير أمة أخرجت للناس، كما أرادها رب الناس بتربية كان عمادها أموراً ثلاثة، حققوا بها العبودية لله رب العالمين.

أولاً: الإيمان الكامل:

هذا الإيمان الذي جردهم من كل هدف إلا هدف دعوتهم، لقد سمعوا النداء، ففروا إلى الله أولاً، واتخذوا ""لا إله إلا الله"" شعاراً لهم، وهزءوا بكل ما عداها، وسخروا من كل ما سواها.
ما جذبتهم حضارة الفرس ولا الروم، ولا تقدمهم المادي في ذلك الزمان، وما شغلهم تقدم علمي حازه من سبقهم، ذلك لأنهم يؤلهون ما دون الله، والفرس مهما بلغ شأوهم وشأنهم وتقدمهم فهم على ضلال، لأنهم يعبدون شهواتهم وأهواءهم، وأهل الكتاب على ضلال لاتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وما على الأرض يدور في مدار ضلال لأنه لم يهتد بهدى الله، ولم يستنر بنور الله، هكذا رأوا كل ما حولهم من حضارات، وهكذا علمتهم مدرسة رسولهم صلى الله عليه وسلم .
علمتهم وربتهم على أنهم الحق الصراح، لأنهم تجردوا من وثنيتهم وأهوائهم وشهواتهم، ووهبوا كل هذا لله، فهم لا يعبدون إلا الله، ولا يخضعون إلا الله، ولا يعتمدون إلا على الله، ولا يسألون إلا الله، ولا يتلذذون إلا بشعورهم بالأنس بالله، وحين يألمون لا يألمون إلا لذنب يبعدهم عن الله، هذا الذي جمع بين قلوبهم، بعد أن علموا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وأن العاقبة للمتقين، فانمحت الفوارق التي تمزق الجماعات، والتي تباعد بين القلوب لأنهم صبغوا بصبغة جديدة ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) “البقرة: 138”.

ثانياً: الحب الوثيق واجتماع القلوب، وائتلاف الأرواح،

فعلام يختلفون؟ على عرض زائل من عرض الدنيا؟
على تفاوت في الرتب والوظائف والألقاب وهم يعلمون (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) “الحجرات: 13”
فلم توجد عوامل تدعوهم إلى الفرقة التي تمزق وحدتهم وهم صناع التاريخ والحضارة الربانية؟
لذلك اجتمعوا وتوحدوا، وصاروا إخواناً في الله، فلم يحقر أحد منهم أحداً، بل أحب كلٌ أخاه حباً دونه كل حب، حباً بلغ درجة الإيثار، لأنهم قرأوا قول الله تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) “التوبة: 24”
فكان حبهم الله، وبغضهم في الله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، فاصطبغت حياتهم بهذا الحب الذي سيقاتلون الناس به.
على هذا تربوا.

ثالثاً: كما تربوا على التضحية التي دفعتهم إلى تقديم كل ما يملكون من النفس والنفيس لله رب العالمين، حتى أن أحدهم كان يتحرج أن يأخذ شيئاً من الغنيمة التي أحلها الله لهم حتى أنزل المولى فيهم (فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً) “الأنفال: 69”.
حتى هذا الحلال تحرصوا منه، وتورعوا عنه، وتركوه حسبة لله تبارك وتعالى، كي لا يكون في أعمالهم شائبة طمع ولا حب دنيا، لذلك خرجوا من الذلة إلى العزة، ومن الغربة إلى الوحدة، ومن الجهالة إلى العلم، فكانوا بناة الحضارة بحق، وهداة البشرية، وعرائس الجنة، كل اكتسبوه بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.


بين هذا الفهم ، والتجديد:

إن التطور العصري الجديد ليس قادراً على هضم هذه المعاني التربوية التي يقوم عليها البناء، وربما يقول بعض الناس ما لهذا كله والحضارة الإسلامية؟
ذلك لأن التعاليم الأوروبية وربما الحياة الأوروبية والفكر الأوروبي حال بينهم ويبن فهم مقومات الحضارة الإسلامية، وأن هذا الذي نقوم هو أساسها بل وسداها ولحمتها، فإذا خلت هذه المعاني من أمة فقد تودع منها.
إن التقدم في الأحوال السياسية والاقتصادية التي بهرت كثيراً من الناس، حين انفصلت العلوم والمعارف عن الأخلاق والعقائد والقيم، حتى أصبحت عند غيرنا ثقافة وحضارة، وهي بالنسبة لنا دين نتعبد به لتقوم حضارتنا على الإيمان والأخلاق السابقين، مع الترحيب بكل جديد في العلوم والمعارف والمخترعات، لأن الجديد عندنا ليس في ثوابتنا ولا في قيمنا ومعتقداتنا، إن التجديد عندنا له منطلقاته الإسلامية، وهي فكرة نرحب بها ولا نحاربها، ولسنا الذين اخترعنا كلمة التجديد، فالذي شرع لنا التجديد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه أبو داود في سننه والحاكم وصححه عدد من العلماء ""إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها""
فالتجديد الديني مشروع ولكن لابد أن يكون بعيداً عن الثوابت وله أصول وضوابط، فمن يجدد ويغير؟ وما الذي يتجدد ويتغير؟.
يجب تجديد دين الأمة، وتجديد فهمها، لتفهمه الفهم الصحيح وتجديد إيمانها به، بحيث لا يكون مجرد شعار يرفع أو دعوة تدعى، وتجديد علمها بهذا الدين، والتزامها به حتى يصبح الإسلام جزءاً من حياتها، تحيا به وتدعو إليه دعوة تعايش العصر، وتواكب التطور، وتستخدم أساليب الزمن، وتخاطب كل قوم بما يناسبهم، فهذا هو التجديد الذي يربى عليه الأفراد،
أما ثوابتنا فلا جديد فيها ولا تجديد لها وهذا ما فعله الإمام البنا رحمه الله في زمانه.
لقد أقيمت الدولة في الإسلام بجهد بشري عبر عملية تربوية طويلة متدرجة، تم خلالها صياغة مجتمع متكامل - كيان أمة- انطلاقاً من عقيدة التوحيد الجامعة، التي رسمت الخطوط الأساسية، والأطر العامة التي يُهتدى بها في عملية تأسيس البناء.
إن جوهر وظائف الدولة الإسلامية، هي القيم الإسلامية الأساسية، فتحقيق وممارسة تلك الوظائف بمثابة إنجاز وتحقيق للمقاصد الشرعية، وبديهي أن المقاصد الشرعية مشتقة من القيم الأساسية، والقيم لا تتحقق إلا برجال آمنوا بفكرتهم ودعوا لها وضحوا من أجلها.
من أجل ذلك كانت التربية ونبذ العنف هما سبيلنا إلى التغيير.


