بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله
|
معبد الرامسيوم- القاعة الفلكية وسقفها يعرض لنا الاحتفال بعيد رأس السنة بما يتضمنه من مناظر للكواكب و النجوم ، والاثنى عشر شهرا القمرية في شكل دائرة يتوسطها الإله "تحوت" على هيئة القرد يجلس فوق العمود"جد - dd متقمّصا دور إله الأيام الخمسة النسيء |
مهندس / محمد عبد الرازق جويلي من هو فرعون موسى؟..
هذا السؤال حير الدينيين والتاريخيين معا.. وهناك عشرات الألوف من الأبحاث والكتب والمقالات على مر العصور التي تناولت هذه القضية دون ان يقدم احدهم دليلاً دامغاً لا ريب فيه على اتهامه لأحد الفراعنة بعينه ان يكون هو فرعون موسى. فبينما انقسم الدينيون إلى رأيين أنه فرعون واحد كما ذهب إلى ذلك غالبية المفسرين الإسلاميين حيث جاء لفظ فرعون في القرآن 74 مرة في 67 آية.. جميعها يدل على ان فرعون الذي تعامل معه نبي الله موسى كان شخصاُ واحداُ أو أنه اثنان من الفراعنة وهما فرعون الاضطهاد الذي اضطهد بني إسرائيل وفرعون الخروج الذي ضربه الله بال 10 ضربات أو أل 9 آيات وخرج بنو إسرائيل في آخر عصره كما ذهب إلى ذلك مفسرو التوراة حيث ذكرت التوراة أن ملك مصر قد مات عندما كان موسى في مدين وحل محله ملك آخر. بينما نجد أن غالبية التاريخيين انقسموا أيضا باتهامهم لأكثر من 12 فرعون لان يكون أحدهم آو اثنان منهم فرعونا لموسى.
وجميعهم في الأسرة أل 18 أو أل 19 حيث أن تسلسل الإحداث كما جاءت في القرآن والتوراة ينفي تماماُ بأن يكون فرعون موسى قبل أو بعد تلك الفترة.
فراعنة في قفص الاتهام
وهم : تحتمس الثالث 1457-1425ق.م..وأمنحتب الثاني 1427- 1396ق.م..وتحتمس الرابع 1396-1386ق.م... وأمنحتب الثالث 1386 –1349 ق.م..وأمنحتب الرابع (إخناتون) 1356-1340 ق.م.. وتوت عنخ آمون 1340-1331 ق.م.. وحور محب 1327-1295 ق.م.. ورمسيس الاول 1295-1294 ق.م.. وسيتي الاول1294-1279 ق.م.. ورمسيس الثاني 1279-1213 ق.م..و مرنبتاح 1213- 1203 ق.م.. و سيتي الثاني 1203 – 1197 ق.م.. والغريب أن بعض التاريخيين اتهم الملكة حتشبسوت 1479-1457 ق.م أنها فرعون موسى رغم أن القرآن والتوراة يؤكدان أن فرعون موسى كان رجلاُ حتى ولو كانت حتشبسوت ترتدي زي الرجال كما عرف عنها.
يوم الزينة
عندما ذهب موسى عليه السلام برسالة ربه إلي فرعون الذي طغي وأظهر له آيتين من آيات ربه وهما العصا التي تنقلب ثعبانا واليد التي يخرجها بيضاء فادعى فرعون أن ذلك سحر وطلب من موسى وهارون تحديد موعد آخر حتى يجمع السحرة ليبطلوا ما جاء به موسى من آيات فحدد لهم موسى عليه السلام الموعد كما جاء بالقرآن في يوم معلوم هو يوم الزينة.
قال تعالى " قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي " طه 59 وقال تعالي أيضا :" فجمع السحرة لميقات يوم معلوم " الشعراء 38
ولقد جاء عن يوم الزينة في كتب التفسير :
1- 1- الجلالين : يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون.
