بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين


نظام بشار: علامات تفتت، ومحطات فشل متواصل / عبد الغني المصري

يقول المثل “انقلب السحر على الساحر”. ذلك ما يحدث مع نظام ذو نظرة أمنية طائفية ضيقة، جعلها تنتقل من فشل الى فشل، أدت إلى بروز بوادر تفتت ستؤدي حتما الى سقوط النظام بالضربة القاضية. فما هي أهم محطات الفشل التي مر بها النظام؟، وما هي أبرز علامات التفتت البادية على الارض؟.

محطات فشل لنظام بشار
——————–
– عدم القدرة على قراءة تأثير الثورات العربية على بث روح الثورة في الشعب، مما أدى إلى استهزاء أمنه بأهل درعا، وتسفيه رجالهم، وانطلاق شرارة الثورة.
– محاولة إعادة نحت وعي اجتماعي منكمش مرتعب عن طريق اطلاق يد الشبيحة والامن، بعمليات قتل، واعتقال، واهانة، مع نشر أشرطة فيديو تبين ذلك، وتسليم جثث تمت تصفيتها تحت التعذيب، لارهاب الكل الاجتماعي. قراءة خاطئة أخرى، أدت الى اشتداد الثورة.
– عمل مجازر صغيرة في كل بلدة ومدينة، كي يكون القتلى عبرة لغيرهم. كانت النتيجة حصول اصطفاف كامل مع الثورة من الحاضنة الشعبية.
– محاولة جر الثورة نحو العسكرة، كي يعزل الثورة في بؤر معزولة يجري خنقها، واقتلاعها، في قراءة خاطئة، وقياس فاشل على احداث الثمانينات، حيث كانت تلك ثورة نخبة، بينما الحال الان ثورة شعب.
– تدمير المدن، وتهجير الناس، بهدف كسر الارادة، قراءة خاطئة اخرى، ادت الى جعل الكل الباقي، مخزونا احتياطيا للثورة.
– الاجرام الزائد، وتعمد القصف المستمر، وعدم ايقافه، لارهاق الشعب، وجره الى مفاوضات تحت حكم نفس النظام، قراءة ضعيفة أدت إلى مزيد من الاصرار على اقتلاع الاجرام.

علامات تفتت نظام بشار
—————-
– فقدان القوات البرية لبشار الارادة القتالية، وخسارتها لكل معركة برية تخوضها، منذ أكثر من ستة أشهر وحتى الآن.
– فقدان السيطرة الأمنية المتواصل في دمشق، وتحولها البطيء نحو سيطرة الثورة.
– فقدان حلب، والمرافئ الحدودية.
– بدء البحث الجدي عن “طائف” سوري برعاية روسية، انطلاقا من بنود كوفي عنان، من علامات ذلك:
— تصريحات الابراهيمي أنه واهم من يظن أنه بإمكانه اعادة العجلة الى الخلف.
— ومنها أيضا عقد مؤتمر “معارضة الداخل”، بأمر روسي، صيني، حيث كانت إحدى شعاراته
“اسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته”.
— ومنها تصريحات أمير قطر، بقوات ردع عربية، ثم صدور تأييد تونسي لذلك.

– بدء تهرب ابناء الطائفة العلوية، من الاستدعاء للخدمة الخدمة العسكرية، او الاستدعاء للاحتياط، حيث تواترت الاخبار، عن اصطدام سكان القرى العلوية مع الشرطة والجيش، لمنع ابنائهم الالتحاق بالجيش، لان في ذلك موت ابنائهم في معركة خاسرة لهم. ومن الأمثلة يقول Karim Sadeq : ادمن انا من منطقة الحولة و عندي معلومات مؤكدة تقول ان الكثير من شباب القرى العلوية المجاورة للحولة يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية سواء كخدمة الزامية او احتياط.. لدرجة ان بعضهم لجأ الى الحولة هرباً من الخدمة.. المعلومات موثوقة 100%.

– تقرير لوكالة رويترز من وسط الاحياء العلوية في حمص، حيث تؤكد فرض الشبيحة لأتاوات على سكان تلك الاحياء، مقابل جمايتهم، ممن؟؟؟ من الاختطاف من الشبيحة!!!!. عمل ينبئ عن تسارع السقوط، ومؤشر انفضاض للشبيحة، واعوانهم عن حاضنتهم الشعبية. حيث إن الشبيحة يفرضون احيانا مبلغ 300 دولار شهري لحماية الاسرة، وللمزيد حول ذلك يمكن مراجعة الرابط http://www.aljazeera.net/light/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/d6d5...

ملخص ما ورد، أن المعركة الآن هي معركة “عض الاصابع”، فالنظام يتهاوى، لكنه يمعن في الاثخان بالقتل واهما، للمرة ما بعد الألف في قهر الشعب، واستسلامه، ولم تتعلم العقلية الامنية، انها تقود سوريا، وطائفتها، ومستقبل اجيالها نحو مزيد من الهاوية، وأن الثورة هي ثورة شعب ثائر، لن تتوقف، ولو بمليوني شهيد، قبل اقتلاع عصابات الاجرام، وارساء سوريا حرة للجميع.
المصدر: سوريون نت