التربية ونبذ العنف:

إسلامنا لا يقوم صراحة إلا على كواهل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عظمت الآخرة في نفوسهم فلا يعملون إلا الطاعات، وصغرت الدنيا في أعينهم فلا تفتنهم الشهوات، وتحقق اليقين في قلوبهم فلا يتأثرون بالشبهات، فصفت نفوسهم، وطهرت قلوبهم، وسلمت صدورهم، ورجحت عقولهم، وصحت أعمالهم وقالوا: (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) “آل عمران: 53”.
فأقبلوا على الله بهمة عالية، وإرادة قوية، وعزيمة فتية، وتصميم لا يلين، تدفعهم عقيدتهم، وتوجههم تصوراتهم، فحققوا فكرتهم على أرض الواقع، لأن الفكرة لا تصبح حقيقة واقعة إلا إذا قوى الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل صاحبه على التضحية والعمل لتحقيقها.
والفكرة الجيدة يتوقف نجاحها على أمور ثلاثة:
1- أن يتصورها معتنقوها تصوراً ""واضحاً"".
2- أن يؤمن بها أصحابها إيماناً ""عميقاً"".
3- أن تجتمع قلوب أهلها اجتماعاً ""قوياً"".
4- فيترجموها على أرض الواقع حتى تصبح حياة معيشة.
وتحتاج الفكرة الصحيحة إلى شخصية إسلامية متفردة تسير وفق منهاج رباني، لا يأتيه الباطل من بين يديها ولا من خلفها، تنزل من حكيم حميد، تضع هذه الشخصية نصب أعينها الأسوة الحسنة وخير قدوة محمداً صلى الله عليه وسلم الذي حدد لها تفاصيل طريق العمل، ودلها على الحلال فاتبعته، وعلى الحرام فاجتنبته، وعلمها أن الشر والخير فتنة فصبرت عليه، فهي شخصية فاعلة ولها دورها الأساسي في بقاء المجتمع إذ هي أداة التغيير ووسيلة الإصلاح.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أنه حين تشتد مصائب الأمة ويتواصى أهل الكفر عليها لا ينقذها إلا رجل، فرد مسلم هو صاحب هذه الشخصية الفذة الملهمة فيقول صلى الله عليه وسلم : ""إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح أمر هذا الدين"".
إنه فرد مسلم رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، يلتزم بكل ما أمر الله به، فيعمل على تطبيقه فيخرج من حظ فسه وهواه ويصطبغ بصبغة الله حتى يقول بيقين: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) “الأنعام: 162،163”.
إنه لكي يحقق ذلك يحتاج إلى قهر هذه النفس فيملكها، ويحسن قيادتها حتى يشعر بأن نفسه التي بين جنبيه ليست له، بل هي وديعة يصرفها صاحبها كيف يشاء ويأخذها أنّى شاء.
هذا الشعور يولد عنده انتماء لدينه يدفعه للالتزام بمنهاج الله في حياته، حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيتقن رسالته التي خلقه الله لها، بل يتعدى ذلك إلى حبها حباً جماً لأنه يرجو أن يلقى الله وهو عنه راض.
إنها شخصية فعالة تؤمن بما تقول وتعتقد، عملها مبني على الدراسة والتطبيق لمنهج النبوة الذي يجعل للعمل هدفاً وغاية، ليصبح للحياة معنى ورسالة.


