بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين


هجوم إسرائيل .. ضربة للثورة السورية!


غنيٌّ عن البيان أنَّ الهجوم الإسرائيلي الأخير على دمشق يؤكد على رغبة إسرائيل القوية الجديدة والمتجددة للتدخل في مشاكل المنطقة, كما أنَّ هذه الغارة ربما تُخوّل للنظام السوري الغاشم أن يستخدمها في مصلحته, حيث يخطط الأسد وحلفاؤه لاستخدام الهجوم الإسرائيلي لتشويه سمعة الثوار السوريين, بأن إسرائيل متآمرة في الثورة على النظام السوري.

جدير بالإشارة أنَّ هذا الهجوم- حسب مصادر أمنية غربية- استهدف قافلة كانت تقلّ أسلحة ثقيلة متطورة متجهة إلى لبنان وحزب الله، بينما نفى ذلك نظام الأسد مؤكدًا أن الهجوم استهدف منشأة بحثية.

في هذا السياق, قالت مجلة "ايكونومست": "لأول مرة منذ بداية الثورة السورية التي انطلقت قبل عامين, قصفت إسرائيل أهدافًا داخل سوريا, كما قصفت مخزونًا من السلاح في السودان في أكتوبر 2012", مضيفة "مع إحراز الثوار السوريين تقدمًا في مواجهة قوات الأسد, تخشى إسرائيل من أنَّ النظام قد يسعى إلى نقل أسلحته المتطورة بما فيها الأسلحة الكيماوية إلى حليفه حزب الله".

ونقلت المجلة البريطانية "ما أذاعته الإذاعة التابعة لحزب الله حيث وصفت الهجوم بأنه تدخل إسرائيلي نيابة عن الثوار السوريين "أذناب الصهيونية"- على حد زعمها, مشيرة إلى أن "الأسد- فيما يبدو- لن يقوم بالرد على هذا الهجوم, لا سيما مع فقدانه السيطرة على نصف سوريا, كما أنه لا يرغب في فتح جبهة قتال جديدة".

من جانب آخر, أوضحت صحيفة الاندبندنت البريطانية "أنَّ الهجوم الإسرائيلي على سوريا ينذر بخطورة اتساع رقعة ما وصفته "بالحرب الأهلية" الضارية في سوريا وتحولها إلى صراع إقليمي", مضيفة "أنَّ الوضع داخل سوريا مفزع بصورة كافية، حيث قُتل أكثر من 60 ألف شخص خلال الثورة المستمرة منذ ما يقرب من عامين ضد نظام الأسد".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تأزُّم الوضع في الجوار السوري، حيث نصب أول بطارية من ستّ بطاريات صواريخ باتريوت لحلف الناتو على حدود تركيا مع سوريا، وسيتم نصب الأخرى لاحقًا، كما نقلت إسرائيل بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي إلى حيفا في الشمال", مؤكدة "أن هذه الإجراءات دفاعية في ظاهرها، لكنها لا تمثّل وصفة مناسبة لتحقيق السلام".

كما قالت الاندبندنت "من عير المرجح, أن يقوم النظام السوري بالرد على الهجوم نظرًا للضغوط الكبيرة للغاية التي يتعرّض لها، كما أنَّ حزب الله قد لا يقوم بالردّ على الفور أيضًا بالنظر إلى أنَّ الهجوم لم يقع على الأراضي اللبنانية، وعلى الصعيد الدولي, نددت روسيا, حليفة سوريا, بالهجوم الإسرائيلي في القنوات الدبلوماسية".

أما مجلة "تايم" الأمريكية فقد نقلت عن مصادر استخباراتية غربية "أنَّ الطيران الاسرائيلي نفذ غارة على عدة أهداف في سوريا, وذلك بعدما تلقت الضوء الأخضر من واشنطن للقيام بمثل هذه الغارات", مستشهدة بقول وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا "إنَّ إيران تقوم بإمداد تنظيمات ارهابية في الشرق الأوسط بصواريخ محمولة على الكتف مما يشكل تهديدًا ليس لطائرات مقاتلة فقط وإنَّما لطائرات مدنية أيضًا, وأنَّ الولايات المتحدة تعتبر هذا الأمر تصعيدًا للموقف".

كما أضافت المجلة الأمريكية "أنَّه مع الضعف الذي تشهده قبضة الأسد على السلطة، أصبحت إسرائيل تخشى فقدانه السيطرة سريعًا على ترسانته الكبيرة من الأسلحة المتطورة، والتي من الممكن أن تتسرب إلى حزب الله أو أي مجموعة أخرى معادية لإسرائيل", مشيرةً إلى "أن هذه المخاوف إضافة إلى المشاكل التي يواجهها حزب الله داخل لبنان، تعني أن عملية عسكرية إسرائيلية أخرى غير مستبعدة".

أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقد وصفت الهجوم الإسرائيلي بأنه أول تدخل لإسرائيل في "ثورات الربيع العربي التي تسببت في عدم الاستقرار لجيرانها، وتركت إسرائيل عُرضة للشعور بالضعف أكثر من أي وقت مضى خلال عقود".
المصدر: الإسلام اليوم