2- بن كثير : وهو يوم عيدهم ونيروزهم وتفرغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم, قال ابن عباس : وكان يوم الزينة يوم عاشوراء , وقال السدي وقتادة وابن زيد : كان يوم عيدهم. وقال سعيد بن جبير : كان يوم سوقهم, ولا منافاة. قلت: وفي مثله أهلك الله فرعون وجنوده, كما ثبت في الصحيح...(أي أن هناك يومان عاشوراء واجه فيهما موسى فرعون هما يوم الزينة , ويوم غرق فرعون ونجاة موسى ومن معه).
3- فتح القدير : قال مجاهد وقتادة ومقاتل والسدي: كان ذلك يوم عيد يتزينون فيه، وقال سعيد بن جبير: كان ذلك يوم عاشوراء، وقال الضحاك: يوم السبت، وقيل يوم النيروز، وقيل يوم كسر الخليج............. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "موعدكم يوم الزينة" قال: يوم عاشوراء. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو نحوه.
4- البغوي : قال مجاهد، و قتادة، و مقاتل، و السدي : كان يوم عيد لهم، يتزينون فيه، ويجتمعون في كل سنة. وقيل: هو يوم النيروز. وقال ابن عباس و سعيد بن جبير : يوم عاشوراء.
5- البيضاوي : قيل في ((يوم الزينة)) يوم عاشوراء، أو يوم النيروز، أو يوم عيد كان لهم في كل عام.
6- القرطبي : اختلف في يوم الزينة، فقيل هو يوم عيد كان لهم يتزينون ويجتمعون فيه، قال قتادة و السدي وغيرهما. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: كان يوم عاشوراء. وقال سعيد بن المسيب: يوم سوق كان لهم يتزينون فيها، وقاله قتادة أيضاً. وقال الضحاك : يوم السبت. وقيل: يوم النيروز، ذكره الثعلبي. وقيل: يوم يكسر فيه الخليج، وذلك أنهم كانوا يخرجون فيه يتفرجون ويتنزهون.
7- الطبري : يعني يوم عيد كان لهم، أو سوق كانوا يتزينون فيه. وجاء في تفسير البغوي لقوله تعالى " فجمع السحرة لميقات يوم معلوم"، هو يوم الزينة.
وروي عن ابن عباس قال: وافق ذلك اليوم يوم السبت،في أول يوم من السنة، وهو يوم النيروز... (1) قال الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن فرعون لما قال للملأ من قومه: إن هذا الساحر عليم قالوا له: ابعث إلى السحرة فقال فرعون لموسى: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت فتجتمع أنت وهارون وتجتمع السحرة فقال موسى: موعدكم يوم الزينة قال: ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة وهو يوم النيروز وفي رواية: أن السحرة قالوا لفرعون: أيها الملك واعد الرجل فقال: قد واعدته يوم الزينة وهو عيدكم الأكبر ووافق ذلك يوم السبت فخرج الناس لذلك اليوم... (2)
|
التقويم المصري القديم على ورق البردي (دائرة البروج) |
يوم الزينة في أيام الفراعنة
يقول الدكتور سليم نجيب: كان المصريون من أيام الفراعنة يحتفلون بعيد النيروز الذي أدخله الملك ماناوش في عهد الأسرة السابعة أو الثامنة، وكان الاحتفال بهذا العيد يستمر سبعة أيام، وكلمة النيروز مشتقة من الفارسية وتعني "اليوم الجديد".. (3)
وقال د.سعيد الملط : " وكان المصريون في عصر الفراعنة يحتفلون بهذا اليوم إكراما لنهر النيل. وقد اعتبر هذا العيد عيد الربيع الذي تبدأ بعده زيادة مياه النهر الذي يستكمل مياهه في الخريف أو أواخر الصيف. ولعل هذا هو ما يفسر لنا السبب في أن المصريين جميعا بغض النظر عن دياناتهم كانوا يشاركون في الاحتفال بهذا العيد ".. (4)
ويبدأ الاحتفال بهذه الأيام بالخمسة أو الستة أيام النسيء التي تنتهي بها سنتهم النجمية ثم يكون احتفالهم الأكبر في يوم راس السنة الجديدة (النيروز) بخروجهم جميعاً في الصباح الباكر متزينين ومرتدين ملابسهم الجديدة. وهذا يتطابق مع قول بن عباس : قال فرعون : قد واعدته يوم الزينة وهو عيدكم الأكبر. ويلاحظ أن موسى لم يختر يوما من أيام أعياد الآلهة (رع أو آمون أو غيرها) وما أكثرها وأشهرها في ذلك الحين.. كما أنه لم يختر يوما من أيام أعياد فرعون مثل يوم ميلاده أو يوم تنصيبه على العرش أو يوم اليوبيل أو غيره.. لأنه لو اختار يوما دينيا أو يوما سياسيا خاصا بالفرعون لكان ذلك اعترافا منه بالآلهة المصرية أو تأييدا منه لفرعون علي كفره.. وحاشا لله.. ولكنه اختار يوما قوميا وطنيا مشهورا يتزين فيه المصريون كلهم.. علاوة أن هذا اليوم أجازه للمصريين من من أعمالهم. مما يستدعي حضور حشد كبير من المصريين. نستخلص مما سبق أن يوم الزينة حسب أشهر التفسيرات وأرجحها وهو ما ذكره ابن عباس :
1- يوم النيروز وهو الذي يوافق اليوم الأول من الشهر القبطي توت.