الهدف والغاية:

إن العمل الذي يقوم به الإنسان - مهما كان حجمه أو غرضه - لابد له من قاعدة نفسية نابعة من القلب والوجدان، لكي يصل بمن يقوم به إلى الغاية التي يصبو إليها أو يخطط لها، فإذا لم يكن عند الإنسان مثل هذه القاعدة الأساسية، فإن كل الجهود التي ينفقها في عمله ستذهب هدراً، ويكون مآلها الضياع والخيبة والفشل، ولن ينال صاحبها من ورائها إلا التعب ثم مواجهة السراب الذي لا يغني من الواقع شيئاً.
لأن الإنسان ينظر إلى ما يقوم به من أعمال من خلال الغاية التي يتوخاها، أو الهدف الذي يرنو إليه لذلك فإن همه أولاً وأخيراً تحقيق ما أخذ نفسه به من دقائق الأمور أو جلائلها، دون أن يأخذ في الاعتبار الصعوبات والمتاعب التي تكتنفه في عمله أو تنتظره في جسده، أو تواجهه في مسيره، لأن من عرف ما طلب هان عليه ما وجب، فهو يوقن أن الإنسان الذي يضع نصب عينيه هدفاً ثابتاً مهما كانت أبعاد هذا الهدف أو حدوده، فإنه لا يمكن أن يسقط من حسابه الجهود التي تفصل بينه وبين هذا الهدف، وما تقتضيه هذه الجهود من معاناة في الوقت والجسم والذهن، وقد تصل هذه المعاناة إلى مال الإنسان وحياته قبل وصوله إلى مأربه، فليس له أن يفاجأ بما يلاقيه من البأساء والضراء وهو في سبيله إلى ما يريد، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حفت الجنة بالمكاره "
ولا أحسب الجنة هنا إلا المطلب الأسمى الذي تتطاول إليه آمال البشر، وليست المكاره التي حفت بها إلا الجهود التي كُتب على الناس أن يعانوها قبل أن تتحقق هذه الآمال.

فهم تعلمناه :

لقد تعلمنا من منهاج الإمام البنا أن كل إنسان قبل أن يصمم على البدء بالخطوة الأولى في مسيرته إلى الهدف الذي رسمه لنفسه، عليه أولا وقبل كل شئ أن يكون مؤمناٌ بهذا الهدف، مؤمناٌ بقدرته على تحقيقه بمشيئة الله وعونه.
ذلك أن من لا يؤمن بهدفه الذي يسعى إليه، ولا يؤمن كذلك بأنه قادر على بلوغ هذا الهدف - بتوفيق الله - حرى به ألا يصل إلى ما يبتغيه لنفسه مهما طال به الانتظار وتمادى عليه الزمن، ذلك لأن الإيمان بالهدف المنشود، والإيمان بالوصول إليه هما الشرطان الأساسيان لكل عمل جاد يأخذ الإنسان نفسه به ويتطلع إلى تنفيذه، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة الذي نشعر في جميع مراحل حياته الشريفة بأنه صاحب قضية حق، فكان صلى الله عليه وسلم دءوباً لا يكل ولا يمل من العمل بالرغم من أن الله وعده بأن هذه القضية مكتوب لها النصر والغلبة، مهما تراخى الزمن.
وبهذا الإيمان وهذا التصور السليم بدأ الإمام البنا، بعد أن وضع أهدافاً محددة ولم يأل جهداً في العمل على تحقيقها وهذه الأهداف التي تلتزم بمنهاج النبوة تعريفاً وتكويناً وتنفيذاً تحتاج لتحقيقها تربية متأنية هي:
1- إيجاد يقظة روحية إيمانية.
2- تربية الفرد المسلم تربية شاملة لجميع مناحي الحياة بدنياً وعقلياً وروحياً ونفسياً، تربية تشمل جوانب الحياة جميعها.
3- تكوين الأسرة المسلمة على أساس هذه التربية.
4- إيجاد المجتمع المسلم المربى أفراده، والذي يطبق منهج الإسلام في واقعه.
5- إحياء الخلافة الإسلامية التي افتقدناها زمناً طويلاً.
6- إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية لتصبح خير أمة أخرجت للناس.
وهذا كله يحتاج إلى عمل دءوب متصل، عمل شعبي منظم للعودة بالإسلام إلى قيادة المجتمع، وتوجيه الحياة - كل الحياة- بأوامره ونواهيه وتشريعاته وتوصياته ليس مجرد كلام يقال، أو خطب تلقى أو محاضرات تنظم، أو كتب تألف ومقالات تنشر، وإن كان هذا كله مطلوباً طلباً مؤكداً لا ريب فيه، ولكنه جزء من حركة وليس هو الحركة والله تعالى يقول: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) “التوبة: 105” فهو عمل شعبي منظم يقوم أساساً على الانبعاث الذاتي والاقتناع الشخصي، إيماناً واحتساباً، وابتغاء ما عند الله لا ما عند الناس.
والأصل في هذا الانبعاث هو هذا التوتر الذي يحس به المسلم حين تدركه الصحوة، ويوقظه الوعي، وتمور به أعماقه، نتيجة التناقض بين إيمانه من جهة، وواقع أمته من جهة أخرى، فينطلق من حبه لدينه، ونصحه لله ولرسوله ولكتابه وأمته، وشعوره بتقصيره وتقصير الناس من حوله، وحرصه على أداء الواجب، واستكمال النقص والإسهام في إحياء الفرائض المعطلة من حكم بشريعة الله، وتوحيد الأمة الإسلامية على كلمة الله، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه، وتحرير الأرض الإسلامية من كل عدوان أو سيطرة غير إسلامية، وإعادة الدولة الإسلامية، أو الخلافة الإسلامية الواجبة شرعاً إلى القيادة من جديد، وتجديد فريضة الدعوة إلى الإسلام، والمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله بكل أنواعه وأدواته باليد أو اللسان أو بالقلب، وذلك أضعف الإيمان بالقواعد الشرعية والمنظمة لذلك، حتى تكون كلمة الله هي العليا.
وكل ذلك يحتاج فهما وتربية، ولذلك كان مضمون الدعوة في مرحلة الإمام حسن البنا هو تحريك الأمة، وتحريك عقولها حتى تفهم، وتحريك قلوبها حتى تؤمن، وتحريك إرادتها حتى تصمم، وتحريك أيديها حتى تعمل.
فالدعوة عمل فكري تنويري يضيء العقول، وهي عمل دعوي تحريضي يحرك المشاعر، وهي عمل تكويني تربوي ينشئ الشخصية الإسلامية السوية، وهي عمل اجتماعي يساهم في حل مشكلات المجتمع وإشاعة الخيرية، وهي عمل اقتصادي يحرر اقتصاد الأوطان المسلمة من التبعية المطلقة للغرب ومن رجس الربا والمعاملات المحظورة، وهي عمل سياسي لإقامة حكم الإسلام وإعادة دولته وتطبيق شريعته، وهي عمل جهادي لتحرير أرض الإسلام في المشرق والمغرب من كل سلطان أجنبي بالمنهاج النبوي.
وهذا الذي نقول يحتاج إلى التأكيد على أن الإسلام رسالة تربية قبل أن يكون رسالة تنظيم وتشريع، ورسالة قيم قبل أن يكون رسالة جهاد وقتال، لذلك فهو يحتاج إلى فهم.
أولاً: أن الهدف من تطبيق المنهج النبوي هو إيجاد واقع عملي إسلامي تطبق فيه أحكام الشريعة نصاً وروحاً، لأنه لا يجب علينا أن نطالب الإسلام بإيجاد الحلول العملية لمشاكلنا قبل أن نجد له الواقع الذي نطبق فيه شريعته وأحكامه، وهذا لا يتحقق بالقهر والإجبار ولكن بالتربية والإقناع والإيمان.
ثانياً: أن العمل لتحقيق هذه الأهداف يجب أن يقوم على أساس التخطيط المرحلي، بحيث لا ينتقل العمل من مرحلة إلى أخرى، إلا بعد تحقيق أهداف المرحلة السابقة، وأن يتسم العمل في هذه المراحل بالمرونة، لأن طبيعة العمل في هذه المراحل متداخل مترابط، إذ أن تحقيق أهداف أي مرحلة سابقة سيساعد على تحقيق أهداف المرحلة اللاحقة، كما أن تحقيق جميع هذه الأهداف، سيؤدي حتماً إلى تحقيق الأهداف الكبرى للإسلام، فإيجاد الفرد المسلم سيساعد على تكوين الأسرة المسلمة، وتكوين الأسرة المسلمة سيساعد على تكون المجتمع المسلم وهكذا.
ثالثاً: أن العمل لتحقيق هذه الأهداف يجب أن يقوم على أساس العمل الجماعي، الذي يقوم على أساس وجود قيادة شعبية على رأس طليعة مؤمنة، تعمل لتحقيق قيادة الرأي العام الإسلامي، وتتكتل بعد ذلك الجهود لتحقيق أهداف الإسلام، لأن العمل الفردي أعجز من أن يحقق هذه الأهداف، ولأن دين الإسلام هو دين الجماعة التي تربى أفرادها على هذه المعاني.