2- يوم عاشوراء وهو الذي يوافق اليوم العاشر من الشهر الهجري المحرم.
3 – يوافق اليوم الأسبوعي السبت..... وهذه حالة فلكية نادرة للغاية.. والندرة هنا في تجمع هذه الأيام الثلاثة في يوم واحد..
فما هذا اليوم ؟
تطور السنة القبطية القديمة
قال د. بول كودركPaul Couderc عالم الفلك الفرنسي: السنة القبطية سنة نجمية طولها 365.25 يوم تبدأ بشهر توت.. وأول توت حاليا يوافق 11 سبتمبر حسب التقويم الجريجوري.. بينما كان يوافق 29 أغسطس قبل سنة 1582 م حيث كان التقويم الجولياني متبعا قبل هذه السنة. غير أن السنة القبطية كانت 365 يوم فقط وذلك منذ أن بدأ المصريون القدماء العمل به ا في سنة 4235 ق. م حتى سنة 29 ق. م.. لهذا كان أول توت في تلك الفترة متنقلا بين الصيف والخريف والشتاء والربيع بسبب خطأ في السنة القبطية التي اتبعوها في تلك الفترة مقداره 0.25 يوم كل سنة..
ولقد فطن المصريون القدماء إلي ذلك ففي أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد اكتشف المصريون ظاهرة الشروق ألاحتراقي للنجم المسمي بالشعري اليمانية ( سوثيس أو سيروس ) حيث صادف شروقه بداية فيضان النيل.. عندها حددوا بداية التقويم القبطي بشروق النجم سوثيس أو سيروس.
وعندها بدأت السنة القبطية بأول توت (يوم النيروز) في سنة 4235 ق.م وكان طولها 365 يوم ولكن سرعان ما تبين للمصريين القدماء أن هذه السنة أقصر مما ينبغي حيث تطور موعد ظهور النجم.. فبدلا من أن يظهر في اليوم الأول من توت.. أصبح يظهر في اليوم الثاني ثم الثالث وهكذا استمر الانحراف لفترة 1461 سنة قبطية (= 1460 سنة جوليانية) حتى عاد النجم سوثيس للظهور من جديد في اليوم الأول من توت وسط أفراح شعبية سجلها المؤرخون وحسبها الفلكيون في سنة 2775 ق.م وسميت بدورة سوثيس الأولي ثم تكرر الانحراف بنفس الكيفية إلي أن عاد النجم سوثيس للظهور من جديد في أول توت سنة 1317 ق.م وسميت بدورة سوثيس الثانية وطولها 1458 سنة جوليانية وذلك لأن السنة النجمية تزداد طولا ببطء.............