المنهج التربوي الإسلامي

ولقد رسم الإسلام للدنيا هذا المنهج التربوي فوحد العقيدة أولاً ثم وحد النظم والأعمال بعد ذلك لأن وحدة المشاعر سابقة على وحدة الشرائع والنظم، ولقد ظهر هذا المعنى العظيم النبيل في كل فروع الإسلام العملية.
ولقد تعود الناس أن ينظروا في الدعوات إلى مظاهرها العملية وألوانها الشكلية، ويهملون كثيراً النظر إلى الدوافع النفسية والإلهامات الروحية، التي هي في الحقيقة مدد الدعوات وغذاؤها وعليها يتوقف انتصارها ونماؤها، وتلك حقيقة لا يجادل فيها إلا البعيد عن دراسة الدعوات وتعرف أسرارها، وإن من وراء المظاهر جميعاً في كل دعوة لروحاً دافعة وقوة باطنة تسيرها وتهيمن عليها وتدفع إليها، ومحال أن تنهض أمة بغير هذه اليقظة الحقيقية في النفوس والأرواح والمشاعر، وصدق الله القائل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) “الرعد: 11”.
ولهذا نستطيع أن نقول: إن أول ما نهتم له في دعوتنا وأهم ما نعول عليه في نمائها وظهورها وانتشارها هو الباعث الذي يحي العقول والقلوب والوجدان والمشاعر، فنحن نريد نفوساً يجعلها هذا الباعث حية قوية فتية كما يجعل القلوب متجددة خفاقة، والمشاعر غيورة ملتهبة مضطربة، والعقول واعية مستوعبة، والأرواح طموحة متطلعة متوثبة، ترى مثلاً عليا وأهدافاً سامية، لتسمو نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها، ولابد من أن نحدد هذه الأهداف والمثل، ولابد من أن تحصر هذه العواطف والمشاعر، ولابد من أن تركز حتى تصبح عقيدة لا تقبل جدلاً، ولا تحتمل شكاً ولا ريباً، ذلك لأننا نتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الأولى، ونحاول أن تكون دعوتنا صدى حقيقياً لتلك الدعوة السابقة التي هتف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطحاء مكة قبل ألف ومئات السنين، فما أولانا بالرجوع بأذهاننا وتصوراتنا إلى ذلك العصر المشرق بنور النبوة، الزاهي بجلال الوحى والذي رأى العالم نوره بتزكية أفراده وتربيتهم حتى صاروا سادة الدنيا.
إن النبي صلى الله عليه وسلم قذف في قلوب أصحابه الإيمان بعظمة الرسالة، والاعتزاز باعتناقها، والأمل في تأييد الله إياها، فأحيا صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين هذه المشاعر، وحدد لهم أهدافهم في هذه الحياة، فاندفعوا يحملون رسالتهم محفوظة في صدورهم أو مصاحفهم، بادية في اخلاقهم وأعمالهم، معتدين بتكريم الله لهم، واثقين من نصره وتأييده، فكانت مدنية المبادئ الفاضلة وحضارة الأخلاق الرحيمة العادلة، بدلوا فيها سيئات المادية الجامدة إلى حسنات الربانية الخالدية، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.
هذا الشعور القوي الذي يجب أن تفيض به النفوس، وهذه اليقظة الروحية التي ندعو الناس إليها لابد أن يكون هلا أثرها العملي في حياتهم، ولابد أن تسبقها - ولا شك- نهضة عملية تتناول الأفراد والأسر والمجتمعات.
وستعمل هذه اليقظة عملها في الفرد، فيصبح نموذجاً قائماً لما يريده الإسلام في الأفراد، وسيكون لهذا الاصطلاح الفردي أثره في الأسرة فإنما الأسر مجموعة أفراد، فإذا صلح الرجل وصلحت المرأة وهما عماد الأسرة، استطاعا أن يكونا بيتاً نموذجياً على القواعد التي وضعها الإسلام، فإذا صلحت الأسرة فقد صلحت الأمة لأن الأمة هي مجموعة هذه الأسرة التي وضعت الإسلام موضع التنفيذ في منهاج حياتها.
إننا نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، ولكننا نريد قبل ذلك أن تسود الفكرة الإسلامية حتى تؤثر في كل هذه الأوضاع، وتصبغها بصبغة الإسلام، وبدون ذلك لن نصل إلى شيء.
لقد ورثنا هذا الإسلام الحنيف واصطبغنا به صبغة ثابتة قوية، تغلغلت في الضمائر والمشاعر ولصقت بحنايا الضلوع وشغاف القلوب، واندمجنا بكليتنا في الإسلام بكليته وعقيدته وشريعته ولغته وحضارته، وهذا كله ميراث عزيز غال لا نفرط فيه ما حيينا، فنحن في حنين دائم إليه يجذبنا إليه روعته وجلاله بأصوله الثابتة وحجته البالغة.
وهذا الإسلام لا يقوم بناؤه إلا على أيدي رجال يجمعهم منهج تربوي عملي تطبيقي، وتوجههم قيادة حكيمة ملتزمة بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل السلف الصالح من هذه الأمة، وينتظمون في جماعة وذلك دين القيمة، يقبلون على الله بهمة عالية وإرادة قوية وعزيمة فتية وتصميم لا يلين، تدفعهم عقيدتهم، وتوجههم تصوراتهم ليحققوا فكرتهم على أرض الواقع.
ومثل هذه المعاني والمناهج لا يحققها إكراه ولا يقيمها إرهاب، ولا تصبح حياة ملموسة إلا بتربية متأنية تجمع بين العلم والعمل ولذلك كانت مهام الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا ربنا (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) “الجمعة: 2” تلاوة الآيات، وتزكية الأنفس وتعليم الكتاب والحكمة.


صدى الدعوة الأولى:

وليست دعوة الإخوان بدعاً من الدعوات، فهي -كما رأيت- صدى الدعوة الأولى يدوي في قلوب المؤمنين، ويتردد على ألسنتهم ويحاولون أن يقذفوا به إيماناً في قلوب الأمة المسلمة، ليظهر عملاً في تصرفاتها ولتجمع قلوبها عليه، فإذا فعلوا ذلك أيدهم الله ونصرهم وهداهم سواء السبيل، ولذلك كان هذا الباعث ثابتاً كالطود الأشم، لا يتغير ولا يتبدل بتغير الزمان والمكان والأشخاص، ولا نستطيع أن نتخلى عنه ولا نتفاوض فيه لأنه من معالم النجاح الأساسية للدعوة والرسالة.
وهذه الرسالة تتمثل في هداية البشر إلى الحق، وإرشاد الناس جميعاً إلى الخير، وإنارة العالم كله بشمس الإسلام، فذلك قوله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (77) وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) “الحج: 77، 78”.


للإمام البنا معارف:

لقد عرف الإمام البنا تاريخ الأمم والنهضات وتاريخ الدعوات والرسالات، وعرف من قراءة التاريخ أن نهضات الأمم ورسالات الأنبياء ودعوات المصلحين لا تنجح ولا تنتصر إلا بالرجال المؤمنين الأقوياء الذين يعتبرون بمثابة البناة والحراس.
وعرف الإمام البنا أن بناء هؤلاء الرجال أهم ما ينبغي أن يعنى به المصلحون، وأن له الأولوية على ما سواه، ويظهر ذلك جلياً في رسالة (إلى أي شيء ندعو الناس، تحت عنوان من أين نبدأ) يقول: إن تكون الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية تتمثل في عدة أمور:
إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه، والمساومة عليه والخديعة بغيره، على هذه الأركان الأولية التي هي من خصوص النفوس وحدها وعلى هذه القوة الروحية الهائلة، تبنى المبادئ وتتربى الأمم الناهضة، وتتكون الشعوب الفتية، وتتجدد الحياة فيمن حرموا الحياة زمناً طويلاً، وكل شعب فقد هذه الصفات الأربعة أو على الأقل فقدها قواده ودعاة الإصلاح فيه، فهو شعب عابث مسكين لا يصل إلى خير ولا يحقق أملاً، وحسبه أن يعيش في جو من الأحلام والظنون والأوهام (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً) “يونس: 36” هذا هو قانون الله تبارك وتعالى ونسته في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
وبهذه التربية يكون الفرد المسلم ذلك الإنسان الذي لا يلهث وراء الشهوات والنزوات، أو العابث بالأموال والخيرات، بل يصبح له رسالة تملك عليه حياته حتى يقول: (إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت) “الأنعام: 162، 163”.
إن موضوع التربية -ابتداء- من الموضوعات ذات الأهمية الكبرى في حياة الأمم، فالأمم لا ترقى إلا بالتربية على قاعدة صحيحة، والأمة إذا لم يرب أبناؤها تربية صحيحة، اختلت فيها الموازين في جميع مجالاتها الاجتماعية والسياسية والإدارية، والاقتصادية وغيرها.
والتربية هي استثمار الإنسان، فإذا نجح المجتمع في استثمار الإنسان وتوجيه طاقاته وقدراته الإيجابية، نجح كل استثمار آخر في المجتمع نفسه وأثمر زرعه، والتربية لا تنفصل عن الروح التي سيرت الأمة التي انبثق منها منهج التربية، ومن ثم يجب أن يكون كل نموذج للتربية نابعاً من الروح المسيطرة على ثقافة المجتمع الذي ينتشر فيه، ليصيغ الفرد صياغة ربانية هي نتاج التربية.

فنتاج العملية التربوية الإسلامية هو فرد مسلم على الصورة التالية:
إيجابي يواجه الحياة ويأخذ نصيبه منها، فلا سلبية ولا انزواء ولا فرار من الواقع ولا تسول ولا تواكل، بل سعى في مناكب الأرض.
قوي الإرادة يتصدى ويختار لنفسه ويتحمل مسئوليته كاملة عن تصرفاته، بعد أن يكون قد علم مواضع الخير والحق.
صاحب ضمير يهديه إلى كافة واجباته نحو نفس ونحو المجتمع.
ذو ذكاء، بناء على خبرة وممارسة مواقف الحياة فهو يتأمل ويدرك العلاقات ويبحث عن الحقيقة، وذو حيل في الوصول غليها في أمور الدنيا والدين.
متعطش إلى العلم دائماً ولو في ميدان واحد، فلم يذم القرآن شيئاً كما ذم الجهل، ولم يعرض بأحد كما عرض بالجاهلين.
وهو واقعي لا يتوقع خطأ في الحياة إلا بمقدار ما يعمل، ولا جزاء غلا بمقدار ما يحسن ويتوكل على الله ولا يتواكل.
قوي كريم فلا يترخص في حقوقه ولا يتخاذل أمام ظلم أو عسف، ولا يترخص في واجباته أمام جسامة المسئوليات.
مجاهد بالمفهوم الإسلامي للجهاد وهو يبدأ بمجاهدة النفس في الجهاد في سبيل العلم وفي سبيل العيش وفي سبيل الله، ثم الوطن، وكل جهاد في الإسلام بهذا المعنى هو نوع من العبادة.
أخلاقي فهو يملك صفات منها: الصبر، والشجاعة، والعدل، والفقه، والحلم، والرحمة عند المقدرة، ومساعدة الغير، وإكرام الوالدين، وصلة الرحم، والوفاء بالعهد، والتسامح، والتواضح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي، يقول كلمة الحق ويترفع عن السفاسف في الأمور، وكلها فضائل ذات قيمة اجتماعية وقد تبدو هذه الصفات صعبة أو مثالية، والحقيقة أنها ليست كذلك متى التزمت التربية بها.
وهكذا تتحدد مهمة التربية إزاء الفرد في وضوح وتظهر معالم التربية الإسلامية، كام يجب أن تكون عند المسلمين بلا نقل ولا اقتباس ولا تطفل على أفكار الغربيين والشرقيين، وبلا خروج من جلودنا لنلهث وراء الآخرين.