لذا فإن الانحراف قد تسارع شيئا فشيئا وتكررت دورة سوثيس للمرة الثالثة حيث تناقص طولها إلي 1456 سنة جوليانية للسبب الذي ذكرناه عن السنة النجمية وانقضت هذه الدورة الثالثة وسط أفراح شعبية غامرة يوم 21 يوليو سنة 139 بعد الميلاد نقل أخبارها إلينا المؤرخ اللاتيني سنسورينوس. وعلي الرغم من أن أغسطس قيصر قد فرض يوم نسئ سادسا كل 4 سنوات وذلك في سنة 29 ق.م حيث حل الأول من توت يوم 29 أغسطس 29 ق.م ليصبح طول السنة القبطية 365.25 يوم إلي يومنا هذا. غير أن أغسطس قيصر لم يراع أن يتوافق أول توت مع ظهور النجم سوثيس..
ولكن ما يحسب لاغسطس قيصر انه قد حد كثير من انحراف السنة القبطية الأمر الذي نظم معه الفلاحون المصريون مواعيد زراعتهم وحصادهم لثبوت ميعاد فيضان النيل مع هذا التقويم إلي حد ما.. (5)
|
الشهور ال12 المصرية القديمة في المواسم الزراعية الثلاثة |
|
شروق النجم سيروس أو سوثيس (الشعرى اليمانية) |
|
النجم سيروس هو المع نجوم الليل ويكون إشراقه ألاحتراقي أكثر من 20 ضعف إشراق الشمس وهو يبعد عن الأرض ب7 : 8 سنوات ضوئية |
الحساب الفلكي ليوم عاشوراء الزينة
بما أن 100 سنة قبطية (قبل سنة 29ق.م) × 365= 36500 يوم , 103 سنة هجرية × 354.36705 (متوسط السنة الهجرية) = 36499.806 يوم
نجد الفرق بين 100 سنة قبطية و 103 سنة هجرية يساوي 0.2 يوم تقريبا وهذا يجعلنا نؤكد أن أول توت قد يوافق 10 محرم ثلاث مرات علي الأكثر خلال 300 سنة قبطية أو 309 سنة هجرية حيث لن يزيد الفرق بينهما عن 0.6 يوم ثم يفترقا ولا يتفقا إلا بعد عدة آلاف من السنين. ولما كانت أغلب الأبحاث قد أجمعت علي أن موسى قد عاصر أحد أو اثنين من فراعنة مصر بالأسرتين 18 أو 19 أي في الفترة منذ سنة 1575 ق.م حتى سنة 1184 ق.م فأنه كان ينبغي لنا أن نركز حساباتنا الفلكية في تلك الفترة فقط ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن نوسع دائرة الاحتمالات إلى أقصاها فنبحث عن يوم الزينة (1 توت) الذي توافق مع يوم عاشوراء (10 محرم) خلال أربعة آلاف سنة ميلادية التي سبقت الميلاد وهي الفترة التي عاشتها كل الأسر الفرعونية ال30 لنراعي كل الاحتمالات وبالفعل بحثت ولم أجد فيها سوي ثلاث تواريخ فقط توافق فيها 1 توت مع 10 محرم وهي في سنوات 1466 ق.م.. و 1366 ق.م.. و1266 ق.م وجميعها يقع في زمن الأسرتين الفرعونيتين أل 18 وال 19 أي في الفترة من سنة 1580 ق.م حتى سنة 1200 ق.م
س: ولكن كيف ذلك ؟
ج: لنبحث أقرب هذه التواريخ وهو 1266 ق.: م أولا.. أول توت لسنة 1266 ق.م : سبق أن ذكرنا أن النجم سوثيس قد ظهر يوم 21 يوليو 139 بعد الميلاد إيذانا بانتهاء دورة سوثيس الثالثة.