ضوابط العملية التربوية:

1- الواقعية العملية والتدرج في الخطوات: فمع شمول التصور وثبات الغاية وعدم تجزئتها، هناك المرحلية العملية في مواجهة الواقع بما يناسب الظروف المحيطة والإمكانات المتاحة، بما يضمن الوصول إلى الهدف في النهاية.
2- تنبثق وترتبط كل حركة وعمل تربوي بالغاية الكبرى، وبالهدف المطلوب فغايتنا الأساسية هي: الله سبحانه وتعالى.
والهدف العملي هو إقامة دولة الإسلام بتربية وتكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح، يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية في كل مظاهر حياتها.
وأن يعيش الفرد هذا الإحساس، ويستشعره في حركته الفردية والجماعية، وداخل هذا الإطار سيتحدد نوع الحركة المطلوبة ومداها وكيفيتها وبالتالي أسلوب تربيتها.
3- معرفة مرحلة الدعوة ليتحدد أسلوب التربية، ففي مكة كانت التربية بالشدة ابتلاء، وقيام الليل بناء، وفي المدينة كان للمسجد دوره المعروف تعريفاً وتربية وتعليماً وتطبيقاً، والأخوة تعميقاً وتكويناً وسلوكاً.
4- أن تراعى القواعد الأصولية، فدفع الضرر مقدم على جلب المصلحة، وتفويت أدنى المصلحتين، واحتمال أخف الضررين، وهكذا يضغط الفرد حماسته وحركته فلا يتقدم ولا يتأخر عن الصف، ويكون وقافاً لما يطلب منه، ويسمع ويطيع ويسعى لتحقيق رباط الوحدة الصادقة.
5- وسيلة التغيير هي الفرد المسلم فهو يصلح نفسه، ويدعو غيره ويقيم دولة الإسلام في نفسه.
ووسيلتهم ترتكز على:
أ- تغيير العرف العام، ونشر الفكرة وكسب الأنصار.
ب- تربية أنصار هذه الدعوة على هذه التعاليم، وتكوين الركائز التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي.

ويظهر الأثر والنتيجة حين تعم تعاليم الرسالة المجتمع، ويكثر الأنصار ويتماسك البناء بقوة العقيدة، وقوة الوحدة.
ويجب أن نتنبه إلى أن خطواتنا محددة، فهي سلم يبدأه الأفراد بالإسلام وينتهي بالإحسان، مروراً بالإيمان والتقوى، وعلى المربين توجيه طاقاتهم، وشحذ همتهم، وتطهير روحهم، ودفعهم دفعاً إلى التجاوز والاختراق من أجل الوصول إلى القمة التي يطمح إليها كل منتمٍ لهذا الدين ليصل إلى الإحسان، والإبداع التام والتقابل الذي لا يحجبه شيء بين الله والإنسان ""أن تعبد الله كأنك تراه"".
والناس في الأعم الأغلب يمشون إلى أهدافهم أو يهرولون إليها، ولكننا في الإسلام نجد أناساً يقطعون المسافات الطوال والقرآن يصفهم (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) “المؤمنون: 61” إنها المسارعة، والسبق.
فالانتماء إلى الإسلام يعني الموافقة على العمل المبرمج المرسوم، الإيمان بالله يعني التحقق بالقناعات الكافية بجدوى هذا العمل، والشعور في كل عمل بأن الله يراقبه وتلك هي التقوى.
أما الإحسان فهو الإبداع الكامل في كل ما يقدمه الإنسان، وهو يسمع توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ""إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه""، وهذا كله يتطلب منهجاً تربوياً نلتزم به لنصل إلى الهدف المنشود بعد أن يضع الفرد المسلم بمجرد انتمائه لهذا الدين، نفسه وقدراته في سياق واحد، وتوجه واحد، ومجرى واحد مع خلائق الله كافة وسننه ونواميسه، فإذا به طاقة منتجة، محققة للآمال الكبار (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) “الانشقاق: 6”.
إن الفرد المسلم هو اللبنة الأساسية في البناء، سواء في بناء البيت المسلم أو المجتمع المسلم أو الحكومة المسلمة، وبقدر ما ينال الفرد من قسط وافر من التربية بقدر ما يكون البناء متيناً، فأي تقصير في مجال التربية للأفراد يعتبر ضعفاً في الأساس يعرض البناء إلى الانهيار إن عاجلاً أو آجلاً.
فلابد من مرحلة يُركز فيها على التربية والبناء؛ لأن الجهود التربوية تضمن سلامة سير العمل بخطواته المحددة، والبعيد عن الانحراف، وتلافي الفتن والفتوة، والتهور والتسرع، لأنها ضوابط شرعية، وسنة عملية ربى عليها صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين أسسوا دولة الإسلام.


الإيمان قبل النظم والهياكل:

إن الحياة الإسلامية لا تبنيها النصوص والنظم والهياكل فقطن إنما يرفع قواعدها، ويثبت أركانها المؤمنون بها، المضحون من أجلها العاملون لتحقيق أهدافها فليس لقانون إسلامي فرصة تغيير بدون أفئدة ملدوغة تتعبد بتطبيقه، إنها الاستقامة (واستقم كما أمرت) “الشورى: 15” لذلك كان عمر بن الخطاب -رضوان الله عليه- يوصي جنده بالتقوى قبل النزال ويقول: ""أخوف ما أخاف عليكم الذنوب، فإن ذنوب الجيش أخوف عليه من عدوه.
وكان أبو الدرداء - رضي الله عنه- يقول: ""أيها الناس، عمل صالح قبل الغزو، فإنما تقاتلون بأعمالكم"".
وكان الفضيل بن عياض يقول للمجاهدين إذا أرادوا أن يخرجوا: ""عليكم بالتوبة، فإنها ترد عنكم ما لا ترده السيوف"".
ولذلك حين أطل الإمام أحمد بن حنبل ببصيرته، فرأى إهمال الثقات، وصعود النكرات، وتمكين أهل البدع، وتوسيد الأمور إلى غير أهلها قال: "إذا رأيتم اليوم شيئاً مستوياً فتعجبوا".
ذلك لأنه إذا غلبت الأهواء أعراف الإيمان في تزكية الرجال، وصار ""يقال للرجل ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان"" حتى تصبح مراكز الحكم يعتليها الظلمة، ويتصدرها الفسقة، ويصبح الجهال صدور مجالس العلم، يومها قل على الدنيا العفاء، لأن الفجار سيعلون على الأبرار.
إن السير بالدعوة، وممارسة الحركة تحتاج إلى مراحل، كل مرحلة توصل لأختها، لذلك وجدنا الإمام البنا رضوان الله عليه حدد المراحل من تعريف وتكوين وتنفيذ، كما حدد الخطوات والأهداف المرحلية بإيجاد الفرد المسلم النموذجي، البيت المسلم المؤسس على التقوى، والمجتمع المسلم المتجاوب مع دعوة الله، والحكومة الإسلامية، ويتم ذلك على مستوى الشعوب والأقطار الإسلامية ثم تكون الدولة الإسلامية ثم أستاذية العالم بإذن الله.
وللتعريف وسائله من دروس ومحاضرات وندوات ومؤتمرات، ونشرات ورسائل وصحف ومجلات، ومدارس ومستشفيات وأندية رياضية ومؤسسات اقتصادية، وكذا مجال البر والخدمات الاجتماعية إلى آخر ذلك.
وللإعداد والتكوين وسائله، من قيام ليل، إلى صيام نهار، إلى أذكار وأوراد، إلى مخيمات، ورحلات ورياضة وجوالة، وغير ذلك من التكاليف والواجبات، كل ذلك من الوسائل التي تعمق صفات المسلم العامل من فهم، وإخلاص وعمل، وجهاد، وتضحية، وأخوة، وطاعة، وثقة وتجرد، وثبات، وغير ذلك من الصفات التي تبني الرجال.
ولم يكتف الإمام البنا بالاهتمام بقوة العقيدة والتربية الفردية، ولكن ركز على قوة الوحدة والرابطة بين الأخوة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين المهاجرين والأنصار، وهذه الأخوة لها أهميتها على طريق الدعوة وفي مجالات الحركة والجهاد بما لا يدع للأعداء ثغرات ينفذون منها إلى الصف (إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) “الصف: 4”.
لذلك جعلها الإمام ركناً من أركان البيعة، إنها تربية ومعاناة لها آثارها وثمارها.
فإن كنت ممن يأخذ الأمر بقوة وثبتك الله على طريقه، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك، وكره إليك الكفر والفسوق، والعصيان، وأصبحت من الراشدين فضلاً من الله ونعمة، تآلفت مع هذه القلوب التي اجتمعت على محبته، والتقت على طاعته، وتوحدت على دعوته، وتعاهدت على نصرة شريعته، فكنت أنت وإخوانك من الذين آمنوا بسمو دعوتهم، وقدسية فكرتهم، وعزموا صادقين، على أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها، وتحققت فيك صفات المجاهدين خلقاً وسلوكاً، ولك أن تتصور مجتمعاً هذا فهمه وهذه لبناته وهذا هو ترابطه ووحدته يردد (إياك نعبد وإياك نستعين (5) اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
ولذلك كان لابد للمربين من صفات يتصفون بها، وأخلاق يتحلون بها، وسمات يعرفون بها، يحققون القدوة في أنفسهم ليتربى على أيديهم رجال يحققون الأهداف الغالية السامية فيحققون نصرا لله الذي وعد به عباده الصالحين، ولن يأتي هذا النصر إلا إذا بدءوا المسير من المحراب كرجال عقيدة يكتسبون منها الصفات الأخلاقية الربانية.


المصدر:

رسالة الإخوان 14 - 1 - 2011 10 صفر 1432 هـ العدد 669 كتبهامحمد السيسى ، في 11 يناير 2011

الموضوع : التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا الكاتب: مصطفانى المصدر : شبكة عطر الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

https://i.servimg.com/u/f61/12/61/25/01/210.png


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا , التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا , التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا ,التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا ,التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا , التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ التربية سبيلنا ونبذ العنف مبدؤنا ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عطر الإسلام :: 
المنتديات الإسلامية
 :: الشريعة الإسلامية
-
انتقل الى:
شبكة عطر الإسلام...معاً إلى الجنة



جميع الحقوق محفوظة لــــ شبكة عطر الإسلام ©
جميع الآراء فى المنتدى تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط
Powered by phpBB © Copyright ©2008 - 2015