وسبق أن ذكرنا أنه لو تقدمنا بالزمن 4 سنوات قبطية (قبل سنة 29 ق.م) لتأخرنا يوماً واحداً حسب التقويم الجولياني. فانه بالعكس إننا إذا رجعنا الوراء 4 سنوات قبطية لتقدمنا يوما واحدا حسب التقويم الجولياني لهذا فإننا إذا رجعنا من نهاية دورة سوثيس الثالثة في يوم 21 يوليو 139 بعد الميلاد لكي نصل إلى سنة 1266 ق.م فإننا سنرجع : 1266 + 139 = 1405 سنة وإن 1405 ÷ 4 = 351.25 = 351 يوم أو 352 يوم لذا علينا أن نتقدم 351 أو 352 يوم بعد يوم 21 يوليو لنصل لليوم الميلادي الذي يوافق أول توت لسنة 1266 ق.م 351 أو 352 يوم = 10 (باقية من يوليو) +31+30 +31 +30+31 ديسمبر+31 يناير +28+31+30+31+30يونيو+ 7أو8 يوليو أي أن أول توت لسنة 1266 ق.م كان يوافق 7أو8 يوليو 1266ق.م
طريقة ثانية :- بداية يجب أن ندرك جيدا أن دورة سوثيس الثالثة التي سجلها المؤرخون وحسبها الفلكيون ب 1456 سنة ميلادية أن أول توت قد مر خلال سنواتها ال1456 علي جميع أيام السنة الميلادية الجوليانية ال365.25 يوم حتى وافق آخرها يوم 21 يوليو 139 م بظهور النجم سوثيس في هذا اليوم.
من هذا فإن موقع سنة 1266 ق.م هو السنة رقم 1405 من دورة سوثيس الثالثة لأن 1266 + 139 = 1405 سنة ولما كان طول دورة سوثيس الثالثة 1456 سنة ميلادية فإن 1405 ÷ 1456 = 0.9649725 أي أن سنة 1266 ق.م تقع بعد مرور 5و96% من دورة سوثيس الثالثة وإن 5و96% × 365.25 = 352.46625 = 352يوم أو 353 يوم... وهذه الطريقة أكثر دقة من الأولى لذا علينا أن نأخذ بنتائجها. ولقد سبق أن تقدمنا 351 يوم بعد 21 يوليو فوصلنا إلي يوم 7 يوليو أما إذا تقدمنا 352 يوم بعد 21 يوليو فسنصل إلي يوم 8 يوليو 1266 ق.م الذي يوافق 1 توت لسنة 1266 ق.م فأما إذا تقدمنا 353 يوم بعد 21 يوليو فسنصل إلي يوم 9 يوليو 1266ق.م الذي يوافق1 توت لسنة 1266 ق.م
ثانيا: أول توت لسنة 1366 ق.م سبق أن توصلنا إلي أننا إذا رجعنا للوراء 4 سنوات قبطية ذات ال365 يوم فقط فإننا نتقدم يوما للأمام حسب التقويم الجولياني.
بالتالي فإننا إذا رجعنا 100 سنة قبل سنة 1266 ق.م فإننا نتقدم 25 يوم بعد يوم 8 يوليو إلي أن نصل ليوم 2 أغسطس 1366 ق.م
ثالثا: أول توت لسنة 1466 ق.م بنفس الطريقة السابقة نصل إلي أن أول توت لسنة 1466 ق.م يوافق يوم 27أغسطس 1466 ق.م.
إثبات أن هذه التواريخ عاشوراء
أولا : أول توت لسنة 1266 ق.م (8 أو 9 يوليو 1266 ق.م) بما أن بداية التقويم الهجري كانت يوم الجمعة 16 يوليو 622 م الذي يوافق أول المحرم بالسنة الأولي الهجرية.
بالتالي فإن يوم 10 محرم (عاشوراء) بتلك السنة يوم الأحد 25 /7/622 م.
لذا فعلينا أن نحسب مجموع الأيام الواقعة بين يوم الأحد 25 /7/622 م ويوم 8 أو 9 يوليو 1266 ق.م والتي تساوي = 176 أو 175 يوم (باقية من سنة 1266 ق.م ) + {(1265سنوات قبل الميلاد+621 سنوات بعد الميلاد) سنة × 365.25 متوسط السنة الجوليانية}+237 يوم (مضت من سنة 622 م) =(176أو175 يوم) + 688861+206=689243.5 أو689242.5 يوم = 689244 أو 689243 أو 689242 يوم وبما أن متوسط عدد أيام السنة الهجرية فلكيا = 354.36705 يوم لهذا فإننا يجب أن نقسم عدد الأيام التي توصلنا إليها علي متوسط السنة الهجرية فلكيا = 689244 يوم ÷ 354.36705 = 1945.0002 سنة 0.0002 سنة هجرية = 0.0708 يوم = 1.7 ساعة تقريبا وان 1.7 ساعة يمكن إهمالها لصغرها. لهذا فإن أول توت لسنة 1266 ق.م الذي يوافق 8 يوليو 1266 ق.م لابد أن يوافق 10 محرم (عاشوراء) فلكيا وذلك سنة 1945 ق.هـ كما أثبتنا. ولكن علينا ألا نهمل تاريخي 7 ؛ 9 يوليو 1266 ق.م لأن يكون أيا منهما قد يوافق 10 محرم 1945 ق.هـ بنفس مقدار احتمالية موافقة 8 يوليو 1266ق.م ليوم عاشوراء الزينة لأن هذه الطريقة الفلكية باستخدام متوسط السنة الهجرية الفلكية تحتمل الخطأ بمقدار + يوم أو- يوم.
* كما أننا نستطيع أن نثبت أيضا أن يوم 2 أغسطس 1366 ق.م الذي يوافق أول توت يوافق أيضا يوم10 محرم 2048 ق.هـ وذلك بإضافة 36500 يوم ليصبح الناتج = 725744 يوم..
وبقسمتها 725744 ÷ 354.36705 = 2048.0007 سنة وأيضا 0.0007 سنة = 0.2478 = 6 ساعات (تقريبا) و6 ساعات يمكن إهمالها أيضا لصغرها.
* وبالمثل يمكن إثبات أن 27أغسطس 1466 ق.م يوافق 10 محرم( عاشوراء) لسنة 2151ق.هـ وأن الفرق هنا يساوي 0.0013 سنة =0.4602 يوم =11 ساعة تقريبا والتي يمكن إهمالها أيضا لأنها أقل من نصف يوم *الآن وصلنا أن يوم الزينة (1 توت = 10 محرم )الذي واجه موسى عليه السلام فرعون والسحرة كان أحد الأيام من :
1) 28 أغسطس 1466 ق.م الموافق 10 محرم 2151 ق.هـ 2) 3 أغسطس 1366 ق.م الموافق 10 محرم 2048 ق.هـ 3) 7 أو8 أو9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ
س: ما اليوم الأسبوعي لكل تاريخ من التواريخ الثلاثة ؟
ج: بمعلومية أن أول أيام التقويم الميلادي الجولياني الموافق 1 يناير بالسنة الأولي الميلادية كان يوافق يوم السبت وأن عدد الأيام بين هذا التاريخ ويوم 8 يوليو 1266ق.م يساوي = 177 يوم (باقين من سنة 1266 ق.م) + ( 1265 سنوات قبل الميلاد × 365.25) = =177 + 462041.25 = 462218 يوم تقريبا وبقسمة الناتج ÷ 7 = 66031.142 أسبوع... و 0.142 أسبوع = 1 يوم أي إننا يجب أن نرجع لمدة يوم أسبوعي قبل يوم السبت وهو يوم الجمعة ولهذا فإن 8 يوليو 1266 ق.م = 10 محرم 1945 ق.هـ = الجمعة ومن هذا فإن 7 يوليو 1266 ق.م يوافق يوم الخميس و 9 يوليو 1266 ق.م يوافق السبت وبنفس الطريقة يمكننا إثبات : أن يوم 2 أغسطس 1366 ق.م = 10 محرم 2048 ق.هـ = الأربعاء ويوم 27 أغسطس 1466 ق.م = 10 محرم 2151 ق.هـ = الاثنين..... وبهذا فان هناك 3 احتمالات(فقط) ليوم الزينة الذي توافق فيه أول توت مع عاشوراء (10 محرم) وهى:--..1) يوم الاثنين 28 أغسطس 1466ق.م (10محرم2151ق.ه) 2) يوم الأربعاء 3 أغسطس 1366ق.م(10محرم2048ق.ه) 3) يوم ( الخميس 7 يوليو أو الجمعة 8 يوليو أو السبت 9 يوليو)1266ق.م ( 10 محرم1945ق.ه ).
والتي نختار منها يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م لأن يوم الزينة كان يوم السبت كما ذكر بن عباس , ونرفض التاريخين الآخرين لعدم موافقة أي منهما ليوم السبت حيث وافقا الاثنين والأربعاء وهذا يضعنا أمام دليل فريد وقوي لا يمكن لأحد ان يشك أو يرتاب فيه وهو الذي نتهم به فرعون مصر الذي كان حاكماً عليها في سنة 1266 ق.م على انه هو الذي واجهه موسى عليه السلام في يوم الزينة ولا نتهم أي فرعون آخر غيره لذا علينا ان نؤكد مدى صحة حساباتنا الفلكية بمطابقتها بحسابات جداول ناسا الفضائية العالمية لمراحل القمر الدقيقة جداً في تلك السنة.
حسابات ناسا وعاشوراء الزينة لسنة 1266 ق.م
بمراجعة هذه النتائج مع جداول ناسا الفضائية العالمية لمراحل القمر في سنة (-1265) وهي التي تساوي سنة 1266ق.م وجدت أن لحظة الاقتران لشهر المحرم سنة 1945 قبل الهجرة كانت (في الساعة 55و16 في يوم 26 يونيو 1266 ق.م) حسب توقيت جرينتش ( = 55و19 في يوم 26 يونيو 1266 ق.م) حسب توقيت مصر.. (6)
وهذا يعني أن عمر الهلال سيكون صفر من الساعات (تقريباُ) عند غروب الشمس في مصر في هذا اليوم مما يستحيل رؤية الهلال في ليلتها بينما تكون رؤيته يسيرة عند غروب شمس اليوم التالي 27 يونيو حيث يكون عمر القمر 24 ساعة مما يجعل يوم (28 يونيو) أول المحرم ويوم (7 يوليو1266 ق.م) هو يوم عاشوراء فلكياُ وهو الذي كان يوافق يوم الخميس. ولكن رواية بن عباس رضي الله عنهما بأن واقعة يوم الزينة كانت يوم السبت أي بعد ذلك التاريخ بيومين يجعلنا نعدل تاريخ عاشوراء الزينة إلى يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م وهذا ممكن في الماضي حيث أنه لم تكن هناك القواعد المنظمة لاعتماد بدأ الشهر القمري وقتئذ.. لهذا يمكن أن يبدأ الشهر القمري عندهم بعد بدايته الفعلية بيوم أو يومين بعد أن يظهر الهلال واضحاُ ويستمر بعد غروب الشمس لمدة ساعة أو أقل قليلاً ولدينا في ذلك مثال ذكره د. ياسين محمد المليكي : هو أن الحضارة البابلية (التي كانت معاصرة للفراعنة وقتئذ) لم تكن تعتمد بداية الشهر القمري إلا بعد ظهور الهلال لمدة تزيد عن 48 دقيقة بعد غروب الشمس أي متأخراً عن بدايته الفعلية بيوم أو يومين.. (7)
اختبار فلكي لصحة حساب يوم الزينة:
باختبار ما توصلت إليه من نتائج في موقع تحويل التقاويم الهجرية إلى الجوليانية وغيرها والعكس (calendarhome.com calendar converter )وعنوانه:... (8)
وهو موقع عالمي ومشهور ودقيق جدا في نتائجه الفلكية كانت النتائج كآلاتي : بالبحث عن نتيجة التاريخ 9 يوليو سنة 1266 ق.م (= - 1266) وهو تاريخ يوم الزينة الذي توصلت إليه وجدت ان هذا اليوم كان يوافق يوم الجمعه 10 محرم - 1944 (وهي التي توافق 1945 قبل الهجرة باعتبار السنة السابقة للهجرة = - 1 وليست السنة صفر حسبما اتفق عليه غالبية الفلكيين وهم الأصح). أي أن يوم 9 يوليو 1266 ق.م قد وافق يوم 10 محرم 1945 قبل الهجرة بما يتفق تماماً مع ما توصلت إليه من نتائج ولكن يلاحظ ان النتيجة في هذا اليوم تشير إلى يوم الجمعة وليس السبت كما توصلت إليه وهذا الخطأ مقبول فلكياً لأننا في الواقع نرجع بالزمن بحساباتنا لأكثر من 3 آلاف سنة فباستخدام متوسطات السنوات الهجرية والميلادية في الحسابات الفلكية وتأويلها إلى اليوم الأسبوعي والخطأ فيها في يوم أمر وارد ولا يفسد صحة الحساب الفلكي.
هذا هو فرعون موسى
إذا بحثنا عن الفراعنة الذين كانوا يحكمون مصر في السنوات1466 ق.م.. و1366 ق.م.. و 1266 ق.م لان أيا من هذه التواريخ الثلاثة يوافق يوم عاشوراء الزينة الذي توافق فيه 1 توت مع 10 محرم فلكيا كما حسبنا.. فإننا سنجد الآتي: أن فرعون سنة 1466 ق.م كان الملكة حتشبسوت والتي نستطيع أن نرفضها لان فرعون موسى كان رجلا....... وان فرعون سنة 1366 ق.م كان أمنحتب الثالث ونستطيع أن نرفضه أيضا لان الباقي من حكمه 17 سنة حتى وفاته وهى اقل من 40 سنة بكثير (ال40 سنة بعد يوم الزينة شرط هام سوف نثبته في بحوثنا التاليةعن فرعون موسى فيما بعد) كما انه (أمنحتب الثالث) اشترك في الحكم مع إخناتون (ابنه) في آخر 8-9 سنوات من حكمه. لا يتبقى لنا سوى تاريخ واحد هو سنة 1266 ق.م وكان فرعون مصر وقتئذ رمسيس الثاني الذي حكم مصر منفرداً 67 سنة.
ولقد اختلف المؤرخون في فترة تولي رمسيس الثاني الحكم منفرداً بين : (1302 ق.م : 1235 ق.م) و (1291 ق.م : 1224 ق.م) و ( 1292 ق.م : 1225 ق.م) و ( 1279 ق.م : 1212 ق.م).. ولكن سنة 1266 ق.م التي توصلنا إلى انه قد وقع فيها يوم الزينة بين موسى وسحرة فرعون هذه السنة تقع في كل الفترات السابقة جميعاً رغم اختلافهم. لذا نستطيع أن نقول بالتأكيد أن فرعون الذي كان موجوداً في يوم الزينة هو رمسيس الثاني صاحب موقعة قادش وليس أي فرعون آخر...
|
رمسيس الثاني في موقعة قادش |
وهذا هو تاريخ عاشوراء الزينة
وهكذا وصلنا أيضاُ إلى أن تاريخ يوم عاشوراء الزينة = السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 قبل الهجرة.
وأن يحشر الناس ضحى
نلاحظ أن موسى قد اختار وقت الضحى للقاء.. ووقت الضحى يبدأ بعد شروق الشمس مباشرة ويمتد حتى ما قبل الظهر, وشهر يوليو الذي توصلنا ان يوم الزينة قد حدث فيه مشهور في مصر بالحر الشديد مع ارتفاع الرطوبة النسبية التي تزيد من الشعور بحرارة الجو.. ووقت الضحى الذي يبدأ في الساعة السادسة صباحاً (تقريباً) هو ألطف فترة في النهار لهذا اللقاء من حيث انخفاض موجة الحر والرطوبة النسبية لأنه الأقرب لدرجة الحرارة الصغرى في هذا اليوم. لهذا كان اختيار موسى الذي عاش في مصر لهذا الوقت كان مناسباً جداً لأن يحشر الناس فيه دون أذى من حر.
المراجع :
(1) تفاسير القران (الجلالين – ابن كثير –فتح القدير – البغوي – البيضاوي – القرطبي – الطبري).
(2) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثاني ( 53 من 167 ) – المقريزي.
(3) الأقباط عبر التاريخ – الجزء الثاني – د.سليم نجيب.
(4) أعياد مصر بين الحاضر والماضي – د. سعيد محمد حسن الملط – ص 25.
(5) تقاويم الزمن – بول كودرك ترجمة نهاد احمد سالم ص64-68.
(6) http://eclipse.gsfc.nasa.gov/phase/phases-1299.html (7) منازل القمر – د. ياسين محمد المليكي – الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة. (8) http://www.calendarhome.com/converter /